نفى الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بالإفتاء المصرية، ما تم تداوله عن فتوى نسبت له حول عدم فساد الصوم بالغش في الامتحانات، كما تم تداوله على صفحات وسائل التواصل، مؤكدًا أن ذلك كان مثارًا للانتقاد والسخرية اللاذعة لأنه تشجيع على الغش وتهوين من شأنه، ولأنه يناقض حديث: "من غشنا فليس منا"، مع تطاولات أخرى نعرض عن ذكرها. وأوضح "ممدوح"، في تصريحات صحفية، اليوم الإثنين، أن معنى الصيام شرعًا هو إمساك عن المفطرات من أول النهار إلى آخره على وجه مخصوص، والمقرر عند جماهير العلماء أن مجرد المعاصي التي ليست من جنس المفطرات لا تُبطل الصيام؛ بمعنى أنه لا يشترط لصحة صوم الإنسان أن يكون معصومًا من الوقوع في المعاصي؛ بحيث إنه لو ارتكب معصية مما ذكرنا كان بمنزلة من أكل أو شرب مثلا، فيفسد صومه ويطالب بإعادته. ولفت أمين الفتوى، إلى أنه لا يمكن لشخص سليم الإدراك أن يفهم من هذا الكلام أن المعاصي يجوز فعلها في الصيام ما دامت لا تفسده، لأن كونها محرمة شيء، وكونها تفسد الصيام شيء آخر. وشدد "ممدوح"، على أنه لا شك أن المعاصي تقلل من ثواب الصيام، وقد تذهبه بالكلية؛ وقد ورد في الحديث الشريف عند البخاري: قوله عليه الصلاة والسلام: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". وفي سنن ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع". وقال ممدوح : "لقد ذكرت في الفتوى التنفير التام عن الغش، وأن حرمته عامة في كل شيء، وفرقت بين حصول الإثم وبين فساد الصوم"، مضيفًا: "أما أن ننشر عناوين للإثارة فهذا أمر ليس بجيد من الفاعل، وحسابه على الله، وأما أن يكتفي الإنسان القارئ بمنطوق العناوين دون أن يكلف نفسه بقراءة مضمون الخبر أو سماع المقطع المحال عليه فهو أمر مؤسف يعرضه للوقوع في المآثم التي هو في غنى عن الوقوع فيها، وفي الحديث الشريف عند مسلم: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع".
