3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ميقاتي: إعلان حماس الموافقة على وقف إطلاق النار خطوة لوقف العدوان الإسرائيلي    طقس اليوم مائل للحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 28    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    للمرة الثانية في ليلة واحدة، زيندايا تتصدر الترند بإطلالتها الجديدة ب الميت جالا    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    ريمونتادا مثيرة، ليون يفوز على ليل 4-3 في الدوري الفرنسي    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحيي غدًا اليوم الدولي للجبال تحت شعار "الترويج لمنتجات الجبال من أجل سبل عيش أفضل"
نشر في البوابة يوم 10 - 12 - 2015

تحت شعار"الترويج لمنتجات الجبال من أجل سبل عيش أفضل" ، حيث يهدف إلى تسليط الضوء على منتجات الجبل.خاصة و أن سكان الجبال هم إلى حد كبير المزارعين ، وسبل عيشهم على أنشطة متنوعة للغاية. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعتمدت القرار 245/ 57 في عام 2002 ، أن يوم 11 ديسمبر هو اليوم العالمي للجبال.ويتم إحياء هذا اليوم سنوياً منذ عام 2003 للاحتفال بأهمية الجبال .
وتغطي الجبال نحو 22 % من مساحة اليابسة على سطح الأرض أي ربع مساحة اليابسة في العالم، والجبال تلعب دورا حاسما في تحريك العالم نحو النمو الاقتصادي المستدام. أنها توفر القوت والرفاهية لحوالى 915 مليون شخص من سكان الجبال في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل 13 % من سكان العالم، ولكن الاستفادة بشكل غير مباشرتحقق المزيد من المليارات للذين يعيشون فى اتجاه مجرى النهر. وتصنف الجبال من خلال التنوع العالمي الهائل ابتداءً بالغابات الاستوائية المطيرة وانتهاء بالجليد والثلوج الدائمة؛ ومن مناخات يكثر فيها هطول الأمطار بنسبة 12 متر سنويا وحتى الصحارى المرتفعة؛ ومن مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع يقارب تسعة ألف متر. فتعد (الجبال) بذلك الأبراج المائية للعالم حيث توفر المياه العذبة لما لا يقل عن نصف سكان العالم. ومع ذلك، فالجبال هي بيئات عالية المخاطر أيضا؛ الإنهيارات الجليدية، والإنهيارات الأرضية، والإنفجارات البركانية، والزلازل وفيضانات البحيرات الجليدية التي تهدد الحياة في المناطق الجبلية والأقاليم المحيطة بها. وللجبال شأن كبير في التأثير على المناخ وأحوال الطقس الإقليمية منها والعالمية.
ويعد سكان الجبال من أفقر سكان العالم وأكثرهم حرمانا. فهم يتعرضون دوما للتهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ويفتقرون إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم. وعلاوة على ذلك، تفاقم التحديات العالمية الراهنة ،على سبيل المثال تغير المناخ، والتنمية الاقتصادية والنمو السكاني الصعوبات التي يواجهونها. وفي الواقع، فإن 1 من أصل 3 من سكان المناطق الجبلية في البلدان النامية عرضة لانعدام الأمن الغذائي ويواجه الفقر والعزلة. ويتمثل التحدي في تحديد الفرص الجديدة والمستدامة التي يمكن أن تعود بالفائدة على كل من المرتفعات والمنخفضات المجتمعات ويساعد على القضاء على الفقر دون أن تساهم في تدهور النظم الإيكولوجية الجبلية الهشة. ولذ، فلنهج التنمية المستدامة أهمية خاصة في الأقاليم الجبلية. وعلى مدى أجيال متعاقبة، تعلم سكان الجبال كيفية التعايش مع تهديد المخاطر الطبيعية وطوروا نظما لاستخدام الأراضي تتميز بالمرونة وبالقدرة على التكيف مع المخاطر. ومع ذلك، تشير الأدلة المتواترة إلى أن كثير من الأقاليم الجبلية غدت عرضة للكوارث أكثر من أي وقت مضى في العقود القليلة الماضية.
وتشير تقارير منظمة "فاو"، أن الزراعة الأسرية تشهد في المناطق الجبلية اليوم تحولاً سريعاً، يعزى إلى النمو السكاني، والعولمة الاقتصادية، وانتشار أنماط الحياة الحضرية، وهجرة الرجال والشباب إلى المدن، مما أدى إلى زيادة أعباء العمل على عاتق النساء، وتزايد الضغوط على الموارد المحلية، وتفاقم تعرض المزارعين الجبليين إلى عواقب التغيرات العالمية الطابع. لكن هذه التغيرات قد تتيح فرصاً في المقابل للتنمية المحلية.
