أصبحت «الأفلام التجارية» فى الآونة الأخيرة تجسيد لمساوئ المجتمع وأحد أبرز الأسباب للانهيار الأخلاقى المنتشر فى الشارع المصرى، التركيز على «البلطجة والألفاظ الخارجة، وأعمال العنف» أصبح سمة سائدة فى جميع الأفلام، التى تعتبر أحد المتهمين فى واقعة اليوم، حيث قام طفل يبلغ 6 سنوات، بسكب بنزين على صديقه صاحب ال5 سنوات، وإشعال النيران فيه أثناء قيامهم باللهو بالمنطقة، وهو ما تسبب فى إصابة الطفل بحروق بالغة، وتم ضبط الطفل وولى أمره، وإحالتهما للنيابة التى قررت إخلاء سبيلهما. البداية كانت عندما تلقى مأمور قسم عابدين بلاغا من مستشفى «قصر العينى» بوصول طفل 5 سنوات مصاب بحروق خطيرة فى جسده، على الفور تم تشكيل قوة من قوات مباحث القسم تحت إشراف اللواء «هشام العراقى» مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وبقيادة المقدم «أحمد عشماوى» رئيس المباحث ومعاونيه، وبالانتقال إلى مكان الواقعة، والكشف عن هوية الطفل المجنى عليه تبين أنه يدعى «ز.ك» 5 سنوات، ومصاب بحروق من الدرجة الثالثة بالساقين. واتهم والد المجنى عليه «ك.غ» سورى الجنسية 60 عاما، فنى تركيب أسنان، ومقيم بعابدين إحدى جيرانهم وتدعى «م أ ع» 50 عاما، ربة منزل، وحفيدها المتهم «سيد.د»، 6 سنوات، بإشعال النيران فى جسد نجله، ودلت التحريات أنه أثناء لهو الطفل المتهم والطفل المجنى عليه معا بالشارع وفى وسط ذهول الجميع، قام الطفل بسحب بنزين دراجة بخارية، وسكبه على جسد الطفل وأشعل النيران فى جسده، وقام الأهالى بإطفاء النيران ونقلته على الفور الى المستشفى لتلقى العلاج. قامت القوات باستدعاء الطفل وجدته، وبمواجهة الطفل اعترف بالواقعة، وأقر أنه كان يلعب مع صديقه فى الشارع وأثناء لعبهم تشاجروا معا، يقول الطفل أنا عملت زى ما شوفت فى التليفزيون ف«عبده موتة» عمل كده فى الفيلم، وأنا عملت زيه، روحت خدت البنزين من الموتوسيكل اللى كان واقف، ورميته عليه، وكان معايا ولاعة بلعب بيها وولعت فيه. وكما أدلت جدة المتهم بأقوالها «أن الطفل المتهم يجلس معها فى المنزل بعد أن انفصل والده عن والدته بسبب خلافات بينهما، والمشاكل أثرت على الطفل، وجلعت حالته النفسية سيئة، مضيفة أن الطفل يتعلم ما يفعله من مشاهدة «التليفزيون». وبانتقال «البوابة» للتحدث مع أهالى المنطقة الشاهدين على الواقعة قالوا «والله احنا مش مصدقين إن طفل صغير يعمل كده، وفهم إنه يفتح مكان البنزين فى الموتوسيكل، ويسحب البنزين، ويرميه على المجنى عليه، ويولع فيه، ده حصل قدامنا ولم نكن نصدق ما يحدث أمام أعيننا. وأضاف الأهالى، كل ده من أفلام السبكى، فهى كلها بلطجة وعنف وأثرت فى سلوك الأطفال، والشباب، فجميع الأطفال حاليا مثلهم الأعلى «عبده موتة»، نتمنى أن يكون هناك رقابة على الأفلام. حرر المحضر اللازم بالواقعة رقم 863 لسنة 2016 جنح قسم شرطة عابدين، وتم عرض المتهمين على النيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتى أمرت بإخلاء سبيل الطفل المتهم وجدته.