قال السفير رياض العكبري المندوب الدائم للجمهورية اليمنية بجامعة الدول العربية أن الحكومة اليمنية برهنت مرارا على جديتها وحرصها على استئناف العملية السياسية، وفقا للمرجعيات العربية والدولية المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن (2216). وأضاف المندوب الدائم في كلمة الجمهورية اليمنية اليوم الخميس أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته العادية (146) أن هذه المرجعيات تعد الخيار الإستراتيجي للشعب والقيادة والحكومة، لضمان عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن، وإقامة الدولة الاتحادية المدنية. وتابع السفير رياض العكبري "أن مرجعيات التسوية السياسية في اليمن تتضمن خارطة شاملة تبدأ بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والانسحاب من كل المناطق والمدن التي سيطرت عليها مليشيا الحوثي وصالح، وإلغاء كل ما ترتب على ذلك الانقلاب وعلى كل المستويات". واردف المندوب الدائم: "إن تعنت الانقلابيين في المشاورات الممتدة لأشهر عديدة، وإصرارهم على عدم تنفيذهم لما يتم الاتفاق عليه، أسهم في إعاقة التوصل إلى التسوية السياسية المأمولة، وأسهم أيضًا في استمرار مأساوية الأوضاع الإنسانية وتفاقمها، والتي بلغت حدًا لا يمكن احتماله أو السكوت عنه إطلاقا"0 وأكد العكبري استعداد الحكومة اليمنية للتعامل الإيجابي مع أية حلول سلمية، بما في ذلك الترحيب المبدئي بالأفكار التي تمخض عنها الاجتماع المنعقد في جدة بالمملكة العربية السعودية، الشهر الفائت، والذي ضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا وبريطانيا، مشددًا على عدم التفريط في الشرعية الدستورية والمرجعيات العربية والدولية المتفق عليها. وأضاف المندوب الدائم بالجامعة العربية أن المخرج الحقيقي الوحيد للوضع في اليمن هو نزع سلاح المليشيات واستعادة مؤسسات الدولة وإرساء دعائم دولة اتحادية مدنية جديدة، تحفظ الحقوق وتحقق العدالة في توزيع الثروات، وترفض وتنهي قطعيا نزعات الهيمنة والمركزية التقليدية في الحكم. وابدى تقدير الحكومة للجهود الإقليمية والدولية المبذولة، والمتسقة مع مساعي الحكومة الشرعية لإنهاء معاناة الشعب اليمني ووضع حدا للحرب، وإيقاف آلة القتل والدمار والحصار التي تشنها المليشيات دون هوادة أو رحمة ضد الشعب في مختلف المناطق، واستعادة الدولة المختطفة بقوة السلاح. ونوه السفير رياض العكبري إلى أن جدية الحكومة اليمنية في إحلال السلام كانت جلية في المشاورات التي استضافتها مشكورة دولة الكويت الشقيقة وذلك من خلال مبادرتها في التوقيع على مشروع الاتفاق الأممي المقدم من قبل المبعوث الدولي الأخ إسماعيل ولد الشيخ أحمد، منتقدًا رفض الانقلابيين لتلك المبادرة، ومضيهم في إجراءاتهم التصعيدية الأحادية، وتصعيدهم لوتيرة الأعمال العسكرية، بمثابة تحد صارخ لجهود ومساعي التسوية السياسية واستخفافًا بمعاناة الشعب اليمني. واشاد السفير رياض العكبري بالمواقف العربية المشرفة إزاء الوضع في اليمن والتي عبرت عنها قرارات القمم والمجالس العربية، وآخرها قرارات قمة نواكشوط والتي أكدت جميعها على دعم ومؤازرة الشرعية الدستورية بقيادة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، فيما يبذله ويقوم به من جهود حثيثة ومتواصلة للمحافظة على كيان الدولة اليمنية. وحيا العكبري الموقف العربي الثابت في إدانة التحالف الانقلابي الحوثيين وصالح، وتحديهم المستمر لإرادة الشعب في اليمن ومصالحه العليا، ونهجهم الذي يَصْب في خدمة اجندات خارجية، وفي الأساس النزعات والممارسات التوسعية العدائية الإيرانية في منطقتنا والتي تعد مصدرا حقيقيا للمخاطر المهددة للأمن القومي العربي. وأعرب المندوب الدائم عن اسفه لاستقبال الاشقاء في العراق لوفد الانقلابيين الحوثيين في الوقت الذي افشلوا فيه مشاورات الكويت وكل مساعي وجهود السلام، مؤكدًا حرص اليمن على إنماء وتعزيز العلاقات التاريخية العريقة بين الشعبين الشقيقين في اليمن والعراق. وتطلع المندوب الدائم إلى أن تكون هذه الدورة امتدادًا للمواقف العربية الثابتة تجاه التحديات التي تواجه امتنا العربية، وان تكون مناسبة سانحة جديدة للتفكير والبحث في إصلاح وتطوير عمل الجامعة العربية ومنظماتها، وتفعيل دورها المطلوب بإلحاح في حل الأزمات والحروب التي تعصف بمنطقتنا العربية. وابتكار مقاربات علمية وعملية مدروسة من أجل تطوير ميثاق الجامعة العربية. وابدى ثقته الدورة الحالية ستواصل ذات النهج الراسخ في نصرة ومؤازرة كفاح وصمود الشعب العربي الفلسطيني الأبي، باعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، وإيجاد حلول سياسية ناجعة لإحلال السلام في ربوع بلادنا العربية، وإنتاج البحوث والمناهج العلمية التي تنبثق عنها خارطة الطريق على المستويين الوطني والمشترك، الكفيلة بهزيمة ومكافحة الإرهاب والتطرف، ولجم وباء النزعات والعصبيات الطائفية المقيتة. وطالب المندوب الدائم للجمهورية اليمنية الجامعة العربية والدول الأعضاء والمجتمع الدولي بتكثيف الجهود من أجل توفير الدعم اللازم للحكومة لمواجهة التحديات الخطيرة الماثلة، وأهمها تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وخصوصا للمدن والمناطق المحاصرة من قبل المليشيات. وثمن السفير العكبري جهود ومساندة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وكافة دول مجلس التعاون الخليجي، وكافة الدول العربية الشقيقة، والمنظمات الإنسانية العربية والدولية الحكومية وغير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني العربية والدولية، التي سعت وعملت وعبرت عن دعمها للشعب اليمني في أزمته الحالية.