قال الدكتور جهاد الحرازين استاذ القانون الدولي والقيادي بحركة فتح، إن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 شكلة نقطة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية لأنها مثلت حالة الانتقال من الأرض الفلسطينية إلى وجود محتل ومغتصب لهذه الأرض ادعى بأن له حق فيها. وأضاف أن العصابات الصهيونية استغلت الأوضاع التي كانت سائدة في البلاد وقامت بارتكاب جرائمها التي تمثلت بالمجازر الجماعية وحالات الاعدام المباشر لأهالي القرى الفلسطينية لإجبارهم على ترك أرضهم والهروب من القتل والموت، هذا الأمر الذي مورس أثناء وصاية الانتداب البريطاني على الأرض الفلسطينية فكانت الأطماع الصهيونية وما حملته الوكالة الصهيونية من مخطط استعماري استيطاني على الأرض الفلسطينية من خلال استقدام الهجرات اليهودية إلى أرض فلسطين وادعاءهم بأنهم موجودن على هذه الأرض كل ذلك لم يجد نفعا أمام ما أبداه الشعب الفلسطيني من مقاومة ولكن أمام ما ملكته تلك العصابات من أسلحة ودعم ومساندة من قبل الانتداب استطاعت أن تسيطر على الأرض الفلسطينية. وتابع الحرازين في تصريح ل"بوابة العرب"، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل قامت بكل هذا لتقيم دولتها على انقاض ما ارتكبته من جرائم وعمليات تدمير وقتل وهدم للبيوت وما مارسته من تهجير وتشريد وتشتيت للشعب الفلسطيني كل ذلك حتى يصلوا إلى مبتغاهم بالاستيطان في فلسطين وها هي 68 عام تمر ولازالت تلك الجرائم باقية ومستمرة وشاهدة على عنصرية هذا المحتل الغاصب وفاشيته ونازيته التي من خلالها لم يترك طفلا أو شيخا أو أمراة أو فتاه الا وقام بقتلها بل لم تسلم الأجنة في أرحام أمهاتهن من عمليات التنكيل والقتل في مشهد بشع يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية التي وقفت صامتة امام هذا المشهد الإجرامي، ولكن رغم ذلك حمل الفلسطيني همومه وترك كل شيء إلا مفتاح بيته وأوراق ملكيته للأرض لأنه على يقين بالعودة إلى تلك الديار في يوم من الايام لأن هناك حالة من الارتباط الروحاني ما بين الفلسطيني وأرضه ليبقى حلم العودة باقيا توارثته الأجيال جيل بعد جيل. وأوضح الحرازين، أن كل شيخ لن ينسى قبل وفاته من أن يوصي أبناءه وأحفاده من عدم التفريط بالأرض أو التنازل عنها لأن هذه الأرض هي ملك للشعب الفلسطيني وأمام كل ذلك لم يتوقف الاحتلال عن ارتكاب تلك الجرائم بل بقي مسلسل متواصل استمر أكثر من 68 عاما إلى يومنا هذا فهو لم يتخل عن عقلية المجرم القاتل المغتصب الذي بني أفكاره على فكرة الاستيطان والعنصرية والحقد والإجرام وأمام تلك التحديات الجسام مازال الشعب الفلسطيني متمسكا بحقه مطالبا المجتمع الدولي الانتصار لعدالة هذه القضية وللميادئ الإنسانية التي وضعها ضمن اتفاقيته ومواثيقه وتلك تنتهك يوميا من قبل الاحتلال.