تبنى 4 مسلحين، أمس الأحد، اغتيال أرسيني بافلوف أحد أقطاب المقاومة الشعبية جنوب شرق أوكرانيا وتوعدوا باغتيال رئيسي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين هناك. ألكسندر زاخارتشينكو زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية، أعلن أن السلطات في دونيتسك كشفت عن هوية الرأس المدبرة لعملية الاغتيال هذه، وأضاف أن "التحقيق مستمر على قدم وساق لاقتفاء أثر القتلة والقبض عليهم"، معتبرا اغتيال بافلوف وهو ضابط برتبة عقيد في قوات دونيتسك المسلحة، "إعلانا للحرب" على دونيتسك. واستطرد قائلا: "الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو انتهك بذلك الهدنة وأعلن الحرب علينا". فيما أشار دينيس بوشيلين رئيس مجلس الشعب في دونيتسك، بأصابع الاتهام إلى كييف، واعتبر أن خلايا تخريبية نائمة تنشط في منطقة "دونباس" التي تضم جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد جنوب شرق أوكرانيا. واغتيل "بافلوف" مساء أمس الأحد إثر تفجير عبوة ناسفة في مدخل المبنى الذي كان يقطن في إحدى شققه في مدينة دونيتسك، وذلك لدى محاولته دخول المصعد الكهربائي قاصدا أحد الطوابق العليا. وكشف التحقيق أن العبوة الناسفة قد علقت على أحد كابلات المصعد، وجرى تفجيرها عن بعد. يشار إلى أن روسيا، لم تعترف باستقلال دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا، فيما تعهدت بحماية السكان الروس هناك، ومستمرة في تقديم الدعم الإنساني والسياسي للجمهوريتين، وتسعى مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات "مينسك" للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانياوأوكرانيا. وقبل مفاوضات "مينسك"، أطلقت السلطات الأوكرانية في أبريل/نيسان 2014 عملية عسكرية ل"مكافحة الإرهاب" ضد الجمهوريتين، في أعقاب ما سمي ب"ثورة الميدان" في كييف التي أطاحت بحكم فيكتور يانوكوفيتش، وأوصلت القوى اليمينية المتطرفة في أوكرانيا إلى السلطة، الرافضة للتكامل مع روسيا والمطالبة بدمج أوكرانيا في فضاء الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وتفيد بيانات مكتب تنسيق الشئون الإنسانية لدى الأممالمتحدة، بأن النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، قد أسفر منذ اندلاعه عن سقوط زهاء 9، 5 آلاف قتيل، وإصابة 22 ألفًا آخرين، فضلًا عن نزوح عشرات الآلاف عن مناطقهم هناك.