كان الأسبوع الماضى حافلًا بالمواقف الممتعة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكى، باراك أوباما، كما اعتدنا خلال الأشهر الماضية، وجاء ملخص هذه المواقف أن أوباما يلهث خلف نتنياهو ويسعى لاسترضائه لأسباب تتعلق بدعم يهود أمريكا للحزب الديمقراطى في الانتخابات المقبلة، وحتى يحقق إنجازًا بالتوقيع على حزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل للعشر السنوات المقبلة في عهده، وهو ما جعل «بيبى» يتصرف بذكاء أكثر مما فعل خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة قبل ثمانى سنوات، وقرر تجاهل لهاث أوباما والحزب الديمقراطى خلفه حتى لا يتهم مجددًا بالتدخل في الشئون الأمريكية، ومن جهة أخرى للى ذراع أوباما وكسر أنفه في أشهر ولايته الأخيرة. عدد من المواقف قام بها أوباما ومن خلفه الحزب الديمقراطى تعكس مفهوم سعيهما خلف «رجل إسرائيل» كان أولها البدء بتسليم سلاح الجو الإسرائيلى أجزاء من منظومة «العصا السحرية» المضادة للصواريخ متوسطة المدى لاختبارها تمهيدًا لإعلان دخولها الخدمة. وأشار مسئول في وزارة الدفاع الإسرائيلية وفقًا لما نشرته جريدة «معاريف» إلى أن الميزانيات التي تخصصها الولاياتالمتحدة لهذا المشروع الإسرائيلي - الأمريكى المشترك ستكون بالحجم نفسه الذي كانت عليه خلال السنوات الماضية، وربما ستزداد، وهو ما اعتبرته إسرائيل دعمًا أمريكيًا كبيرًا. هذا إضافة إلى زيارة رئيس هيئة الأركان للجيش الأمريكى الجنرال «جوزيف دانفورد» إلى إسرائيل بناء على دعوة من رئيس هيئة الأركان للجيش الإسرائيلى الجنرال «جادى أيزنكوت» الذي عقد معه اجتماعين، وأعرب دانفورد عن التزامه بتعميق التعاون بين الجيشين الأمريكى والإسرائيلى، وجدّد التزام واشنطن الحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها العسكري في المجالات كل، وفقا لما نشرته جريدة «يديعوت أحرونوت». ثم جاءت زيارة نائب الرئيس الأمريكى «جو بايدن» إلى إسرائيل لمناقشة موضوع زيادة المساعدات الأمريكية لإسرائيل والتوصل إلى اتفاق حول «مذكرة التفاهم» التي تتضمن تقديم مساعدات أمريكية سنوية إلى إسرائيل تصل إلى 5 مليارات دولار - وهو المبلغ الذي طلبته تل أبيب خلال عشر سنوات - وحاول بايدن إقناع «بيبى» بالقبول بمعدل المساعدات المالية والأمنية التي تقدمها إدارة باراك أوباما. فالإدارة الأمريكية وافقت على زيادة 400 مليون دولار في كل سنة، لتصل إلى 3.4 مليار دولار. وتتحدث تقارير عن إمكانية زيادتها إلى3.7 مليار، ولكن إسرائيل تأمل زيادة تتراوح بين مليار ومليارى دولار عمّا تتلقاه على أن تصبح المساعدات 5 مليارات دولار سنويا وفقا لما نشرته جريدة «إسرائيل اليوم». أما نتنياهو فيحاول أن يستغل الظرف الانتخابى من أجل ابتزاز الحزب الديمقراطى، الذي يسعى لإتمام الصفقة في عهده قبل الانتخابات المقبلة حتى لا يتهم الحزب من قبل جمهوره بأنه أضر بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وحتى يكسب تأييد أعضاء الكونجرس من اللوبى اليهودى ولدعم مرشح الحزب الديمقراطى المقبل. ليس هذا فقط بل أعلن نتنياهو إلغاء زيارته المقررة إلى واشنطن لمشاركته في المؤتمر السنوى لمجموعة الضغط الأمريكية لمصلحة إسرائيل «أيباك»، وهى الزيارة التي كان من المفترض أن يلتقى فيها بأوباما، وسبب إلغاؤها غضبًا كبيرًا في البيت الأبيض. ونشر مكتب نتنياهو بيانًا عن سبب إلغاء الزيارة ورد فيه: إن عدم توجه نتنياهو إلى واشنطن في التوقيت الحالى يتعلق بالمعركة الانتخابية الراهنة هناك، وكى لا يرتبط اسم نتنياهو مرة ثانية بقصة «تدخّل في الانتخابات الأمريكية» وفقًا لما نشرته جريدة «هآرتس».