سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
600 مهندس وفني مصري في برلين للتدريب على "توربينات سيمنس".. مشروعات الشركة الألمانية هدفها إحداث طفرة نوعية في الطاقة الكهربائية بمصر.. يتحمل تكاليف التمويل الشركة القابضة
«من القاهرةلبرلين».. بدأت رحلة شباب المهندسين والفنيين المصريين للتدريب على تشغيل وصيانة توربينات سيمنس العملاقة المصنعة بأحدث تكنولوجيا ألمانية، لتستخدم كأحد مكونات مشروعات الشركة الألمانية لإحداث طفرة نوعية في مجال الطاقة الكهربائية في مصر. ثلاثة أشهر هي مدة التدريب التي قضاها الشباب المصرى في الحصول على البرنامج المعد لهم لرفع كفاءتهم وتحسين مستوى أدائهم وإكسابهم خبرات ومهارات من خلال الاحتكاك والمحاكاة مع المهندسين والخبراء الألمان في برلين. البداية كانت عندما أعلنت شركة سيمنس في إبريل 2016 تدريب 600 من المهندسين والفنيين المصريين؛ وذلك بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، متمثلة في الشركة القابضة لكهرباء مصر، من خلال برنامج يهدف إلى تمكين الشباب المصرى من تعزيز كفاءتهم المهنية والاحترافية وبناء جيل من الخبراء المحليين في قطاع الطاقة في مصر خلال الأعوام المقبلة. وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وعدد من قيادات القطاع اجتماعا بالمجموعة الأولى من المهندسين والفنيين الذين اجتازوا الاختبارات لشغل وظائف التشغيل في بعض المحطات الثلاث الجارى تنفيذها بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المحليين «أوراسكوم» و«السويدى إليكتريك» في بنى سويف، البرلس، والعاصمة الإدارية الجديدة، بإجمالى قدرات 14400 ميجاوات. وبدأت المجموعة الأولى في تلقى البرامج التدريبية في 3 إبريل 2016، حيث تتكون هذه المجموعة من 50 من المهندسين والفنيين الذين سيتولون مسئولية تشغيل محطات الدورة المركبة الثلاث التي تقوم سيمنس حاليًا ببنائها في مصر؛ وهى المحطات التي تعتمد على الغاز الطبيعى وتقع في بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة. وتبلغ الفترة الزمنية لكل دفعة من البرامج التدريبية نحو ستة أشهر، موزعة بين مصر وألمانيا، حيث سيخضع المتدربون خلال هذه الفترة إلى تدريب مهنى وعملى في بيئات تحاكى ظروف العمل في العالم الواقعى، حيث تُركز البرامج التدريبية على محورين رئيسيين: المهارات التقنية والمهارات السلوكية للمتدربين. ويهدف الجزء التقنى في برنامج التدريب إلى تزويد المهندسين والفنيين بحزمة كاملة من المهارات في مجال تشغيل وصيانة محطات الكهرباء بما يجعلهم بعد ذلك قادرين على إدارة محطات الكهرباء العملاقة في مصر بأعلى مستويات الكفاءة. أما الجزء السلوكى فيهدف إلى خلق بيئة عمل إيجابية وتحقيق نقلة نوعية في طريقة التعامل والتفاعل بين الموظفين داخل محيط العمل، وذلك من خلال برامج تعالج النواحى النفسية وطريقة التواصل بين فريق العمل، إضافة إلى برامج أخرى تستهدف مهارات الإدارة والقيادة والإشراف على العمل ومهارات اللغة وغيرها من البرامج التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من البرنامج ككل. وقامت الشركة الألمانية باختيار المهندسين والفنيين للتدريب من خلال مجموعات، جميعهم يتم تدريبهم على كيفية تشغيل مشروعات البنية التحتية الجديدة في مجال الطاقة، بمشروعاتها الثلاثة في محافظات مصر المختلفة بالعاصمة الإدارية الجديدة والبرلس بكفر الشيخ وبنى سويف بقدرة 14.4 ميجاوات وتعادل هذه القدرات 50٪ من إجمالى القدرات المولدة بالشبكة القومية في مصر. من جانبه قال أحمد السعدنى، مدير التعلم بسيمنس مصر، في تقرير مسجل أعدته الشركة الألمانية رصدت خلاله رحلة الشباب المصرى للتدريب على معدات الشركة من مصر إلى ألمانيا ثم العودة مرة أخرى لمصر: «هناك أعداد مهولة تقدمت للحصول على التدريب بسيمنس بمجرد رؤية الإعلان في الصحف الخاص بطلب موظفين وأطقم عمل لتشغيل وإدارة المحطات الجديدة، وبشكل أساسى كان يتعين على الشركة اختيار 600 متدرب وهم الأفضل من بين أكثر من 20 ألفا ممن تقدموا للوظيفة». وأضاف المهندس أحمد السعدنى، أن المهندسين المصريين اكتسبوا كثيرا من الخبرات خلال تدريبهم في ألمانيا تتمثل في رفع الكفاءات والمهارات التي لا تقتصر بالضرورة على الجانب التقنى. وأوضح مدير التعلم بسيمنس، أن جميع الشركاء في هذا العمل المعنيين بهذا المشروع سواء فريق سيمنس مصر أو العميل وهو الشركة القابضة لكهرباء مصر أو فريق سيمنس ألمانيا، قد تمكنوا من تحقيق تعاون رائع في تدريب هؤلاء الشباب. وقال المهندس محممود فوزى، متدرب بالشركة القابضة لكهرباء مصر من بنى سويف، «كنت على علم بإنشاء محطة عملاقة ببنى سويف، وأيضا علمت بأنه سيتم افتتاحها نهاية عام 2016، وأن العمل سيبدأ بها في صيف 2017، وحلمت أن أعمل بهذه المحطة»، مضيفًا، «الآن أنا فخور جدا بأنى مواطن مصرى يعمل في مثل هذا المشروع في بنى سويف». وأضاف: كان حلم لى أن أسافر ألمانيا للتدريب هناك، وأشاهد عن قرب المعدات والآلات الحديثة المتطورة في مجال الطاقة وطريقة التصنيع والتشغيل، وهناك في ألمانيا خلال فترة التدريب حصلنا على تدريبات كثيرة ومتعددة مكنتنا من الحصول على خبرات ومهارات بعثت بداخلنا ثقة بأننا لدينا القدرة على التعامل مع المحطات الجديدة أو هذا المكون الجديد في محطات توليد الكهرباء في مصر. وقال المهندس أحمد عبدالمنعم، متدرب بالشركة القابضة لكهرباء مصر: «إن من أكثر ما كان يدهشنى خلال فترة التدريب أن وتيرة سير العمل في بناء المحطات تتم بسرعة مذهلة وبمعدلات إنجاز غير طبيعية». وأضاف: خلال فترة التدريب تعلمنا كثيرا حينما سافرنا إلى ألمانيا، وهناك أتيحت لنا فرصة التعامل مع الخبرات الألمانية في مجال الطاقة، موضحًا أن برنامج التدريب أكسبه الكثير من الخبرات والمهارات التي تأهله للعمل بكل ثقة في مثل هذا المشروع، وأن هذا المشروع يعتبر أكبر مشروع بنية تحتية في مصر في مجال الطاقة حتى يومنا هذا، وأنه يساهم توفير نوعية حياة أفضل للمصريين بالاعتماد على تقنيات لتوليد الطاقة الكهربائية بشكل نظيف وأكثر صداقة للبيئة.