اكتسبت الشبكات الاجتماعية أهمية كبيرة، وأصبحت من الوسائل القوية للتأثير على المجتمع، وكذلك أصبحت من مجالات التسويق المعتبرة، فمن خلالها أصبح للتسويق والدعاية أشكال وطرق أخرى أكثر جدوى وأقوى تأثيرًا. لقد تعددت هذه الشبكات وتنوعت في المجالات والأساليب، وباتت الفرص أكثر لتحقيق الانتشار والنجاح في الأعمال. اليوم ظهرت بعض الشبكات الاجتماعية الجديدة التي دخلت بقوة إلى سوق التسويق الرقمي، وسحبت بعض البساط من تحت الشبكات العملاقة مثل الفيس بوك التي لازالت مهيمنة على سوق التسويق الشبكي على الإنترنت، ومن أمثلة هذه الشبكات تطبيق سناب شات، هذا التطبيق الذي ليس له منصة خاصة أو برنامج على الحواسيب أو الويب ولا يقوم بأرشفة المحتوى، إلا أنه قد أثبت نجاحات متعددة خلال السنوات الأخيرة، منها ما يتعلق بالتسويق والدعاية والإعلان. ظهر تطبيق السناب شات ومعه أسلوب جديد للتواصل، وأراد أن يؤسس لأسلوب جديد في التواصل والنشر الرقمي، أسلوب يعتمد على اللحظة الحالية، على ما يحدث الآن وليس بالأمس أو الشهر الماضي. يعتمد التسويق عبر سناب شات على تجربة اللحظة الحالية لأن المقاطع والصور تُحذَف بشكل تلقائي بعد 24 ساعة، ويعتمد أيضًا على العفوية والتلقائية، لأنه من الصعب نشر فيديوهات وصور جاهزة مصممة وممنتجة بشكل احترافي، بل يسمح لك التطبيق بالتصوير والنشر مباشرة في تلك اللحظة. برغم أن هذه العفوية والتلقائية تحد من إمكانيات صناعة الإعلانات بشكل احترافي، إلا أنها اصبحت ميزة تميز هذا الأسلوب من الدعاية والإعلان، فلقد جعلت الإعلانات اقرب إلى الواقعية وإلى المصداقية، لأن معظم الإعلانات في السناب شات تكون عبارة عن تجربة حقيقة للمنتج أو الخدمة وعرض هذه التجارب على المتابعين، أو تكون كلامًا مباشرًا بين الناشر والمتلقي، وكل هذه الأساليب تقترب أكثر من قلب المستخدم وتجعل اقتناعه بالمنتج أو الخدمة أمر أكبر. أحد الحسابات المشهورة في السناب شات والتي يتابعها أكثر من 50 ألف مستخدم، أعلن أنه سيقوم برحلة غوص بقيادة مدربين اثنين، تابع المستخدمون مراحل الرحلة منذ الإنطلاق حتى النهاية، وعاشوا تحت البحر في أجواء الغوص الممتعة وتعرفوا على بعض الجوانب المتعلقة بهذا الأمر، وفي نهاية اليوم أعلن هذا الشخص أن هنالك تخفيض مقداره مبلغ من المال لكل من يشترك في هذه الدورة في الأيام القادمة. يمكن أن نسمي هذا الأسلوب في الإعلان (تجربة الاستخدام) فأنت تعيش تجربة شبه حقيقية لاستخدام هذا المنتج أو الخدمة، تتعرف على هذه الخدمة ومميزاتها بواسطة تجربتها وليس كلامًا نظريًا أو صورًا معدلة وفيديوهات ممنتجة، الأمر قريب جدًا للواقعية، لذلك فإن كان المنتج أو الخدمة فعلًا مميزة، فسوف تنجذب لأن تشتريها أو تشترك فيها. في هذا النموذج الإعلاني، تجربة المنتج أو الخدمة أتت من قِبَل شخص آخر وليس من قبل صاحب المنتج نفسه، وهذا من شأنه أن يعطي مصداقية أكبر، لذلك فهذا الأسلوب من الدعاية والإعلان منتشر كثيرًا في السناب شات، فتجد أن الشخص عندما يصل حسابه إلى عدد كبير من المتابعين، تبدأ طلبات الإعلانات تطرق بابه، ويكون هو الوسيط بين صاحب المنتج والمستخدم. يمكن تطبيق هذا الأسلوب على طيف واسع من الخدمات والمنتجات، مثل: إذا كنت صاحب مطعم جديد وتريد تسويقه والدعاية له عبر سناب شات، فما عليك إلا الاتفاق مع صاحب حساب نشط ويتابعه عدد كبير من أبناء المدينة نفسها، ثم دعوته إلى عشاء فاخر في مطعمك وتطلب منه أن يصور جميع لحظات هذا العشاء المميز ونشر السنابات لكل من يتابعه. كرر هذه العملية كل شهر أو أسبوع مع حسابات مشهوره أخرى. إذا كنت صاحب منتج جديد نزل السوق، فما عليك إلا أن تتفق مع صاحب حساب مشهور في السناب شات، وتعطيه جهاز من هذه الأجهزة وتطلب منه تجربته بشكل عملي ومباشر ومشاركة هذه التجربة مع متابعيه، كرر هذه العملية مع بعض الحسابات المشهورة الأخرى.