كشف المهندس عبد الله الحجاوي، رئيس الجمعية الأهلية لحماية البيئة بالعريش، عن أزمة بيئية خطيرة تتعرض لها حدود مصر الشرقية مع قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا، وتتمثل في تلوث آبار المياه المشتركة بين قطاع غزة وسيناء بالمخلفات السائلة للصرف الصحي، وكذلك تلوث مياه البحر المتوسط أمام شواطئ رفح والشيخ زويد والعريش بمخلفات الصرف التي تلقيها إسرائيل في البحر أمام شواطئ غزة منذ سنوات. وكشف الحجاوي عن أن إسرائيل تقوم بصرف المخلفات يوميًا أمام شواطئ قطاع غزة بواقع 120 ألف متر مكعب يوميًا أمام شاطئ غزة، كما تلقي المخلفات أمام شواطئ محافظة خان يونس بواقع 50 ألف متر مكعب، وكذلك أمام شواطئ محافظة رفح بواقع 60 ألف متر مكعب يوميًا، ثم تقوم تيارات المياه العكسية بنقل هذا التلوث إلى شواطئ العريش ورفح والشيخ زويد منذ سنوات طويلة. وأكد الحجاوي أن الأخطر من ذلك، هو قيام الحكومة المصرية بإنشاء محطات لتحلية المياه على شواطئ مدينة الشيخ زويد، في الوقت الراهن بتكلفة مالية قدرها 58 مليون جنيه في ظل وجود تلوث خطير في مياه البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن إقامة محطات تحلية لمياه البحر في هذه المنطقة يعد إهدارًا للمال العام بسبب تلوث هذه الشواطئ بالمخلفات القادمة من غزة وإسرائيل، وكذلك تلوث مياه الآبار المشتركة مع قطاع غزة. وأوضح الحجاوي، أن الجمعية الأهلية لحماية البيئة بالعريش بالتعاون مع برنامجي لايف وجيف التابعين لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي يتبنيان مشروعًا لمعالجة المخلفات السائلة للصرف الصحي في قطاع غزة ومدن رفح والشيخ زويد والعريش المصرية، لتخفيف الآثار الحادة لتلوث المياه والهواء والتربة. وتقوم بلدية غزة ورفح الفلسطينية بإلقاء المخلفات مباشرة في مياه البحر الحدودية مع مصر بدون معالجة مما ترتب عليه تلويث المياه الساحلية المصرية والفلسطينية. وقد سبق أن قامت الجمعية الأهلية لحماية البيئة بالعريش برفع دعوى بمحكمة العريش عام 2002 ضد الحكومة الإسرائيلية والمتثلة وقتها في رئيس الحكومة السابق أرييل شارون. وأضاف الحجاوي، أن المشروع الجديد يأتي في إطار مكافحة تلوث المجاري الدولية المشتركة بين مصر وقطاع غزة . جدير بالذكر، أنه عقب الانسحاب الإسرائيلي من غزة وتوقف عملية الخدمة الحضرية في بلديات غزة ورفح الفلسطينية، قام أهالي قطاع غزة بالصرف الصحي المباشر على وادي غزة الذي امتلأ إلى آخره بسوائل الصرف الصحي. وأكد الحجاوي أن وادي غزة يوجد أسفله فالق جيولوجي يؤدي إلى تسرب مياه الصرف إلى المياه الجوفية المصرية والفلسطينية، مما يتحتم عليه ضرورة معالجة مياه الصرف الصحي في كل من وادي غزة ورفح الفلسطينية حتى يمكن تجنب التلوث المباشر للمياه الجوفية المشتركة بين مصر وقطاع غزة. وتابع الحجاوي: “,”إن وادي غزة أسفله نهر على بعد 20 مترًا ويصب مباشرة في المياه الجوفية المشتركة بين مصر وغزة، ويحتم ذلك علينا أن نعالج الأزمة في غزة أولاً، وذلك بالتنسيق مع مرفق الحياة الحضرية التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في مصر برئاسة الدكتور عماد عدلي، المشرف على البرنامج الأممي، وهو برنامج دولي سيتبنى المشروع بالتنسيق مع سلطات البلدية في قطاع غزة، وسنبدأ تنفيذ المشروع الأسبوع القادم، بعمل تقييم للمناطق المستهدفة بالمعالجة بواسطة مادة “,”أي إن“,” التي تعمل على تحليل المواد العضوية لمنع تخمرها وانبعاث الروائح الكريهة نتيجة التخمر، علاوة على أن هذه المادة تعمل على القضاء على البكتيريا المسببة للأمراض.