فعلى سبيل المثال، بوسع سكان المناطق الجبلية تنويع مصادر الدخل من خلال الانخراط في الأنشطة غير الزراعية كالسياحة وتسويق منتجات الحرف اليدوية المحلية. وتمثل عوامل ضمان حيازة الأراضي، وتمكين المرأة، والاستثمار العام في التعليم والصحة و النقل والبحوث بعضاً من المتطلبات الرئيسية اللازمة لتعزيز الزراعة الأسرية المستدامة بالمناطق الجبلية؛ ويشكل تحسين فرص الحصول على الائتمان شرطاً حاسماً أيضاً بالنسبة لمزارعي الجبال.
وحدد تقرير المركز العالمي لرصد حفظ البيئة التابع لمنظمة الفاو ، 6 أنواع من الجبال، تغطى جميعها نحو 22 % من سطح الأرض. فالمناطق التي يبلغ ارتفاعها 2500 متر أو أكثر تصنف على أنها جبال. أما المناطق التي تتراوح ارتفاعاتها ما بين 305 و2500 متر فتسمى جبلية إذا كان بها منحدرات سحيقة أو توجد بها سلسلة عريضة من الارتفاعات في منطقهَ صغيرة (نطاق الارتفاع المحلي) أو كلاهما. وهناك الكثير من الوديان المرتفعة والهضاب التي تقل ارتفاعاتها عن 2500 متر ولا يوحد بها منحدرات أو نطاق ارتفاع محلي، ومع ذلك لا تصنف على أنها جبال.
ونظرا لأن درجات الحرارة تنخفض كلما زاد الارتفاع، فإن المناطق الجبلية توجد بها مجموعة من التنوع المناخي والنباتات الخضراء. كما تختلف النظم الايكولوجية الجبلية حسب طبيعة السلسلة الجبلية، ودرجة التعرض للشمس والرياح والارتفاعات التي توجد بها الأقاليم المعتدلة وشبه الاستوائية أو الاستوائية.
وعلى الرغم من ثراء تنوعها البيولوجي، فإن النظم الايكولوجية الجبلية عادة ما تكون هشة. ففي الارتفاعات العالية تتعرض الكثير من المناطق الجبلية لرياح قوية وأمطار شديدة، في حين لا تتعرض مناطق أخرى لأي أمطار فعلية.. وتشمل المخاطر الأخرى التعرض لأشعة الشمس القوية والكوارث الطبيعية مثل الانهيارات الجليدية والانهيارات الصخرية والهزات الأرضية والطوفان المحلي. وتساهم البرودة في كثير من المناطق الجبلية في بطء تكوين التربة ونمو النباتات الخضراء، أما المنحدرات فتساعد على تعرية التربة.. والمعروف أن التربة الهزيلة هي من خصائص البيئات الجبلية.
وتفيد تقديرات المنظمة أن العدد الإجمالي لسكان المناطق الجبلية في العالم يبلغ915 مليون نسمة في عام 2014. ويعيش منهم 625 مليون نسمة في البلدان النامية ورابطة الدول المستقلة. ويوجد 60 % من مجموع المناطق الجبلية في هذه البلدان على ارتفاعات تقل عن 1500 متر، ويعيش فيها 70 % من سكان المناطق الجبلية. وعلى النقيض من ذلك يوجد 15 %فقط من المناطق الجبلية على ارتفاعات تزيد عن 3500 متر، ويعيش في هذه المناطق 2.5 % فقط من السكان.
وعلى الرغم من أهمية التحضر والنمو اللذين تتمتع بهما المدن الجبلية في بعض الأقاليم، فان أكثر من ثلاثة أرباع سكان المناطق الجبلية في البلدان النامية وبلدان رابطة الدول المستقلة لا يزالون سكانا ريفيين. وحسبما درج عليه التقليد تقوم حياتهم على الزراعة والرعي وصيد الأسماك وجمع النباتات البرية والصيد. أما السلع التي تناسب التنمية التجارية في النظم الايكولوجية الجبلية فتشمل الحبوب المحلية والمحاصيل الشجرية مثل الشاي والتفاح والأعشاب الطبية وغيرها من المنتجات والأسماك النهرية.
