غاب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، عن مؤتمر عشائري عقد بأحد فنادق العاصمة العراقية بغداد اليوم /السبت/، أشارت دعوات حضوره إلى أن العبيدي سيحضره، ولم يتسن الحصول على رد يوضح سبب الغياب. وأرجع مصدر عراقي عدم حضور العبيدي لإرسال هيئة النزاهة طلبا له، مما حال دون حضوره إلى مؤتمر القبائل والعشائر العراقية، والذي دعت إليه وزارة الدفاع أمس.. وسادت حالة من الفوضى المؤتمر بعد أن تعرض صحفيون وإعلاميون لاعتداءات من الحرس الخاص براعي المؤتمر الشيخ وصفي العاصي، على خلفية اعتراضهم على كلام وجهه لهم يمس بهم. وأدان المرصد العراقي للحريات الصحفية سلوك منظمي المؤتمر ضد الصحفيين الذين حضروا المؤتمر، وقال "إن صحفيين ضُربوا وأهينوا وطُردوا من قاعة المؤتمرات بفندق المنصور وسالت دماء أحدهم، ثم تم تقديم اعتذار لهم". وطالب المرصد العراقي للحريات الصحفية - في بيان صحفي تلقت (أ ش أ) نسخة منه اليوم - الذين تعرضوا للاعتداء بتقديم شكوى إلى مركز الشرطة للنظر في الأمر واستدعاء المتورطين في الاعتداء عليهم. ونقل البيان عن المصور علي فاضل، الذي تعرض للسباب والوعيد، قوله "إنه وعديد الزملاء من مراسلين ومصورين حضروا إلى الفندق لتغطية مؤتمر تقيمه عشيرة العبيد ويحضره وزير الدفاع خالد العبيدي الذي غاب عن المؤتمر"، مشيرا إلى أن أحد شيوخ العشائر هدد بطرد الصحفيين، وأن نجم عبد الزهرة مراسل قناة "الحدث" العراقية سحب لوجو القناة وتعرض إلى الضرب من قبل خمسة من العناصر المشرفين على الحفل وحراس أحد الشيوخ وسالت منه الدماء نتيجة الضرب المبرح. وقال مراسل قناة "توركمان" وسام البياتي إن أحد الشيوخ الحاضرين وصف الصحفيين بالمدنسين وطالبهم بمغادرة القاعة، ثم عاد واعتذر لهم لاحقا، داعيا الحكومة العراقية إلى وضع حد لمثل هذه الانتهاكات الصارخة للقانون والدستور. يذكر أن رئيس مجلس النواب العراقي تخلى يوم /الإثنين/ الماضي عن رئاسة جلسة استجواب وزير الدفاع، إلى نائبه آرام الشيخ محمد الذي أدار الجلسة.. وقال الجبوري: "لن أترأس جلسات البرلمان حتى ثبوت براءتي من التهم الموجهة إلى من وزير الدفاع".. بينما اتهم العبيدي الجبوري ونوابًا آخرين بممارسة عمليات ابتزاز لتمرير عقود تسليح حولها شبهات فساد تقدر بملايين الدولارات، وقال: "الجبوري مارس عمليات ابتزاز سياسي لتمرير عقود تسليح وشراء سيارات لإحالتها إلى مقربين منه لغرض الحصول على عمولات على حساب الدم العراقي". كما أدلى وزير الدفاع يوم /الخميس/ الماضي، بشهادته أمام هيئة النزاهة العراقية، وقدم لها ملفات ووثائق تخص ما طرحه من اتهامات خلال جلسة استجوابه في البرلمان. ونفى رئيس البرلمان العراقي التهم الموجهة له من قبل العبيدي، ورفع دعوى قضائية ضده.. فيما أصدر القضاء ومحكمة النزاهة قرارا بمنع سفر المتهمين الذين وردت أسماؤهم في جلسة الاستجواب، إضافة إلى وزير الدفاع. وكشفت "جبهة الإصلاح" النيابية اليوم عن جمع 100 توقيع لإقالة رئيس مجلس النواب بعد اتهامه بالفساد خلال جلسة استجواب وزير الدفاع، وأكدت ضرورة عدم السماح لأي نائب باستغلال منصبه في مساومة الوزراء. وقال النائب عن الجبهة اسكندر وتوت، في تصريح صحفي، إن معظم الملفات التي بحوزة العبيدي هي عقود تسليح وتجهيز سرية للغاية لذلك لا يتم الكشف عن جميع الأسماء إلا من خلال هيئة النزاهة والقضاء وهذا يحتاج لعدة أيام، مضيفا أن هيئة النزاهة مطالبة في الوقت الحالي بإثبات قدرتها على مكافحة الفساد الذي تورطت فيه بعض الشخصيات. ولفت مصدر في مكتب رئيس البرلمان العراقي إلى اجتماع عقد بين الجبوري وعدد من قيادات تحالف "القوى العراقية" السني، بينهم رئيس ائتلاف متحدون أسامة النجيفي ورئيس جبهة الحوار صالح المطلك والقيادي بالقائمة الوطنية محمود المشهداني ورئيس الحزب الإسلامي إياد السامرائي، لتكذيب ما تردد من شائعات حول وجود خلاف سني- سني قد يؤدي لإقالة الجبوري، مشيرا إلى ان الاجتماع عقد بمنزل النجيفي لدعم الجبوري.