سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد ترميم مقبرة مرضعة "عنخ أمون ".. تصريحات وزير الآثار تثير حالة من الجدل لمغالطاتها التاريخية.. وأثريون يردون: ما قيل لا يرقي إلى العلم وينم عن جهل وتلاعب بالتاريخ
أثارت تصريحات الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار حول مقبرة "مايا" المعروفة باسم مرضعة الملك "توت عنخ آمون" حالة كبيرة من الجدل لدى العديد من الأثريين، الذين رفضوا تصريحات الوزير فيما يخص المقبرة مؤكدين أنها تصريحات جاءت عن جهل بالحقائق التاريخية وبها محاولة للعبث بالتاريخ، حيث أكد الدماطي في تصريحات له أنه تم العثور على كسرة لواحدة من الأواني الفخارية داخل مقبرة تحمل لقب "سيدة الحريم " وذلك أثناء أعمال التنظيف والتدعيم التي اجريت في الفترة القليلة الماضية بالمقبرة، الأمر الذي دفع فريق العمل إلى الاعتقاد في أن "مايا" لم تكن مجرد المرضعة الخاصة بالملك توت عنخ آمون وإنما من المرجح أن تكون قد حظيت بمكانة أكبر مع حملها للقب هام كلقب سيدة الحريم وأن كان لقب مرضعة الملك هو الأشهر. وأكد الدماطي في تصريحاته المثيرة للجدل عن احتمال أن تكون "مايا" هي ذاتها الأخت الكبرى للملك "توت عنخ آمون" والتي تحمل اسم "مريت آتون"، لافتا إلى أن أحد النقوش المسجلة على المقبرة الملكية بتل العمارنة يصور منظر دفن "مكت اتون" الأبنة الكبرى للملك "اخناتون" والذي تظهر خلاله "مريت اتون" تحمل طفلًا صغيرًا تقوم بإرضاعه يعتقد أنه الملك توت عنخ آمون. ففي البداية أكد باحث المصريات أحمد صالح أن ما قيل عن مرضعة الملك "توت عنخ امون" لا يرقي إلى العلم ولا يقوم على ادلة علمية، لأنه من المعروف أن مقبرة مايا مرضعة الملك "توت عنخ امون" تم اكتشافها منذ 19 سنة وليس هناك اية جديد بها منذ اكتشافها وحتى فتحها للزوار منذ أيام، فنحن نعرف منذ اكتشاف المقبرة بأنها تحمل لقب مرضعة الملك "توت عنخ امون"، إضافة إلى لقب سيدة الحريم وهذا شأن المراضع في مصر القديمة كما أنه يوجد بمقبرتها منظرين منظر للملك "توت" وهو طفل وهو يجلس على ركبتي مرضعته ومنظر آخر للمرضعة وهي تقف أمام الملك بعد أن كبر في السن، وبالتالي ليس هناك أي جديد يمكن أن يشير إلى معلومات جديدة. وأضاف صلاح ل"البوابة": ما قيل بأن المرضعة "مايا" هي نفسها أبنة اخناتون مريت اتون فهو ينم عن جهل وتلاعب بالتاريخ لآن مريت اتون عاشت وتزوجت بالملك سمنخكارع، وماتت هناك وبالتالي فإن مقبرتها كانت في نفس المكان وهو تل العمارنة بالمنيا وليس هناك اية ادلة لغوية ولا تاريخية تشير بأن مايا هي نفسها الأميرة مريت أتون ابنة اخناتون، أما عن تحليل المنظر الذي يوجد بغرفة الفا بمقبرة اخناتون بالمنيا فهو تحليل مغلوط لآن المنظر يصور إحدى الأميرات الراقدة ميتة على سرير وأمام السرير كل من أخناتون وزوجته نفرتيتي ومن ورائهما مرضعة تحمل طفلا وخلفها رجل يحمل مروحة، ومن المعروف أنه ليس في هذه المنظر أية أسماء للسيدة الميتة ولا الطفل الرضيع ولا المرضعة، وبالتالي فإنه من الجهل أن نحدد اسماءًا دون وجود ما يدلل على ذلك. وواصل صلاح: من الخطأ التاريخي أن نعتبر "مكت اتون" ابنة اخناتون الثانية هي أم الملك توت عنخ أمون لآن "مكت أتون" ماتت قبل أن يولد توت عنخ أمون، وبالتالي فإن الجدل الذي دار حول مرضعة الملك توت عنخ أمون هو جدل عقيم مملوء بالجهل بالحقائق التاريخية والعبث بالتاريخ. ومن جانبه قال الباحث الأثري أحمد عامر: إن الحضارة المصرية لديها الكثير من الأسرار التي لم تبوح بها حتى وقتنا هذا، فالكشف عن الآثار يأتي إما عن طريق حفائر أو تأخذنا الصدفة للكشف عن كنوز أثرية لم تكن متوقعة وتفتح أمامنا مجال واسع في البحث والتدقيق، ويعتبر الملك "توت عنخ آمون" واحدًا من أعظم الشخصيات التي حكمت البلاد، وكان وقتها صغير العمر وعندما توفي آثارت وفاته جدلًا كبيرًا، بل إن مقبرة الملك "توت عنخ آمون" ربما تخرج علينا بمفاجآت، خاصةً بعد طرح العالم البريطاني "نيكولاس ريفز" نظريته في الفترة الماضية حيث يقول أنه من المحتمل وجود كشف جديد أحد جدران مقبرة الملك "توت عنخ آمون". وأضاف عامر ل"البوابة" ما دار بخصوص مقبرة "مايا" التي تم افتتاحها منذ أيام قليلة والتي تقع بمنطقة البوباسطيون بسقارة، حيث كانت تمثل مرضعه الملك "توت عنخ آمون وهذه معلومة مثبتة لدى الكثير من العلماء، وحول احتمالية أن "مايا" لم تكن مجرد المرضعة الخاصة بالملك "توت عنخ آمون" وإنما من المرجح أن تكون قد حظيت بمكانة أكبر مع حملها للقب هام كلقب سيدة الحريم وأن كان لقب مرضعة الملك هو الأشهر، وأيضًا أن تكون "مايا" هي ذاتها الأخت الكبرى للملك توت عنخ آمون والتي تحمل اسم مريت آتون، فجميع الاحتمالات تحتمل الصواب أو الخطأ لأن هذه اجتهادات الهدف منها هو المصلحة العامة، وأنا كأثري لا أستطيع تأكيد أو نفي ذلك دون وجود دليل آثري واضح أستطيع من خلاله الجزم بصحة الاحتمالات أو خطئها.