وتفيد تقديرات المنظمة أن نحو 40 % من المناطق الجبلية في البلدان النامية وبلدان رابطة الدول المستقلة تنتج أقل من 100 كيلوجرام من الحبوب للفرد سنويا. وهناك 30 % من المناطق الجبلية عبارة عن غابات مغلقة أو محميات طبيعية. ومن الصعب على السكان الريفيين الذين يعيشون في هذه الأماكن أن يحصلوا من الزراعة على مقومات حياتهم المعيشية.
وقد استخدمت المنظمة تقديرات أعدادهم إلى جانب معلومات نوعية أخرى للوصول إلى تقدير مبدئي لعدد سكان الجبال الذين يتعرضون لانعدام الأمن الغذائي. واستنادا إلى المعلومات المتوافرة حاليا، تفيد تقديرات المنظمة بأن أكثر من نصف سكان المناطق الجبلية أي ما يتراوح بين 250 و 370 مليون نسمة في البلدان النامية وبلدان رابطة الدول المستقلة يتعرضون لانعدام الأمن الغذائي. (يجب عدم الخلط بين التعرض لنقص الأغذية وتقديرات منظمة الأغذية والزراعة لناقصي الأغذية. فحوالي نصف من يوصفون بأنهم معرضون لنقص الأغذية يكونون في واقع الأمر ناقصي الأغذية).
بيد أنه فإن البيئات الجبلية تختلف اختلافا كبيرا حسب ارتفاعها ونطاقها وصعوبة السلاسل الجبلية. وهذه الاختلافات تؤثر على فرص الحياة المعيشية ومصادر التعرض بالنسبة لسكان المناطق الجبلية. وهناك عوامل كثيرة أخرى تلعب دورا مهما أيضا، بما في ذلك نقص البنية الأساسية، وصعوبة الوصول إلى الخدمات والأسواق في كثير من المناطق الجبلية، ودرجة اندماجها في المجتمعات القطرية وارتباطها بالاقتصاد القطري والأداء الاقتصادي بوجه عام.
وغالبا ما تكون التقاليد الثقافية في الأقاليم الجبلية قوية أو مرنة. غير أن نقص التنوع المحصولي والوصول المحدود إلى المعلومات والمعرفة بالتغذية الجيدة، وأساليب الرعاية الصحية هي عوامل تعرض سكان المناطق الجبلية لمعدلات عالية من سوء التغذية والأمراض. وقد تؤدي المواقف التقليدية والمعتقدات إلى إتباع السكان لأساليب في استخدام الأراضي لم تعد مناسبة للأحوال الجديدة في البيئات الجبلية.
وفي كثير من الأماكن لم تعد الاستراتيجيات المعيشية التقليدية قابلة للاستدامة بسبب زيادة الضغط الديمغرافي، والزيادة في معدل إزالة الغابات، والتعرية، وعدم جودة التربة. ولما كان الأمر كذلك أصبحت المنازعات من أجل السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي المحدودة وموارد المياه والغابات أمرا متكرر الحدوث.
وتتوافر بالمدن الجبلية الفرص الاقتصادية، ولكنها تأتي معها بالتلوث والحاجة المتزايدة إلى الأموال النقدية، وضعف المؤسسات المحلية الموجودة بالأراضي المرتفعة.
وتعتبر المياه من الموارد الطبيعية المهمة الموجودة في المناطق المرتفعة. والينابيع الجبلية، وذوبان الجليد هما المصدران الرئيسيان للمياه. ويعتبر إدراك قيمة هذا المورد أمرا مهما بالنسبة لسكان المناطق الجبلية، حيث يأتي الجانب الأكبر من الطلب ممن يعيشون في الأراضي المنخفضة المحيطة.
ومن الأمور الشائعة استخدام المياه الجبلية في توليد الكهرباء، وري المحاصيل، وبيع هذه المياه معبأة في زجاجات، وغير ذلك من الاستخدامات الصناعية. يبد أنه كثيرا ما تحدث منازعات بشأن حقوق الحصول على المياه بين المستخدمين للمياه في المناطق المنخفضة وسكان المناطق الجبلية الذين يعيشون عند مصدر المياه. ولا توجد سياسات عامة كافية لحسم هذه القضية. أما بالنسبة للزراعة، فعلى الرغم من وفرة المياه الجبلية، فإن الأراضي الجبلية الموجودة في مواقع مرتفعة يمكن أن تكون قاحلة إذا لم تتوافر لها الأمطار.
