يحتفل العالم العربي، اليوم الإثنين، بعيد الأم، التي بذلت كل غالي ونفيس من أجل تنشئة أبناء، في ظل ظروف سياسية دائمة التقلب، وظروف اقتصادية واجتماعية ظالمة على الدوام، إلا أنها كعادتها تقبلت التضحية في صمت، ومارست دورها عن رضا كامل. ولعلنا لا نعلم أن الاحتقال بعيد الأم في 21 مارس، هو احتفال قاصر على المرأة العربية دون غيرها، ويرجع الفضل في هذه الاحتفالية إلى الكاتب القدير على أمين، عندما نشر مقالا كتب فيه "لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه (يوم الأم) ونجعله عيدًا قوميًا في بلادنا وبلاد الشرق". وأضاف على أمين – في مقاله – "وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكرًا أو ربنا يخليكِ، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كلٌّ منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل. ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلًا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله (عيد الأم)؟". وكان لهذا المقال أصداء واسعة إذ انهالت الخطابات المرحبة من القراء على جريدة "الأخبار" متفقة على تخصيص يوم 21 مارس عيدا للأم المصرية وتم الاحتفال به للمرة الأولى 1956. وفي العصر القديم، كان "الفراعنة" من أوائل الأمم التي قدست الأم، فخصصوا يومًا للاحتفال بها، وجعلوا من "إيزيس" رمزًا للأمومة، وكانت تقام في هذا اليوم مواكب من الزهور تطوف المدن المصرية، ورأى قدماء المصريين أن تمثال "إيزيس" وهي ترضع ابنها "حورس" دليلٌ قوي على الحماية والأمومة.