يتبنى الرئيس «فلاديمير بوتين» استراتيجية عمل جديدة لتعزيز قوة الاستخبارات الروسية لمواجهة المخاطر التى تحيط ببلاده والتصدى للحرب الاستخباراتية الشعواء التى يشنها الغرب ضد موسكو، وذلك من خلال تأسيس جهاز مخابرات جديد على غرار جهاز الاستخبارات السوفيتى الشهير «كية جى بي». واهتمت تقارير غربية بالأنباء الأخيرة حول استعدادات روسيا الاستخباراتية خلال الفترة المقبلة، والتى تبلورت فى تجهيز بوتين، رجل المخابرات السوفيتى السابق قبل توليه حكم روسيا، وزارة استخبارات جديدة ضخمة سيطلق عليها «وزارة أمن الدولة» تضم كل الأجهزة الاستخباراتية فى البلاد وتتولى تنسيق العمل بينها لتكون بمثابة جهاز ضخم يتحرك بقوة وفاعلية أكبر لمواجهة التهديدات، بحسب تقرير لصحيفة «التايمز» البريطانية. وتأتى تلك التحركات فى الوقت الذى أحكم بوتين قبضته على البلاد وفاز حزبه «روسيا الموحدة» بالانتخابات البرلمانية التى جرت قبل أيام وفاز بنسبة 55٪ من مقاعد البرلمان، وأصبح القوة السياسية الوحيدة فى البلاد. ويتبنى بوتين أفكار ستالين فى العمل الاستخباراتي، حيث قرر الاستعانة باسم «أمن الدولة» لوزارته، وهو الاسم الذى أطلقه ستالين على جهاز الاستخبارات الذى أنشأه عقب الحرب العالمية الثانية وظل يعمل بقوة خلال الفترة من 1946 حتى 1953، قبل تشكيل جهاز الاستخبارات السوفيتية «كية جى بي». وسيتولى جهاز المخابرات الجديد إدارة جميع عمليات التجسس الداخلية والخارجية والتحكم والسيطرة بها لتدار من مكان واحد. ويشرف بوتين بنفسه على أجهزة المخابرات الروسية، مستعينا بخبرته السابقة فى العمل بالمخابرات السوفيتية طوال 16 عاما بدأت فى السبعينيات وانتهت عام 1991. ومن أبرز الأجهزة التى سيتم دمجها «الخدمات الاستخبارية الخارجية» و«خدمات الحراسة الفيدرالية»، التى تحرس بوتين، فى «جهاز الأمن الفيدرالي». وسيكون عملها الرئيسى التصدى لمخاطر الإهارب فى العالم والمواجهة المبكرة لأى مخططات إرهابية تستهدف البلاد، بجانب مواجهة الغرب والصدام المتوقع مستقبلا على خلفية تصاعد الأزمة بين روسيا وحلف الناتو فى أوكرانيا وشرق أوروبا.