شهد اليوم عبدالحميد الهجان محافظ قنا جلسة الصلح التاريخية لإنهاء الخصومة الثأرية بين أبناء عائلتي السحالوة والمخالفة بفرشوط والتي عقدت باستاد قنا الرياضي بحضور اللواء عادل عبدالعظيم مساعد أول وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد واللواء صلاح الدين حسان مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا والأستاذ الدكتور الشيخ عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر نائبا عن الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد زكي رزق أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، والشيخ محمد كمال تقادم رئيس لجنة المصالحات والسادة أعضاء مجلس النواب ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية، وكبار العائلات والقبائل ورجال الدين الإسلامي والمسيحي ونحو 5 آلاف شخص من أبناء العائلتين وعائلات محافظة قنا والمحافظات المجاورة. وأكد عبد الحميد الهجان محافظ قنا أن جلسة الصلح التي عقدت اليوم أسدلت الستار على أحد أكبر الخصومات الثأرية على مستوي الصعيد والتي استمرت ل 4 سنوات مشيرا إلى أن العائلتين اتفقتا على عدم العودة إلى النزاع مرة أخرى ليعود مركز فرشوط لسابق عهده كأحد أكبر المراكز التجارية بصعيد مصر. وأوضح أن ديننا الحنيف يأمر بالصلح بين المسلمين، ونبذ الفرقة والخصام ونشر العفو والتسامح، فالفرقة والخصومة تعطل التنمية وتعوق مسيرة التقدم داعيا الجميع إلى التعاون من أجل القضاء على ظاهرة الثأر بمحافظة قنا التي لا يجنى أحد من وراءها إلا الخراب، وأكد على أنه يشجع ويتابع بصفة مستمرة خطوات لجان المصالحات في إنهاء الخلافات الثأرية بين العائلات. وتوجه الهجان بالشكر لرجال أبناء عائلتي المخالفة والسحالوة لارتضائهم الصلح والتسامح وهو ما يعكس معدنهم الأصيل وأنهم على قدر كبير من الخلق والإيمان ليعيش الجميع في مودة وأمان كما شكر رجال الشرطة على المجهود الكبير الذي بذلوه لإتمام هذه المصالحة كما اثني على جهود أعضاء لجنة المصالحة ورجال الأزهر الشريف ورجال الدين المسيحي وكل من شارك في إتمام الصلح من العقلاء والمصلحين داعيا الله سبحانه وتعالي أن يديم علينا هذا الصلح ويثبت أركانه وان يوفقنا إلى توحيد كلمتنا وان يسدد خطانا وان يهدنا إلى الخير دائما. وأكد مساعد وزير الداخلية لمنطقة جنوب الصعيد أننا بحاجة ماسة إلى جهود رجال الأزهر الشريف والأوقاف لنشر مبادئ الإسلام الوسطية التي تدعو إلى السماحة والسلام والأمن ونبذ الفرقة والخصام مطالبا أبناء العائلتين بالاقتداء بالرسول الكريم وتحذيره من حرمة الدم المسلم ونبذ أي دعاوى للتعصب ليعيش الجميع أخوة متحابين. و أوضح مدير أمن قنا أننا اليوم نحتفل بإتمام الصلح بين أبناء العائلتين اللذين تربطهم علاقات إخوة قديمة مطالبا العائلتين بالتمسك بالصلح ليسود الأمن والاستقرار، مؤكدا أن جهاز الشرطة يبذل أقصى جهوده في حفظ الأمن وتشجيع المصالحات بين العائلات المتخاصمة. ونقل وكيل مشيخة الأزهر تحية فضيلة الأمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر للعائلتين الكريمتين مؤكدا على أن الأزهر يسعي إلى نشر ثقافة التسامح والتصالح بين المسلمين مشيرا إلى أن هذا الصلح هو بداية عهد جديد يسوده الحب والتسامح بين أبناء العائلتين. بينما أكد أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر أن بلدنا الحبيب مصر كما قال عنها نبينا الكريم في رباط إلى يوم الدين فأعظم نعمة هي نعمة الأمن والأمان، مؤكدا أهمية إنهاء مثل هذه الخصومات ونبذ الخلافات وردم بؤر الدم تطبيقا للمعاني السمحة للدين الإسلامي لإرساء دعائم الاستقرار والسلام والأمان.