وفي كثير من المناطق تمكن مزارعو الجبال من تطوير إدارة متقدمة جدا للمياه وتقنيات ري صغيرة. وحيثما أمكن المحافظة على جودة التربة وإحيائها اقتصاديا، تصبح الزراعة الجبلية إحدى الخيارات الجيدة. كما أن تربية الأحياء المائية في المناطق الجبلية تتيح الفرص أيضا أمام تنويع الدخل، وتساهم في توفير المنتجات البروتينية ذات الجودة العالية لنظم الأغذية في المناطق الجبلية.
أما بالنسبة للمحافظة على البيئة والسياحة، حيث يتيح الجمال الطبيعي والتنوع البيولوجي في كثير من البيئات الجبلية فرصا أمام تنمية السياحة الايكولوجية والعرقية، كما يتيح فرص العمل أمام القائمين على المناطق المحمية. ويتطلب الأمر إتاحة الاستثمارات الرأسمالية في مجال البنية الأساسية والقيام ببرامج تدريب لدعم صناعة السياحة.. أما مناطق الزراعة ومناطق الرعي ، هناك إمكانات كبيرة أمام التنمية في كثير من المناطق الجبلية. إلا أن الذي يعوق استغلال هذه الإمكانات هو حاجة سكان المناطق الجبلية الماسة لاستخدام الأشجار كمصدر للدخل النقدي (حيث تباع كخشب للوقود أو للصناعات الخشبية، أو كعلف حيواني) . ويعتبر إدخال أساليب الإدارة التي تتيح للسكان الحصول على تدفقات نقدية دون قطع الأشجار بمعدلات لا تحافظ على استدامتها، أحد متطلبات تحقيق النجاح.
ويشير التقرير إلي الصناعات الجبلية، حيث يتنامى إنشاء المراكز الحضرية بصورة طبيعية في المناطق الجبلية، وهو أمر يمكن تشجيع حدوثه في مناطق أخرى. ويؤدي ظهور هذه المراكز الحضرية إلى وجود فرص عمل متنوعة أمام سكان المناطق الجبلية ويمكن أن يساعد على وجود توازن بين سكان المناطق الجبلية وقدرة قاعدة الموارد الطبيعية على حملهم وإعاشتهم. ويمكن للاستثمارات في تنمية الصناعات، التي تضيف قيمة إلى الموارد المحلية وتخفض من حجم الكتل المعدة للشحن إلى الأسواق في المناطق غير الجبلية، أن تساهم في تطوير عمليات تحول المناطق الجبلية إلى مراكز حضرية. كما ركزت الدراسة التي قامت بها المنظمة على 18 من السلاسل الجبلية يعيش فيها 90 % من سكان المناطق الجبلية في البلدان النامية وبلدان رابطة الدول المستقلة .
1 - أمريكا الاتينية : سييرا مادرى والأنديز ، ويعتبرسكان المناطق الجبلية في أمريكا اللاتينية والكاريبي، البالغ عددهم 112 مليون نسمة من أكثر الجماعات تحضرا وأقلها تعرضا لنقص الأغذية بوجه عام في العالم النامي. ويفتح قرب المدن الجبلية التي تتميز بالدينامية الاقتصادية المجال أمام المزيد من فرص توليد الدخل لمعظم سكان المناطق الجبلية في الإقليم. إلا أن الجماعات الصغيرة من السكان التي تعيش على ارتفاعات عالية في الأنديز لا تزال تعاني العزلة والتعرض الشديد لنقص الأغذية. كما يتعرض أيضا لنقص الأغذية سكان المناطق الجبلية الريفية في أمريكا الوسطى والمكسيك. وهناك توزع الأراضي الزراعية بطرق غير عادلة بالمرة، حيث يحظر على أعداد كبيرة من المزارعين تملك أقل مساحة من الأراضي ويضطرون للعمل كعمال زراعيين من أجل البقاء.
وفي الأنديز الشمالية ، يعيش ثلثا سكان المناطق الجبلية في مدن كبيرة أو بالقرب منها. ويمارس معظم السكان الريفيين في المناطق الجبلية الزراعة الكثيفة التجارية على ارتفاعات متوسطة. وفي المنحدرات المنخفضة والوديان، يمارس كثير من المزارعين زراعة البن والمحاصيل البستانية لبيعها محليا وتصديرها. وفي الوديان العالية تنتشر زراعة الذرة ومحاصيل المناطق المعتدلة وتربية الخنازير. وتعتبر قابلية السكان للتعرض لانعدام الأمن الغذائي منخفضة نسبيا. وينتشر التحضر بصورة كبيرة في أعالي الأنديز. إذ يعيش نحو نصف سكان المناطق الجبلية في المدن أو بالقرب منها أو على المنحدرات التي توجد على ارتفاعات منخفضة، حيث يتيسر وصولهم إلى الوظائف والأسواق مما يجعل تعرضهم لنقص الأغذية منخفضا نسبيا.
