"إلى كل الجعانين من تشيلي للصين، هنالك أكل مجاني في أرض فلسطين، يستمر العرض من سنة ألفين ومن قبل شوي وحتى يوم الدين".. بمثل هذه الكلمات الغريبة ربما في تركيبتها والممزوجة بوصلة مزيكا ربما تكون أغرب عن المعتاد، اعتاد الفنان الفلسطيني تامر أبو غزالة أن يطل على الساحة الاستماعية بالعالم العربي بين الحينة والأخرى بتركيبة غنائية غير مألوفة ربما، وغير متوقعة على الأغلب، ليتمكن بكل بساطة من وضع بصمته الاستثنائية في وسط المزيكا المستقلة العربية. أبو غزالة، هو نموذج موسيقي عربي متعدد القدرات، فهو مغني وملحن وعازف عود ومنتج موسيقي، خلط كافة الأنماط والتخصصات الفنية في "خلاط" موهبة واحدة، وضع بصمته في عدد من التجارب الموسيقية العربية الخالدة، بداية من بروجكت "كزا مدى" الذي جمعه مع الموسيقي الأردني محمود الردايدة مؤس فريق جدل، والفنانة دنيا مسعود، والموسيقار اللبناني زيد حمدان، مرورًا بمشروع "كلام مزيكا" مع الموسيقي المصري سلام يسري، و"ثنائي بزق" مع ربيع جبران، وصولًا لأجدد تجاربه "فرقة الألف"، والتي وضع حجر أساسها مع الموسيقار العراقي خيام اللامي، باند عربي خماسي التكوين، رباعي الجنسيات، جمعهما مع المصري موريس لوقا واللبنانيان خالد ياسين بشار فران، بجانب إنتاجه الفني لألبوم الفنانة مريم صالح "أنا مش بغني". انطلق من قلب رام الله، حيث النشأة ودراسة الموسيقي، وبدأ شغفه بالغناء في الثانية من عمره، والتأليف وهو في سن التاسعة، أبدع منذ الصغر على عزف العود والبزق، لمع نجمه سريعًا بأول ألبوماته "جناين غنا" في سن الخامسة عشرة، وأول أغانيه "ما في خوف"، التي اتخذت كإحدى أنشودات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومن بعدها التجربة الأكثر احترافية في ألبومه الثاني "مرآة"، والذي استلهم كلمات أغانيه السبعة من قلب الانتفاضة الثانية، ليعبر المشروع عن روح فلسطين الثورية، وصل لقمة نجاحه المستقل كمغني مذاك، لكن ظروف انشغالاته الدائمة بين عدة مشاريع أخرى من حيث التلحين والإنتاج، وتأسيسه لشركته الخاصة "إيقاع"، مؤسسة موسيقية مستقلة تحتضم المشاريع الفنية العربية، ومنها تفرعت شركة "مستقل" للإنتاج الموسيقي، ووكالة "محرك للحجوزات الفنية للحفلات، ووكالة "أوياف" للتراخيص"، أدت لتوقفه عن إنتاج ألبوماته الخاصة، ليغيب لقرابة ال 8 سنوات عن الساحة حتى عاد مؤخرًا بمفاجأة ألبومه الثالث "ثلث". يضم ثلث في جعبته خلاصة تجربة "أبوغزالة" الممتدة لأكثر من عقد في عالم المزيكا المستقلة، بين الابتكار والتجريب والغرابة في التكوين في تسع تراكات مختلفة، أغلبها يقدم لأول مرة، ومنها إعادة توزيع لأغنيتين من ألبومه الماضي "مرآة"، ويصاحبه في المشروع بجانب عزفه للعود وغنائه وتلحينه، كل من الفنان العراقي خيام اللامي بعزف الدرامز، وبيانو شادي الحسيني، وباص محمود وال وإيقاعات خالد ياسين، وتمت عمليات التسجيل والمكساج في ستوديو وان هيرز في بيروت، والماسترينج تم في بريستول بريطانيا، ومن المقرر أن تتضمن حفلات الإطلاق جولة احتفالية طويلة يتجول خلالها تامر بين البلدان العربية وصولًا لأنحاء أوروبا. بداية من حفل الإطلاق الرسمي في القاهرة، عبر احتفالية كبرى في مسرح الفلكي بوسط البلد مساء الأحد 29 مايو، ومن بعدها بيومين سهرة مزيكا خاصة في كايرو جاز كلوب بالعجوزة، ومن ثم يشد الرحال إلى لبنان لحفلته الكبيرة على مسرح مترو المدينة بالعاصمة بيروت منتصف يونيو، هذا بالإضافة إلى عدة حفلات استماع للألبوم سريعة، يتجول خلالها الألبوم "بدون تواجده" بين حيفا بفلسطين وعمان بالأردن عودة إلى رام الله، ومن ثم بيروت ختامًا بتونس، في الفترة من 12 إلى 22 مايو، جولة تعيد تامر إلى حضن مسامع جماهيره بالعالم العربي من جديد ك"فنان مستقل"، بعد طيلة فراق، ليقرر الرجوع بقوة إلى الساحة المزيكاتية بشكل جديد ومحتوى موسيقي ربما قد يوصف ب"الأكثر تجديدًا واحترافية عن ذي قبل"، فأهلا بعودتك بعد غياب، ومرحب برجوعك يا "غزالة".