فى الوقت الذى احتفل فيه المصريون بعيد الأضحى المبارك، مارس نفس الفصيل هوايته فى تكدير حياة الناس وقرر التظاهر فى العيد ليعكر صفو المناسبة، وفى مساء نفس اليوم ، حينما حزن ملايين المصريين لخسارة منتخب مصر أمام غانا فى تصفيات كأس العالم شارك أنصار نفس الفصيل فى مظاهرات تعبيرا عن الفرحة للخسارة الكبيرة والشماتة فى المنتخب المدعوم من “,”الانقلابيين“,” على حد وصفهم. حقيقة لا أستطيع استيعاب أن يصل تفكير أعضاء جماعة الاخوان المسلمين لهذا المدى من الحقد والكراهية لكل ما يسعد المصريين والفرح والتهلليل والشماتة فى كل ما يحزنهم حتى لو كان الأمر يتعلق بمباراة كرة قدم لا علاقة لها بالسياسة. وكأن رد الفعل هذا هو نوع من العقاب للمصريين الذين لم يساندوا الاخوان فى “,”محنتهم“,” وقرروا تأييد “,”الانقلاب“,” ضد “,”شرعية“,” الرئيس وجماعته. وسبق هذا محاولة الاخوان لإفساد الذكرى الأربعين لحرب السادس من أكتوبر من خلال المسيرات والمظاهرات. ولم يكتفوا بذلك بل نشروا اقتباسات من الصحافة الاسرائيلية لتشويه الاحتفال بذكرى الانتصار العسكرى الوحيد فى تاريخ مصر الحديث منذ عصر محمد على الكبير. للأسف هذه الافعال لن تؤدى إلا لمزيد من كراهية المصريين للجماعة والرفض لطريقة التفكير “,”الميكايفلية“,” التى تبيح مبدأ الغاية تبرر الوسيلة بغض النظر عن أية اعتبارات. فلا يمكن أن تكون كراهية الاخوان للجيش دافعا لانتقاد عيد وطنى يجله ويحتفل به كل المصريين، ولا يجوز أن ينتهز هؤلاء فرصة وجود أعداد كبيرة من المصلين فى العيد للترويج للتظاهر ومحاولة افساد هذه المناسبة الدينية. وأيضا لا يصح أن يشمت هؤلاء فى خسارة المنتخب الوطنى بدعوى أنه مدعوم من “,”الانقلابيين“,” أو أن النتيجة جاءت كعقاب وانتقام إلهى من مصر كلها بسبب إزاحة الاخوان من عرش السلطة. هؤلاء فى حاجة ماسة إلى علاج نفسى إذا ما أرادوا فعلا التعايش بشكل صحى فى مجتمع مختلف فكريا واجتماعيا وثقافيا عما تروج له الجماعة وأنصارها. يحتاجون فى البداية إلى التصالح مع النفس ومحاولة فهم أسباب كراهية المواطنين لهم ورفضهم لوصاية الجماعة على المجتمع. كما يجب أن يقدم هؤلاء مراجعات فكرية حقيقية لرؤيتهم لمفهوم الوطنية والانتماء لوطن اسمه “,”مصر“,” قبل الحديث عن أى ولاءات أو انتماءات أخرى.