أما النصف الثاني من السكان فيضم الأسر الزراعية المحلية الفقيرة للغاية التي تزرع الحبوب الكينوا ( الشعير) والبطاطس وتربي الخراف واللامة في الوديان المنحدرة والأراضي الشاسعة التي تخلو من الأشجار وتوجد على ارتفاع 3500 متر. وقد أدت العزلة وضغط السكان وتآكل التربة إلى الإضرار بنظم حياتهم المعيشية التقليدية ضررا بالغا، وتزيد درجة تعرضهم لنقص الأغذية إلى حد كبير. وتوجد أسواق متخصصة لأصواف اللامة والألبكة، والسلع المنسوجة والكينوا ونوعيات مختارة من البطاطس. إلا أن هؤلاء السكان يفتقرون إلى المعلومات والمهارات التي يحتاجون إليها للمشاركة الفعالة.
وفي جبال سييرا مادرى في أمريكا الوسطى والمكسيك يعيش 40 % من السكان في مناطق حضرية، حيث يشير أحدث المسوح إلى أن تعرضهم لنقص الأغذية منخفض إلى حد كبير. إلا أن معظم سكان المناطق الجبلية لا يحالفهم نفس هذه الدرجة من الحظ. إذ يعيش المزارعون هناك على زراعة الذرة والفاصوليا ويهاجرون في المواسم للعمل كأجراء في مزارع البن والسكر الكبيرة. ومع ذلك، فالدخل الذي يحصلون عليه قليل، كما أن الطلب على الأيدي العاملة المهاجرة في تناقص. وحتى يتسنى التعايش مع هذه الأوضاع، تقوم أسر كثيرة بإرسال أفرادها إلى المدن والبلدان المجاورة من أجل الحصول على الوظائف وإرسال التحويلات إلى ذويهم. وتهاجر أسر بأكملها إلى مناطق جديدة لإزالة الغابات والحصول على الأراضي.
وبوجه عام، فإن نسبة التعرض لنقص الأغذية في هذا الإقليم الفرعي عالية للغاية. ويواجه سكان المناطق الجبلية في أمريكا اللاتينية عددا من التحديات الرئيسية بما في ذلك تعذر الحصول على الأراضي واستغلال الأراضي بطرق غير قابلة للاستدامة، واندماج السكان المحليين بشكل هزيل في المجتمعات والاقتصادات القطرية، ونقص المهارات الفنية.
وقد تم إدخال نظم إصلاح الأراضي في بعض البلدان، ولن يكون لهذه النظم تأثير دائم على الفقر والجوع إلا إذا صاحبتها جهود أفضل في مجال الإرشاد الزراعي وخدمات التسويق من أجل صغار المزارعين في المناطق الجبلية. ومن الضروري أيضا التسليم بقدرة الثقافات المحلية على المساهمة في التنمية الجبلية المستدامة بل وتقديم الدعم لهذه القدرات. كما أن المهاجرين الجدد إلى المدن الجبلية يحتاجون إلى تقديم الدعم لهم.
2 - أفريقيا الشرقية والجنوبية: الوادي المتصدع ، ويعيش أكثر من 95 % من سكان المناطق الجبلية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والبالغ عددهم 88 مليون نسمة، في السلاسل الجبلية في الوادي المتصدع الأفريقي على ارتفاعات نادرا ما تتجاوز 2500 متر. وعلى الرغم من أن هذه السلاسل الجبلية تضم بعضا من أكثر المناطق الجبلية المأهولة بالسكان في العالم، فإن أقل من 15 % من السكان يعيشون في المدن وتعتبر درجة تعرضهم لنقص الأغذية عالية إلى حد كبير. ويعيش نحو نصف سكان المناطق الجبلية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على المرتفعات الأثيوبية كثيفة السكان.
