كشف المؤتمر ال16 للاتحاد العام للآثاريين العرب المنعقد حاليا بشرم الشيخ عن أسرار معمارية جديدة خاصة بقصر البارون "إمبان"، وذلك من خلال الورقة البحثية المقدمة من الدكتور عبد المنصف سالم نجم أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بقسم الآثار كلية الآداب جامعة حلوان بعنوان (تأثير المشرق الأقصى على العمارة والفنون فى مصر فى عهد الأسرة العلوية). وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام الاتحاد العام للآثاريين العرب اليوم بأن الدراسة أشارت إلى سبب بناء القصر الذى أنشأه المليونير البلجيكى البارون إمبان عام 1903 على الطراز الهندى، وهو أن البارون إمبان شاهد هذا القصر فى معرض بباريس وقام بشرائه وإعادة تركيبه فى مصر، وأن صاحبه قد اعتنق البوذية وبالتالى صمم زخارف هذا القصر بنحت مشاهد من البوذية، يأتى على رأسها تمثال (بوذا، وشيفا، وبراهما) وغيرها من الأساطير الهندية. وأضاف أن هناك بعض الآراء توضح أن البارون إمبان سافر للهند وأصيب بمرض خطير وشفى هناك بمساعدة الهنود فأنشأ هذا القصر على الطراز الهندى تكريما لهم، مؤكدا أن الدراسة الجديدة تنفى الاعتقاد بأن القصر يدور ليلا وتقدم السبب العلمى بأن التصميم المعمارى للقصر جعل منه قصرا لا تغيب عنه الشمس طوال النهار، حيث صمم بنظام فتحات تفتح على جميع الواجهات مما يجعل الشمس فى دورانها طوال النهار تملأ كل جوانب القصر فاعتقد البعض أن القصر يدور حول نفسه، والحقيقة أن الشمس هى التى تدور حول القصر لتصميمه المعمارى الفريد. وأوضح ريحان أن الدراسة تناولت تأثيرات المشرق الأقصى على العمارة فى مصر، ومنها التأثيرات اليابانية التى تجسدت فى حديقة الحيوان بالجيزة التى أنشئت عام 1890 فى عهد الخديوى توفيق، وقد شيد بها أمراء الأسرة العلوية مبانى وأكشاك على نمط الأكواخ اليابانية، وكذلك الحديقة اليابانية بحلوان الذى أنشأها ذو الفقار باشا بداية من عام 1917 حتى 1920 فى عهد فؤاد الأول وفق نظام الحدائق اليابانية. ومن أشهر معالم الحديقة الأربعون تمثالا ل"بوذا" حول بحيرة كبيرة، كما شيدت مظلاتها وأكشاكها على الطراز اليابانى، وهى تجسد الأسلوب الصينى والهندى فى اللوحات الزيتية بقصر شويكار هانم بالمطرية، حيث يضم هذا القصر عددا كبيرا من اللوحات الزيتية التى تضم جوانب من الحياة فى الهند والصين.