عدوى استفتاء بريطانيا تضرب الدول الأوربية..والقيادات السياسية تفقد شعبيتها.. الجبهة الوطنية تطالب بنفس المصير لفرنسا.. ودعوات في هولندا وألمانيا للخروج من الاتحاد.. الهجرة والعمالة أهم الأسباب

طرح "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" في الاستفتاء التاريخي الذي جرى أمس الخميس في بريطانيا، إشكالية جديدة باتت تواجه قادة بروكسل، وهي هل يمكن للاتحاد الأوروبي الصمود خلال الفترة المقبلة؟
ورغم أن الفوز غير المتوقع ل "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" شكل ضربة كارثية وزلزالا ليس فقط داخل بريطانيا ولكن للاتحاد الأوروبي، غير أن هناك مطرقة أخرى تضرب على رأس الاتحاد غير ألمانيا، هذه المطرقة تتمثل في دعوة العديد من الحزاب في العديد من الدول الاعضاء بإجراء استفتاء مماثل يسمح للشعوب بتحديد مصيرها.
- الجبهة الوطنية تطالب بنفس المصير لفرنسا
"اليوم بريكزيت (خروج بريطانيا)، وغدا فريزكيزت" (خروج فرنسا)، بهذه الكلمات علقت مارين لوبن، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية الفرنسية، على نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في اشارة منها الي حملة بريطانيا من الاتحاد الأوربي.
- هولندا تسير على نفس الخطى
الضربة الثانية على رأس الاتحاد الأوروبي، قادمة هذه المرة من هولندا، لاسيما من حزب الحرية اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز، الذي طالب هو الآخر بحق بلاده في الاختيار.
وأوضح فيلدرز في بيان له:" المملكة المتحدة قادت الطريق نحو مستقبل الحرية، لقد حان الوقت لبداية جديدة، وثقة في قوتها وسياتها، كما أيضا في هولندا".
وتابع فيلدرز:" الشعب الهولندي يستحق استفتاء أيضا، وحزب الحرية يطالب باستفتاء على نيكزيت (خروج هولندا)"، في إشارة إلى حملة خروج بريطانيا التي حملت اسم "بريكزيت".
- الاتحاد الأوروبي في مأزق
وبحسب مجلة "التايم" الأمريكية فإن الاتحاد الاوروبي أصبح أمام تحد أكبر، إذ أنه عليه إرضاء الكثير من الدول الأعضاء التي تشعر بالظلم وعدم المنافسة، من أجل البقاء عليها داخل الاتحاد؟
وأوضح جان تيكاو، مدير معهد كارينجي في أوروبا:" السؤال الآن يكمن في هل الاتحاد الأوروبي سيقدم إشارات جيدة بالتعامل مع هذه المعضلة مع كثيرا من الفهم دون أن يتسبب في تفاقم الكارثة"، موضحا أن هناك تحديات كبرى أمام قادة بروكسل عليهم الحصول على إجابات لها.
- حل أزمة الهجرة والعملية الديمقراطية
ربما تشكل أزمة الهجرة إحدى الأسباب الكبرى التي تثير استياء الأوروبيين، وقلقهم، الخوف هنا يكمن من التحذيرات من تدفق اللاجئين إلى القارة.
وبحسب "التايم" فإن الأيام القليلة القادمة ستكون مصيرية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، إذ أنه على الاتحاد فهم بعقلانية طبيعة الخروج وأسبابه ودراستها جيدا، وكذلك توضيح موقفه للمواطنين والخروج من حالة الغموض التي تبناها خلال الفترة الماضية.
وفي هذا السياق، يعلق مانفرد فيبر، قائد حزب الشعب الأوروبي،:" ينبغي أن تبدأ مفاوضات بشكل مباشر، نحن نحتاج وضوحا، وينبغي تجنب هذا النوع من الضبابية".
- ضربة قوية للأسواق
وأوضحت المجلة الأمريكية أن قيادة الاتحاد الأوروبي تدرك جيدا ليس فقط تأثير هذا خلال الأيام المقبلة على الأسواق والرأي العام داخل الاتحاد ولكن أيضا تأثيره على بقية العالم، فقد كانت بريطانيا واحدة من الدولة المؤثرة داخل الاتحاد، باعتبارها قوة عسكرية واقتصادية هامة ولها مقعد دائم في الاتحاد الأوروبي".