وفي هذه المنطقة التي كثيرا ما تتعرض للجفاف، تصبح نظم الزراعة التقليدية القائمة على زراعة الحبوب المحلية والبطاطس وتربية الخراف والماعز غير قادرة على إعاشة الأعداد الحالية أو المتوقعة من السكان. وترتفع نسبة تعرض السكان لانعدام الأمن الغذائي إلى درجة كبيرة. أما البقاء على المدى الطويل، فيعتمد على جهود المجتمع المحلى ألا وهي تدعيم الأنشطة غير الزراعية، والبنية الأساسية المحلية، ومرافق المجتمع المحلى.
وتبلغ الكثافة السكانية ذروتها في جبال بوروندي ورواندا والجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتنتشر عمليات إزالة الغابات وتآكل التربة. وأحيانا ما تأخذ المنازعات بين المزارعين المستوطنين والرعاة صدورا عنيفة. أما نسبة التعرض لنقص الأغذية فهي مرتفعة للغاية، إلا أن ثلث السكان تقريبا يعيشون في مناطق حضرية تتيح لهم بعض الخيارات المعيشية. ويمكن أن يؤدي إتباع أساليب الإدارة المستدامة للأراضي الزراعية، والمراعى المفتوحة، واستصلاح أراضى المستنقعات إلى تحقيق مكاسب ملموسة في مجال الأمن الغذائي إذا ما صاحبت ذلك جهود قوية بهدف تحسين البنية الأساسية وخدمات الإرشاد.
ومن كينيا إلى زيمبابوي، يشترك سكان المناطق الجبلية وغير الجبلية في نطاق زراعي واحد. إذ يقوم الجميع بزراعة الذرة والتبغ والقطن والبذور الزيتية لبيعها لقاء مقابل نقدي. إلا أن الإنتاجية تدهورت منذ أن أوقفت الإصلاحات الهيكلية الدعم الذي كان يقدم في صورة أسمدة. وقد أصيب النظام الزراعي بعدم الاستقرار بسبب موجات الجفاف والأمراض الحيوانية وندرة الأغذية وانتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الايدز.
وعلى الرغم من أن نسبة التعرض لنقص الأغذية عالية للغاية في الوقت الحاضر، فإن احتمالات التنمية المستدامة جيدة، إذا ما أتيحت الاستثمارات من أجل تحسين إدارة التربة وموارد المياه وتقديم خدمات الإرشاد القائمة على المشاركة إلى جانب تقديم الخدمات الريفية.
3 - الشرق الأدنى وشمال أفريقيا: جبال أطلس وزاغروس والقوقاز ، يعتبر سكان المناطق الجبلية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا أقل أعداد سكان الجبال في العالم النامي. ويعيش أكثر من نصف سكان المناطق الجبلية البالغ عددهم 60 مليون نسمة في المدن. ولكن الزراعة والرعي اللذين يمارسهما سكان المناطق الجبلية الريفيون من المغرب إلى إيران تعرضا لجهد متزايد، لذلك فإن درجة تعرض هؤلاء السكان لانعدام الأمن الغذائي عالية إلى حد كبير.
ويقوم معظم سكان المناطق الجبلية الريفيين في الإقليم بزراعة الحبوب والمحاصيل العلفية كل خريف. وتظل هذه المحاصيل، وهي القمح والشعير والبقوليات التي تعتمد على مياه الأمطار، ساكنة طوال شهور الشتاء البارد، قبل أن تستكمل نموها في الربيع. وتزرع المحاصيل الشجرية والفاكهة والزيتون والكروم على الممرات. وتعتبر تربية الأغنام والمعز من الأنشطة المنتشرة في الإقليم، وعادة ما ترعى هذه القطعان في الأراضي التي يديرها المجتمع المحلي.
وتدهور البيئة أمر منتشر، وهو يحدث بسبب الصيانة الهزيلة للممرات وبسبب الإفراط في الرعي. وقد أدى انخفاض الإنتاجية الناشئ عن ذلك، إلى جانب طول المسافات إلى الأسواق، وزيادة المنافسة من السلع الغذائية المدعمة وتزايد حدوث الجفاف إلى زيادة الفقر وانعدام الأمن الغذائي. وتهجر أعداد كبيرة من الرجال المناطق الجبلية بحثا عن فرص العمل، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحول عدد كبير من الأسر عن ممارسة الزراعة. أما بالنسبة للأسر الباقية، فهناك عدد من التدابير يمكن أن تأتي بمكاسب مهمة في مجال الاستدامة والأمن الغذائي. فهناك حاجة إلى تخطيط جيد لمستجمعات المياه وإدارتها لحماية المستويات الحالية من الإنتاجية ومستخدمي المياه الريفيين والحضريين في المناطق المنخفضة.
