تعهد جياني إنفانتينو أمس الجمعة بتصحيح صورة الاتحاد الدولي "الفيفا" بعد سنوات من فضائح الفساد بعدما قررت الجمعية العمومية غير العادية اختيار الأمين العام للاتحاد الأوروبي السابق رئيسا جديدا للمنظمة الدولية خلفا لمواطنه السويسري سيب بلاتر. وقال إنفانتينو البالغ من العمر 45 عاما وسط تصفيق حار من أعضاء الجمعية العمومية "سنعمل على استعادة سمعة الفيفا واحترام الناس للمؤسسة الدولية وسيصفق لنا الجميع في النهاية." وتابع "استمتعت برحلة استثنائية قابلت خلالها أشخاصا رائعين يعشقون كرة القدم ويتنفسون كرة القدم، أرغب في أن أكون رئيسا للجميع ولكل الاتحادات 209 الأعضاء. "أرغب في العمل معكم جميعا وتدشين عصر جديد تكون فيه كرة القدم على رأس أولوياتنا." وبعدما أخفقت الجولة الأولى في الخروج بفائز حصل إنفانتينو الذي شغل منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي للعبة في آخر سبع سنوات على 115 صوتا مقابل 88 للبحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم الخليفة رئيس الاتحاد الآسيوي. ونال الأمير الأردني علي بن الحسين أربعة أصوات بينما لم يحصل الفرنسي جيروم شامبين على أي صوت في الجولة الثانية. وكان إنفانتينو ترشح للمنصب بعد إيقاف ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم العام الماضي مع بلاتر بداعي انتهاك ميثاق أخلاقيات الفيفا. وقال إنفانتينو "أتوجه بالشكر الى ميشيل بلاتيني على كل شيء علمني إياه والعمل المشترك الذي قمنا به سويا." وتابع "تخالجني مشاعر طيبة الآن للسيد بلاتيني." وورث إنفانتينو - الذي اصبح الرئيس التاسع للفيفا على مدار تاريخه الممتد 112 عاما - الان مهمة تختلف عن تلك التي ورثها سلفه بلاتر الذي كان يجول العالم مثل رؤساء الدول على مدار 17 عاما وكان يغدق بأموال مخصصة لتطوير اللعبة على اتحادات لأغراض شخصية. وقبل الانتخابات صدقت الجمعية العمومية على مجموعة من الاصلاحات تتضمن وضع قيود على استمرار كبار المسؤولين في مناصبهم بحد أقصى 12 عاما على ثلاث فترات والكشف عن تفاصيل رواتبهم ومكاسبهم المالية ومنح النساء فرص أفضل. وتعني هذه الإصلاحات أن الرئيس الجديد سيكون تحت المجهر أكثر من سابقه وسيتراجع نفوذه إزاء إدارة الشؤون اليومية للمنظمة. وعقب 17 عاما قضاها بلاتر في منصبه يأتي اختيار إنفانتينو ليحافظ على هيمنة اوروبا على مقاليد الحكم والإدارة في كرة القدم، ولذلك سارع قادة القارة للترحيب بالرئيس الجديد. وقال البلجيكي ميشيل دوج عضو اللجنة التنفيذية "هذه المرة الأولى منذ فترة طويلة التي أشعر فيها بالسعادة إزاء أي شيء يجرى في الفيفا." وتابع "إنفانتينو مسؤول شاب ونشيط وأدى عملا رائعا في الاتحاد الاوروبي." وقالت النرويجية كارين إسبيلوند عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي "كنا في حاجة الى شخص يمكن الوثوق به ويتمتع بمصداقية، كنا نحتاج إلى شخص نظيف لا يعرف سوى النجاح واعتقد أننا وجدنا ضالتنا في جياني." ورحب بلاتر أيضا بتعيين إنفانتينو لكنه حاول أيضا الاستفادة من الموقف رغم أن المرشحين الخمسة الذين تحدثوا اليوم أمام الجمعية العمومية طالبوا جميعا بتطهير المنظمة التي كان يرأسها. وقال بلاتر "سيتعين على جياني إنفانتينو الآن البناء على ما قد بدأته واستكمال المراحل المتبقية من برنامج الإصلاح الكبير." وتابع "الرئيس الجديد لا يستطيع أن ينتقي الآن ما يعجبه ويترك ما لا يعجبه فهناك مهمة سريعة في انتظاره."