أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اليوم الثلاثاء، برنامجًا تعليميًا شاملًا يتضمن بثًا فضائيًا ودعمًا تدريبيًا لخدمة التعليم ومنسوبيه في اليمن للمساهمة في تخفيف وطأة الظروف القاسية التي يمر بها. وأوضح وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد بن محمد العيسى، في تصريحات صحفية، أن البرنامج يهدف للتخفيف من معاناة المتضررين من الحرب باليمن، ويتيح فرصًا للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، يستفيد منها أعداد كبيرة من الطلبة اليمنيين في كل من اليمن وجيبوتي أو المقيمين في المملكة، وكلها تصب في الدور الذي تقدمه المملكة للمتضررين من الأحداث، وهو جزء مكمل لما يقوم بها المركز".. منوهًا بالتجربة الثرية والمتراكمة لدى وزارة التعليم في هذا الخصوص. وأكد العيسي، أن الوزارة تحرص على تقديم الفكر والمعلومة الصحيحة، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص منحًا للطلاب اليمنيين، مضيفًا وأن أكثر من 200 ألف طالب يمني منتظم في الدراسة..مشيرًا إلى أن تقديم هذه الخدمة النوعية في مجال التعليم في اليمن يعد واجبًا للعلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين. وقال: شركة تطوير التعليم قامت بالتحضير لهذا البرنامج ولديها القدرات لتنفيذه على أكمل وجه للمساعدة في تقديم التعليم والخدمة في هذا الوقت خصوصًا للذين تأثروا من انعدام فرص تعليمية في بلادهم. من جانبه أشار المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة إلى أن المركز اطلق البرنامج بتنسيق كامل مع الحكومة اليمنية عبر اللجنة العليا للإغاثة اليمنية، ووزارة التربة والتعليم..موضحا أن المركز يعمل وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بحياد تام، لتقديم الخدمات لكل من يرغب من الاستفادة من هذه البرامج، والتي ستكون متاحة للجميع. ولفت الدكتور الربيعة إلى أن البرنامج التعليمي الذي جرى إطلاقه يقوم على تحويل المنهج التعليمي الحكومي إلى منهج إلكتروني وتليفزيوني، بالشراكة بين وزارة التعليم اليمنية وشركة تطوير للخدمات التعليمية السعودية. وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان أن المشروع يعد مشروعًا نوعيًا يرتكز على أذرع تتكون من بوابة إلكترونية لبث خدمة دروس بمحتوى يمني يقدمه معلمون يمنيون، وبث فضائي، وتدريب للمعلمين وتحويل المناهج التعليمية المطبوعة إلى مناهج رقمية إضافة إلى تطبيقات على الأجهزة الذكية، ويمثل دعمًا للمسار التعليمي ضمن حزمة المواقف الإنسانية الداعمة التي تقوم بها المملكة تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لرفع المعاناة عن الشعب اليمني ومنها توفير التعليم. وقال الربيعة: "إن البرنامج يتضمن تقديم دروس إلكترونية متزامنة ومتفاعلة، وخدمات لإنشاء الواجبات وتقييمها آليًا، وكذلك حزمة خدمات للمعلم منها تمكينه من إنشاء أسئلة الاختبارات وتقويمها وتدريبه على استخدام أدوات التعليم الإلكتروني وتوظيف الفصول الافتراضية تعليميًا بالإضافة إلى تفعيل الفصول الذكية". وأوضح أن البرنامج الذي صممته وتنفذه شركة تطوير للخدمات التعليمية كذلك قناة فضائية تعليمية بهدفين رئيسين الأول: تعليمي في الداخل اليمني، والآخر: هدف لم الشمل وذلك من خلال بث فضائي يومي.. مشيرًا إلى أنه يصاحب ذلك بوابة تدريب تفاعلية للنهوض بمستوى المعلمين والمعلمات في اليمن من خلال اكتسابهم مهارات تدريسية وتقنية تمكنهم من القيام ببناء الدروس الإلكترونية وإعدادها بأساليب وطرق تعليمة وفقًا لنظريات التعلم الحديثة. كما تتضمن الميزات خدمات متقدمة للبوابة تلبي احتياجات المعلم والمشرف والطالب حيث سيمكنهم من التسجيل المباشر والاستفادة من باقة الخدمات ومنها إضافة المواد والتخصصات، وإدارة بيانات الطلاب، وجدولة الدروس وبنك الأسئلة، وأسئلة للتواصل بين الطلاب والمعلمين، كما يتيح النظام العديد من الإحصائيات والتقارير وصولًا لنتائج اختبارات الطلاب. وأضاف المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان "أن عدد الدروس التي سيوفرها البرنامج 4000 درس مباشر، و47 مادة لجميع المراحل الثلاث على النحو التالي: للمرحلة الابتدائية: (علوم، رياضيات، لغة عربية)، وللمرحلة المتوسطة: (علوم، رياضيات، إنجليزي)، وللمرحلة الثانوية: (فيزياء، كيمياء، رياضيات، إنجليزي، النحو، البلاغة، والنقد). أما على صعيد المعلمين والطلاب فالمتوقع استفادة ومشاركة أكثر من 500 معلم لجميع المراحل وقرابة مليون طالب وطالبة، ويعد البرنامج التعليمي الأكبر والأحدث الذي يقدم للطلاب والمعلمين الذين يمرون بمثل الظروف الحالية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور محمد بن عبدالله الزغيبي" إن هذا البرنامج هو مبادرة نوعية تبناها مركز للإغاثة والأعمال الإنسانية، باعتبار أن التعليم هو الأداة الحقيقية لتعويض الفرص والمميز في التعليم الإلكتروني، يمكن الرجوع له في أي وقت".