ومن شأن إدخال نظام الحرث السليم والتكامل الجيد بين المحاصيل إنتاج الثروة الحيوانية أن يؤديا إلى زيادة الإنتاجية والقابلية للاستدامة. كما تؤدى التشريعات الأكثر إنصافا والتحكم في مصادر الرعي العمومية (غالبا ما تصنف رسميا على أنها غابات مملوكة للدولة) إلى الحد من كل من الأضرار البيئية وانعدام الأمن الغذائي. كما يتطلب الأمر اتخاذ الإجراءات لتسهيل عمليات توحيد الأراضي وإقامة روابط قوية بين الاقتصادات الزراعية والاقتصادات غير الزراعية وتنشيط الأيدي العاملة المثلية غير ا لزراعية.
4 - جنوب ووسط آسيا: جبال هندوكوش وباميرز والهيمالايا وهضبة التبت وجبال كونلون ، حيث تسيطر الجبال على الطبيعة في أفغانستان وباكستان وشمال الهند ونيبال وبوتان وشمال غرب الصين وجمهوريات آسيا الوسطى.
وعلى الرغم من أنه يوجد في هذا الإقليم أعلى الجبال في العالم وأكثر البلدان ازدحاما بالسكان، فإن عدد سكان المناطق الجبلية في جنوب ووسط آسيا لا يزيد كثيرا عن سكان الوادي المتصدع في شرق أفريقيا. ويعيش نحو 90 % من سكان المناطق الجبلية في سلاسل الجبال العالية في الشمال. وتعيش الغالبية العظمى من الريفيين على ارتفاعات تقل عن 3500 متر، حيث يمارسون الجمع بين زراعة المحاصيل والرعي. أما قابليتهم للتعرض لنقص الأغذية فهي عالية إلى حد كبير، ويزيد منها كما هو الحال في أماكن أخرى، تزايد الضغط السكاني والتدهور البيئي. وتشكل إزالة الغابات تهديدا كبيرا في هذا الإقليم. فكلما زاد عدد السكان زادت إزالة ما تبقى من الغابات بمعدل سريع للحصول على أراض زراعية جديدة. وهذا يؤدي إلى تعرية التربة ونضوب رطوبتها، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية مما يضطر النساء إلى السير لمسافات طويلة للحصول على خشب الوقود والمياه.
وبالنسبة للثقافات التقليدية فهي عميقة الجذور وغالبا ما تملي أساليب محلية لاستخدام الأراضي وموارد المياه والغابات. إلا أنه مع هجرة أعداد كبيرة من الرجال بدأ يضعف الترابط الاجتماعي، مما يجعل من الصعب حسم المنازعات بشأن حيازة الأراضي واستخدام الموارد العامة. وزادت أهمية دور المرأة في العمل الزراعي والريادة الاجتماعية. ويعتبر تحسين وصولها إلى التدريب والموارد ضروريا للتغلب على هذه المشاكل البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الرغم من أن المناطق ذات الارتفاعات العالية تعاني التعرية الشديدة، فان الكثافة السكانية بها أقل ويوجد أمام سكانها المزيد من فرص الحياة المعيشية. وتمارس أسر ريفية كثيرة الرعي على المنحدرات العالية، أما زيادة دخولها الزراعية فتأتى عن طريق العمل في التجارة عبر الحدود والسياحة وتسلق الجبال. ومع ذلك يعتبر تعرض سكان هذه المناطق لنقص الأغذية عاليا إلى حد كبير. ويسيطر النظام الرعوي على المناطق الجبلية في وسط آسيا وكذلك في الأراضي المسطحة العالية غير الجبلية. وترعى الأغنام والماشية في المراعى المفتوحة في المناطق الجبلية العالية أو المناطق الجافة المجاورة، في الوقت الذي تزرع فيه الحبوب ومحاصيل الأعلاف والبطاطس من أجل الإعاشة في الوديان الجبلية. وتعتبر اللحوم وإنتاج الصوف المصادر الرئيسية للدخل من هذا النشاط. إلا أن كثرة أعداد الماشية وأساليب الرعي الهزيلة أدت إلى تعرية المراعى المفتوحة وتدهورها بشكل خطير، وانخفض إنتاج الصوف انخفاضا حادا وزادت درجة تعرض السكان لانعدام الأمن الغذائي زيادة كبيرة في الوقت الحاضر. ويعتبر إحياء أراضي الرعي وإدارتها بطريقة قابلة للاستدامة أمرا ضروريا من أجل تحسين الأحوال المعيشية.
