(المواطن الغلبان حسن حصاوي، يُغشَى عليه من حين لآخر. وعندما يفيق، لا يفهم ما حدث حوله من تغيرات. ولكن أحيانًا ما يجعل من يسمعه هو الذي يغشى عليه). (حصاوي، يرى جاره المثقف يقرأ في الجريدة، ويبدو عليه الغضب، ثم يلتفت له بضيق) مثقف: إيه اللي عمله لعيب الأهلي دا؟ حصاوي: عمل إيه كفى الله الشر؟ المثقف: حط جون في الفريق اللي بيلاعبنا، وراح مشاور بصوابعه بإشارة رابعة. حصاوي: بكده يبقى حط جونين، مش جون واحد. المثقف: حط الجون التاني في مين بقى؟ حصاوي: فينا أحنا. هاها. المثقف: إزاي؟ إذا كان هو مصري. حصاوي: لأ أنت اللي فاهم غلط. هو إخواني. يبقى حط جون في الأجانب، وجون تاني في مصر، لما شاور بإشارة رابعة. زي المصريين اللي في غانا، لما شمتوا في منتخبنا لما اتغلب ستة واحد. المثقف: هو ما يعرفش أن "الفيفا" محرم أي شعارات سياسية مالهاش دعوة بالكورة؟ حصاوي: طب وهو ذنبه إيه إذا ما كنش بيعرف يفك الخط؟. المثقف: مستحيل. حصاوي: مستحيل ليه؟ دا حتى لو بيفك الخط. مش هيقرا. لأن المسئولين عن الإخوان هما اللي بيقروا ويقولوا لهم. وممنوع عليه يفكر. المثقف: يقوموا يخلوه يعمل كدة؟ والنتيجة يتعاقب، ويخصموا منه المكافأة، وينطرد كمان من الأهلي؟ حصاوي: وإيه الأهلي يعني؟ هما كانوا أهله بجد؟ أهله هما الإخوان. افهم بقى. المثقف: وهو ما عندوش عقل يفكر بيه؟ حصاوي: حرام عليك. التفكير دة مسئولية كبيرة، مش كل حد يقدر عليها. وبعدين دا لعيب كورة، يعني ممكن يكون مخه في رجليه. المثقف: طب استفاد إيه لما الأهلي عاقبه ماديًا وطرده؟ حصاوي: يا سلام؟ إخوانه يعوضوه باللي يرضيه. ويبعتوه يلعب في قطر. ما تزعلش عليه قوي كده. ما حدش بيتعاقب في مصر، من أصغر كناس لحد رئيس الوزارة نفسه. المثقف: تقصد رئيس الوزارة الحالي؟ حصاوي: واللي جاي.. واللي بعده. المثقف: ولما ما حدش بيحاسب حد. أمال اشمعنى الأهلي عاقب اللاعب دا؟. حصاوي: الأهلي استثناء. أصل هما جهتين اللي بيشتغلوا بجد. الجيش والأهلي. المثقف: يا ساتر!! والباقي بيعملوا إيه؟ حصاوي: الأصل إن كل واحد يعمل اللي في مزاجه في البلد دي. مش ثورة؟ أمال إيه، ما احنا بقى عندنا حرية ومساواة. المثقف: والحرية والمساواة معناها اللي يسرقك تسرقه؟ واللي ضربك تضربه؟ حصاوي: لو قدرت. ما قدرتش تسرق أو تضرب اللي يقابلك. هاها المثقف :أنت بتخرَّف؟ أنا باقرا كل الجرايد وكل الكتب المهمة، أنت قريت الكلام دا فين؟ حصاوي: أنا ما باقراش حاجة خالص! المثقف: تبقى دي إشاعات حصاوي: اقلع أنت بس النضارة اللي بتقرا بيها، وبص حواليك. أومال هما الناس عايشين لحد دلوقت ازاي؟. مش باقولك مسقف؟. المثقف: أنت عمال تقولي م الصبح يا مسقف ليه؟ ما حدش علمك يا جاهل تقول مثقف، بحرف الثاء مش السين؟ حصاوي: سوري. أنا مش قصدي المثقف اللي بيقرا الكتب. المثقف: أومال قصدك مين؟ حصاوي: قصدي اللي بيقرا الكتب والجرايد برضه.. بس ما بيفهمش.. فهمت؟ المثقف: لأ طبعا حصاوي: شفت أهو جالك كلامي. المثقف: ما تهزرش وجاوبني، إيه الفرق بين المثقف اللي زيي، والمسقف بس؟ حصاوي: المثقف عارفينه، إنما المسقف اللي باتكلم عليه، بيسقف على كل حاجة من غير ما يفهم أي حاجة. فهمت؟ المثقف: يا ابن ال ... ولكنه لا يكمل الجملة ويغشى عليه.
