تحدت الظروف الصعبة، وضيق الحال، وعزفت بأناملها الصغيرة التي تجر بها ما يدر عليها قوت يومها، أجمل سيمفونية للكفاح والعمل الشريف. بكفاحها وجرأتها، وصبرها وحفاظها على شرفها وحريتها وكرامتها، عملت ناقلة بضائع على تروسيكل متهالك، لتبحث لنفسها عن فرصة في نجاح وسط خضم الحياة. ويبدو أن جهود "منى السيد"، فتاة الإسكندرية الشقيانة، لم تذهب سدى، فعندما طارت صورتها التي انتشرت سريعًا بمواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات،إلى قصر الاتحادية، إعجابًا بحجم الصبر والتحدي والإصرار الذي اتسمت به "منى"، في الوقت الذي انشغل شباب بالجلوس على المقاهي دون عمل يدر عليهم الخير والرزق، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي مقابلة فتاة الإسكندرية تعبيرًا منه على إعجابه وشكره لكل من يعمل من أجل مصر. بذلت"منى"، النفيس والغالي لتوفير لقمة عيش شريفة لها ولأسرتها، بكل شجاعة وإصرار على النجاح، وضربت المثل لمعظم الشباب المصري ليستفيق من غفلته باعثة شعاع أمل وبناء جديد. ولعل التاريخ، سيذكر أن "الشقيانين دخلوا قصر الاتحادية،لا بثورة ولا بفوضى، بل بكفاحهم وعملهم وعرقهم وكدهم، وعلينا جميعًا أن نتذكر كلمات منى، ولا ننساها أبدًا: "رضيت يارب بما قسمته لي".