5 - شرق و جنوب شرق آسيا: جبال ننغلنغ شان وترونغ صن، رغم أن جبال شرق وجنوب شرق آسيا ليست في طول أو في شهرة جبال الهيمالايا وهندوكوش، فهي أكثر اتساعا وأكثر ازدحاما بالسكان. ويعيش قرابة نصف سكان المناطق الجبلية في البلدان النامية وبلدان رابطة الدول المستقلة في جبال جنوب الصين وشبه جزيرة الهند الصينية والجزر الكبرى في المحيط الهادي.
وأغلب هذه المناطق الجبلية كثيفة السكان ويغلب عليها الطابع الريفي، حيث تعيش أعداد قليلة من السكان في المدن. ونتيجة لذلك، فإن حيازات الأراضي صغيرة ونصيب الفرد من إنتاج المحاصيل فيها قليل، حيث يزيد نزوح المزارعين إلى أراضى المنحدرات الهامشية من أجل البقاء. أما أعداد السكان الذين يعيشون في الغابات والمناطق المحمية فهي كبيرة نسبيا. ويتعرض هؤلاء السكان لانعدام الأمن الغذائي بدرجة عالية للغاية حيث يصل عددهم ما بين 170 و 220 مليون نسمة.
وهناك تباين كبير في كثافة الإنتاج الزراعي والمحصولي. ففي جنوب الصين تمكن المزارعون من تطوير تقنيات متقدمة في إنشاء المصاطب وإدارة المياه، كما يقومون بالاستخدام الفعال للمخلفات المحصولية والحيوانية للحفاظ على جودة التربة. أما فيما عدا ذلك، فإن تكنولوجيات الإنتاج المكثف أقل تطورا، والإنتاجية أقل، ويتعرض سكان المناطق الجبلية الريفيون لنقص الأغذية على نطاق واسع. وهناك نظامان متميزان للإنتاج الزراعي في جميع أرجاء الإقليم. ففي الارتفاعات المتوسطة والمنحدرات السهلة، يقوم المزارعون بزراعة مجموعة كبيرة من المحاصيل. ويعتبر الأرز الغذاء الأساسي للسكان في الجنوب، والقمح الغذاء الأساسي للسكان في الشمال. أما الحيوانات الزراعية، فتستخدم في الجر وفي إنتاج اللحوم وكثروة حيوانية.
أما الخنازير والدواجن فهي مصدر مهم للدخل النقدي. ويمكن أن يحقق هذا النظام إنتاجية عالية، كما يتبين من نشاط مزارعي المناطق الجبلية في جنوب الصين، حيث تستفيد زراعاتهم الكثيفة من الروابط الجيدة بالأسواق التي يشترون منها مدخلاتهم ويبيعون فيها إنتاجهم.
وفي أماكن أخرى توجد الزراعة شبه المعيشية التي تعتبر المبيعات المحدودة إحدى سماتها. ويمكن أن تكون هذه المناطق عالية الإنتاجية أيضا إذا ما حصلت على استثمارات في مجال البنية الأساسية وخدمات الإرشاد القائمة على المشاركة. وفي المنحدرات العالية في المناطق الاستوائية تقوم الجماعات القبلية بزراعة مساحات شاسعة من الأراضي، باستخدام نظم الزراعة الدائمة والزراعة المتنقلة. وكالمعتاد يقومون بأنشطة تكميلية إضافة إلى زراعة المحاصيل، وهذه الأنشطة هي رعى الأبقار والجاموس في الغابات وجمع المنتجات الحرجية الأخرى للاستخدام المنزلي. غير أن هناك أمورا تعيق التقدم في هذه المناطق التي ينتشر فيها الفقر وينعدم الأمن الغذائي، مثل انعدام جودة التربة، وانخفاض مستوى المدخلات، والعزلة عن الأسواق. وتعتبر الإدارة المحسنة للغابات أفضل الاحتمالات أمام تحسين الأحوال المعيشية.
وتعمل منظمة الفاو علي تشجيع التعاون وتنفيذ أنشطة من نموذج جمعيات المزارعين والتعاونيات حيث سيساعد على هدم الحواجز أمام الوصول إلى الأسواق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.