تعرف الأضحية بأنها كل ما يذبح من بهيمة في أيام عيد الأضحى المبارك تقربًا إلى الله عز وجل. وهي من العبادات المشروعة في كتاب الله وسنة رسوله بإجماع علماء المسلمين، حيث يقول الله تعالى في سوره الكوثر "فَصل لربك وانحر" والنحر هو قطع الودجين (الأوردة الودجية والشرايين السباتية) دون قطع العنق كاملًا، وذلك بسبب حاجة الجسم لإبقاء الجهاز العصبي المركزي العلوي متصلًا بباقي أعضاء الجسم السفلية، لأنه بعد قطع الشرايين والأوردة ينقطع المدد الدموي عن الدماغ، والذي بدوره يقوم بإرسال أوامره العاجلة للأعضاء السفلية حتى تقوم بتزويده بالدم، وهذا ما يجعل الذبيحة يحصل فيها انقباضات قوية ومن ثم خروج الدم من مكان قطع العنق حتى يفرغ الجسم تمامًا من الدم، وكما هو معلوم فهو أخطر ما قد يحمل التلوث والأمراض. وكذالك أوضح الدكتور محمد صالح "طب الأزهر" أنه لو قُطعت العروق الدموية التي في مقدمة الرقبة عند الحيوان فيتعرض للإغماء فورًا. ثم قام الدكتور بإعطاء مثال لذلك فقال لو تم خنق أحد الأشخاص من رقبته، وضُغط عليها قليلًا فإنه سرعان ما يصاب بدوار شديد وعدم تركيز، وذلك لصعوبة وصول الدماء إلى المخ، وإذا زادت مدة الضغط على الرقبة يفقد الإحساس ويصاب بالإغماء. كما أضاف لم يشعر الحيوان المذبوح بأي آلام بعد قطع الرقبة مباشرة، حيث أنه يكون فاقدًا للوعي تمامًا. أما عن سبب تشنجات الحيوان التي توحي أنه يتألم فقال: لأنه عند قطع هذه العروق الدموية مع عدم كسر عظام رقبة الحيوان المذبوح وهذا ما يحدث تمامًا في طريقة الذبح الإسلامية، فإن تغذية المخ بالدماء تنقطع، والدماغ لا يزال حي، والجهاز العصبي الموجود في الرقبة من الخلف مازال متصل بكل أجهزة الجسم، فيقوم الجهاز العصبي بإصدار إشارات إلى القلب وإلى العضلات وإلى الأحشاء، وإلى جميع الخلايا الموجودة في جسم الحيوان لإرسال دماء إلى الدماغ، وهنا تتحرك الخلايا والأحشاء والعضلات في جميع أجزاء جسم الحيوان تحركات تشنجية تقوم من خلالها بدفع الدماء إلى القلب الذي يقوم بدوره بضخ الدماء إلى الدماغ ولكن الدماء تندفع خارج جسم الحيوان بدلًا من الصعود إلى المخ، وذلك بسبب الأوردة المقطوعة في الرقبة، وهكذا يظل الجهاز العصبي يعطي إشارات، وأجهزة الجسم ترسل الدماء فتخرج خارج جسم الحيوان، حتى يتم تصفية جسم الحيوان من الدماء الموجودة فيه، أما الفكرة الشائعة أن الحيوان يحس ويتألم عند ذبحه بهذه الطريقة فقد ثبت علميًا أن هذا الكلام خاطئ تمامًا، فكما ذكرنا بمجرد أن يتم قطع الأوردة الدموية يصاب الحيوان بالإغماء ويفقد الإحساس نهائيًا ولكن من الناحية الطبية، هل من المصلحة أن تترك الدماء في جسد الحيوان دون تصفية، أم أن تصفية جسد الحيوان من الدماء تعتبر أفضل؟.. فالدماء من أخصب البيئات لنمو الجراثيم، كما أنها تحمل هي بنفسها مواد ضارة لجسم الإنسان، ولو بقيت هذه الدماء في اللحوم بعد موت الحيوان مباشرة فإنها تكون بيئة صالحة وخصبة لنمو الجراثيم، إلى جانب ما فيها من أمور كان لابد وأن تتخلص منها وعند سؤاله عن رأيه في الطرق الأخرى لذبح الحيوانات وخصوصًا الطرق المستخدمة في أغلب البلاد الأوروبية من ضرب الحيوان على رأسه حتى يصاب بالإغماء فقال أن هذه الطريقة لها عواقب خطيرة على صحة الإنسان، وذلك لأن الحيوان إذا ضرب بهذا الشكل يموت موتًا بطيئًا، وهذا الموت البطيء يكون سببًا في أن يفقد الغشاء المبطن للأمعاء الغليظة قدرته على حجز البكتريا الموجودة في الأمعاء الغليظة الموجودة في جسد الحيوان، فتخترق البكتريا جسد الحيوان وتجد الدماء فتسبح فيها وتسير وتتفاعل معها حتى تنتشر في جسد الحيوان كله، وأسلم طريقة لتناول لحوم خالية من الدماء والبكتريا هي بالتخلص من دماء هذا الحيوان وإخراجها منه على الطريقة الإسلامية.