استمرارًا لدور الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الدكتور سيد خطاب، في الحفاظ على الحرف البيئية والتراثية وتطويرها، أقامت الإدارة العامة للقصور المتخصصة التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. هويدا عبد الرحمن جلسة شهادات للفنانين وأصحاب الحرف البيئية إدارةا د. سامي بخيت وتحدث خلالها الفنانين أكرم أمين، محمد نجاح محمد، بيومي فوزي، طلبة عبد الغني، فرج محمد السيد ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الرابع للقصور المتخصصة تحت عنوان "الحرف التراثية ودعم الاقتصاد الوطني" والذي ترأس دورته الفنان عز الدين نجيب، وأمينه العام الإعلامي سالم الشربيني. تناول الفنان فرج محمد السيد عضو جمعية أصالة والحائز على المركز الأول على مستوى العالم في الصدف وراثته للحرفة أبًا عن جد وكيف انتقلت إليه وإلى إخوته، موضحًا محاولات أمريكا في طمس الحضارات العربية الأصيلة، مطالبًا بتدريس الحرف التراثية في المدارس الإعدادية والثانوية. بينما تحدث الفنان أكرم أمين عن ظروفه التي منعته من استكمال دراسته وتعيينه كإداري بقصر ثقافة الشرفا، ثم بداياته مع فن الكليم حتى تطور عمله به وفوزه بمجموعة متنوعة من الجوائز المتنوعة، تناول بعدها آلية صناعة الكليم، وطالب الحكومات باستغلال المواقع الثقافية لتدريب المتسربين من التعليم على الحرف التقليدية، بالإضافة لمحو الأمية الكتابية. كما أضاف الفنان محمد نجاح أنه تخرج من دبلوم فني صناعي قسم تبريد وتكييف، وكيف أعجب بملمس الطين وتشكيله بعد عمله في قصر الشرفا وبدأ في تعلمه، وطالب الهيئة بتوفير أفران لإنتاج الأعمال للسوق بقصر ثقافة الشرفا. فيما تناول الفنان بيومي فوزي بداية تعيينه في الهيئة وتوجيه أ. حسين عمران له إلى قصر متخصص وبدأ رحلة السجاد، تناول بعدها تجربة مشاريع تعليم البدو في سيناء للحرفة وطالب الهيئة بالمساعدة في هذا المشروع لتصبح هذه الحرفة حية وفاعلة وتشكل مصدر دخل حقيقي في المجتمع المصري. وأوضح الفنان طلبة عبد الغني افتقاد المجتمع للتجمعات الحرفية، وأزمة اختفاء 4000 ورشة نسيج من كرداسة وعدم تبقى سوى ورشته الخاصة، موضحًا أن كرداسة كانت تصدر للعالم منتجاتها من النسيج وأصبحت تبيع المنتجات الصينية والمميكنة، وأضاف عبد الغني عن وقف تصنيع الخامات، وأضاف أن حرفيين التراث لا يحصلون على قروض الصندوق الاجتماعي، وإذا لم تنتبه الحكومة سيكون الجيل الحالي آخر أجيال الحرفيين كما أصبحت كرداسة تستورد الملابس بعد أن كانت تصنع ملابس العالم، مؤكدًا أن صناعة النسيج سددت سابقًا أكثر من ثلث فاتورة تسليح الجيش المصري لروسيا، وتساءل عن غياب دور الدولة، مما أدى لعدم دعوة ممثلي مصر في العديد من المهرجانات الدولية. وفي مداخلة لمحمد الشرقاوي مدير عام ثقافة القرية أوضح فيها أن سبب نجاح ورشة السجاد بسيناء هو احتياج البيئة، ولا توجد هذه المقومات في الوادي والدلتا، ومن جانبه قال عبد الجليل جاد الحق مدير قصر ثقافة الشرفا أن كل ما نحتاجه هو تعميم هذه التجربة في القرى التي تعاني من ضعف الدخل في الدلتا والصعيد. بينما أوضح الكاتب الصحفي عيد عبد الحليم عن غياب التسويق لمؤسسات مصر الثقافية، وقارن بين التسويق بالمغرب وبين غياب التسويق في مصر، وتساءل عن بروتوكولات التعاون بين الوزارات والعمل كجزر منعزلة، متسائلًا عن طلبة المدارس الصناعية، مشيرًا إلى أن عمال مصر الكفئ هم من صنعوا حضارة تركيا أثناء الاحتلال العثماني، وأضاف عبد الحليم أن النخبة لم تقم بمسئوليتها فلماذا لا يمثل صناع حضارة مصر الحرفية لنخبتها الفاعلة؟ فيما أكد الإعلامي سالم الشربيني مدير عام القصور المتخصصة أن المؤتمر لم تعمل فيه الثقافة الجماهيرية بشكل منعزل بل تواصلنا مع الجمعيات الفاعلة في مجال الحرف التراثية وحرصنا على تواجدها ومشاركتها كجمعية أصالة ومبادرة أيادي مصرية. وصرح الفنان مدحت عمران رئيس جمعية السجاد بالمنوفية أن مركز تحديث الصناعة غائب عن دوره فمعظم عمال النسيج لا يعلم نوع السجاد الذي يصنعه وكلما حدثت كبوه يقلل من جودة المنتج، فتوعية الحرفي وتعليمه وزيادة وعيه هو ما يجعله يصل للعالمية، مضيفًا أن رئيس الوزراء اجتمع به كرئيس لغرفة الصناعات اليدوية وأكد على تذليل كل العقبات التي تواجه الحرفيين معربًا عن أهمية تطوير الصناعات اليدوية وتسويق منتجاتها.