كشفت دراسة إحصائية حول مرض الحصبة في بلدان وسط وغرب أفريقيا، أن كل ليبيرياوتشاد على رأس تلك الدول في عدد الوفيات جراء هذا الوباء. وذكرت الدراسة الإحصائية - وهى نتاج جهد مشترك بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف - أن مرض الحصبة الذي ينتشر عن طريق السعال أو العطس، يعد أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وخاصة أولئك الذين يعانون من سوء التغذية. ووفقا للمكتب الإقليمي لليونيسف، وفيما يتعلق بتفشي مرض الحصبة، سجلت ليبيرياوتشاد أعلى عدد من الوفيات بين البلدان المتضررة من هذا الوباء اعتبارا من 28 مارس 2016، وتكافح ليبيريا حاليا أحدث انتشار لمرض الحصبة، بعد أشهر قليلة من إعلان البلاد خلوها من فيروس الإيبولا، الذي أسفر عن وفاة أكثر من 11 ألف شخص في ليبيريا وغينيا وسيراليون. وهي الدول الثلاث التي يعتقد أنها الدول الأكثر تضررا من مرض الإيبولا. وقد أعلنت الحكومة الليبيرية مؤخرا أن عشرة من أصل 15 محافظة في البلاد تعاني من تفشي مرض الحصبة، محذرة من أن هذا المرض قد يؤثر على عدد أكبر من الأطفال في الأسابيع المقبلة، وصرح نائب وزير الصحة الليبيري ورئيس نظام إدارة الحوادث تولبرت نينسواه، أن تفشي مرض الحصبة جاء نتيجة للثغرات الناجمة عن فيروس الإيبولا المميت الذي أصاب النظام الصحي بأكمله بالشلل. وأوضح أنه خلال الفترة التي كانت ليبيريا تكافح ضد مرض فيروس الإيبولا، لم يتم تحصين الأطفال ضد الحصبة. ووفقا للإحصاءات، تشمل الدول المتضررة الأخرى كل من دولة بنين، وبوركينا فاسو، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار، والكاميرون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا، ودول أخرى كموريتانيا، مالي، النيجر، نيجيريا، السنغال وسيراليون وتوجو. وكشفت الإحصاءات أن ليبيريا سجلت 1341 حالة إصابة بالمرض إلى جانب 34 حالة وفاة، في حين سجلت تشاد 5832 حالة إصابة إلى جانب 79 حالة وفاة، وتأتي نيجيريا فى المرتبة التالية بعد ليبيرياوتشاد، حيث سجلت بها 3804 حالة إصابة إلى جانب 26 حالة وفاة. وكشفت الإحصائيات أن الدول المتضررة، اعتبارا من 28 مارس هي بنين (85 حالة إصابة، ولا حالات وفاة) وبوركينا فاسو (1258 حالة إصابة و10 حالات وفاة) وجمهورية أفريقيا الوسطى (31 حالة إصابة، ولا حالات وفاة) وكوت ديفوار (491 حالة إصابة و3 وفيات) والكاميرون (1338 حالة إصابة و6 وفيات). كما سجلت الإحصاءات تسجيل جمهورية الكونغو الديمقراطية (3976 حالة إصابة، 13 حالة وفاة)، وغينيا (1013 حالة إصابة، وحالتي وفاة) وموريتانيا (863 حالة إصابة، و9 وفيات) ومالي (774 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة). كما سجلت النيجر حتى الآن (352 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة) والسنغال (560 حالة إصابة وعدم وجود حالات وفاة)، سيراليون (351 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة) وتوجو (295 حالة إصابة وعدم وجود حالات وفاة) وفقا للإحصاءات. يذكر أنه في الفترة بين عامي 2000 و2008، انخفض معدل وفيات الحصبة عالميا في جميع الأعمار بنسبة 78٪، حيث انخفضت من ما يقدر ب733 ألف حالة وفاة في عام 2000، إلى ما يقدر ب164 ألف حالة وفاة في عام 2008. لكن وفقا لمبادرة مكافحة الحصبة، تشكلت شراكة تمويلية في عام 2001 على رأسها الصليب الأحمر الأمريكي، والمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، واليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية، وقد ساعدت تلك المبادرة على خفض الوفيات. وذكر تقرير منظمة الصحة العالمية أنه يتوف نحو 400 طفل من مرض الحصبة يوميا في البلدان النامية وأجزاء أخرى من العالم. وأشار التقرير إلى أنه حتى الأطفال الأصحاء الذين يتغذون بشكل جيد في الدول المتقدمة، إذا لم يتم تحصينهم، فإنهم معرضون لخطر الإصابة بالمرض. وتتضمن المضاعفات الصحية الخطيرة لمرض الحصبة الإصابة بالالتهاب الرئوي والإسهال، والتهاب خلايا المخ. وقال نائب وزير الصحة ورئيس نظام إدارة الحوادث الليبيري تولبرت نينسواه، إن الحكومة بصدد إطلاق حملة تحصين متكاملة ضد أمراض الحصبة وشلل الأطفال في محاولة لمواجهة المرض. وأضاف أنه يدعو الآباء والأمهات لإحضار أطفالهم تحت سن الخامسة للتطعيم، لتفادي ما أسماه "الأزمة الصحية المتوقعة"، معربا عن رغبته فى تطعيم 98% على الأقل من الأطفال المحصنين تماما، من أجل حماية نسبة 2٪ من الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم.