قالت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء إن استغلال العمال لا يزال "متفشيا" في دولة قطر على الرغم من ادخال بعض الإصلاحات منذ فوز الدولة الخليجية بحق تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم قبل خمس سنوات. وواجهت قطر وهي واحدة من أغنى الدول في العالم وتستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 انتقادات واسعة بسبب معاملتها للعمال الأجانب وخصوصا في قطاع المقاولات. وتنفي قطر المصدرة للغاز استغلال العمال وأعلنت إجراء إصلاحات عمالية في مايو ايار العام الماضي لكن المنظمة تقول إن هذه التغييرات غير كافية. وذكرت منظمة العفو أنه بموجب نظام "الكفالة" القطري فإنها يتعين على العمال الأجانب الحصول على موافقة أرباب العمل لتغيير عملهم أو مغادرة البلاد مما يضعهم تحت رحمتهم. وامتنعت وزارة العمل القطرية عن التعليق على البيان. ورفض مسئول في الوزارة فيما سبق تقارير مماثلة لمنظمات غير حكومية وقال إنها تهدف إلى "خلق دعاية سلبية عن دولة قطر في الخارج". وكان نظام حماية الأجور الذي يطلب من الشركات دفع رواتب العمال عن طريق التحويل المصرفي الإلكتروني قد دخل حيز التنفيذ في نوفمبر بعد أن وقع الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر تشريعا يعطي العمال الأجانب الحق في التقدم بتظلمات إلى لجنة حكومية إذا لم يوافق صاحب العمل على مغادرتهم للبلاد. وعبّر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في بيان عن اعتقاده بأن كأس العالم قد يكون "محفزا" لتحسين ظروف العمل في قطر. وتشير أرقام للسفارة الهندية بالدوحة اطلعت عليها رويترز إلى أن نحو 260 عاملا مهاجرا من الهند توفوا في قطر عام 2015. وتشمل الأرقام جميع الوفيات بين العمال الوافدين من الهند. كانت اتهامات بالفساد في منح حق استضافة كأس العالم وكذلك المخاوف بشأن الاحتياطات داخل الملاعب وحرارة أشهر الصيف ألقت بظلالها على الجهود التي تبذلها الدول المنتجة للغاز لتصبح أول مضيفة عربية لكأس العالم لكرة القدم. وقال مصطفى قادري الباحث في حقوق العمال المهاجرين بالخليج في منظمة العفو الدولية "في ظل نظام الكفالة من السهل جدا لصاحب عمل بلا ضمير أن ينجو من التأخر في دفع الرواتب وتسكين العمال في مساكن قذرة ومكتظة أو تهديد العمال الذين يشكون من أوضاعهم." وأضاف "لهذا السبب يحتاج نظام الكفالة إلى إصلاح جذري وليس مجرد ترقيع على الهامش." ومع التخطيط لمشروعات في البنية التحتية تقترب قيمتها من نحو 200 مليار دولار يجري توظيف مئات آلاف العمال من دول مثل الهند ونيبال وبنجلادش. وقال الفيفا إن اللجنة القطرية التي تتولى تنظيم كأس العالم لديها لوائحها الخاصة فيما يتعلق بحقوق العمال والتي تتفق مع المعايير الدولية لظروف العمل والسكن والأجور. وأضاف في بيان "هذه المعايير ملزمة بموجب عقود لجميع الشركات التي تعمل في مشروعات كأس العالم لكرة القدم 2022."