"البوابة" في منزل أسرة "طفل البدرشين" المختطف

■ التحقيقات: أحد الجناة من أقاربه اتصل بوالدته يطلب فدية نصف مليون جنيه عقب الواقعة بساعات
■ «محمود»: أجبرونى على ارتداء قناع أسود وشربونى عصير وبعدها ماشفتش حاجة
■ أسرة الطفل تطالب بأقصى عقوبة للمتهمين
أثارت جريمة اختطاف الطفل «محمود أحمد رمضان»، التى وقعت فى مركز البدرشين بالجيزة منذ أيام، هلع الأهالى هناك، قبل أن تتمكن الشرطة من تحديد المتهمين والقبض عليهم خلال أقل من 48 ساعة منذ لحظة اختطاف الطفل.. وناشد الأهالى رجال الأمن تعزيز إجراءاتهم، فيما أثنت أسرة الطفل على أجهزة الأمن لجهودها فى إعادة نجلهم.
«البوابة» ذهبت والتقت أسرة الطفل المخطوف، واستمعت إلى والدته التى روت لنا تفاصيل الواقعة قائلة: أثناء ذهاب «محمود» لشراء خبز «فينو» فى الساعة 7 صباحا، من الفرن المجاور للمنزل قبل أن يذهب إلى المدرسة، تأخر كثيرا ولم يعد، فذهبت للبحث عنه وسألت صاحب الفرن، فقال لى إنه أخذ حاجته وذهب، فعدت إلى المنزل وأيقظت والده من النوم حتى يبحث معى عن محمود، وبعد مرور ساعة من الوقت تلقينا مكالمة هاتفية باختطاف محمود، وطلب خلالها المتصل فدية نصف مليون جنيه لاسترجاع الطفل.
وتابعت والدة الطفل، على الفور ذهبنا إلى قسم البدرشين وروينا تفاصيل الواقعة، فتحرر محضر بالواقعة، وتم تشكيل قوة من المباحث التى بذلت مجهودا مشرفا حتى تصل إلى المتهمين.
وكشفت «أم محمود» أن المتهم الأول هو أحد أقاربهم قائلة: كان زوجى يعامله مثل ابنه وأسرته عائلة ميسورة الحال. مؤكدة أنه أصابها الشك فى جميع من حولها بعدما كانت لا تشك فيه للحظة واحدة، لأنه كان يبحث معهم عن «محمود». مشيرة إلى أن أسرة المتهم وقفت معهم ضد ابنهم المتهم وقد تبرأوا منه بسبب فعلته، حيث كشف الطفل «محمود» بعد عودته ما حدث، موضحة أنها توجهت به بعد عوته إلى الطبيب حتى يطمئن عليه، وقال لهم إنه لا يوجد به أى أذى ولكن لا أحد يذكره بما حدث له حتى تستقر حالته النفسية.
كما روى الطفل «محمود» العائد من الاختطاف ل«البوابة» تفاصيل كابوس اختطافه، قائلا إنه أثناء عودته إلى المنزل وقفت أمامه سيارة ونزل منها 5 أشخاص يرتدون الأقنعة وقالوا له «إيه اللى أنت مسكه ده» وبعد ذلك أدخلوه داخل السيارة وأجبروه على ارتداء قناع أسود حتى لا يرى شيئا، وأجبروه على شرب عصير، وبعد ذلك لم يتذكر أى شىء.
وختمت أسرة الطفل المخطوف حديثها ل«البوابة» بتوجيه الشكر إلى اللواء «محمد كمال» وجميع ضباط شرطة قسم البدرشين حتى أصغر عسكرى فى الداخلية، لأنهم بذلوا مجهودا رائعا ووقفوا بجانبهم حتى تمكنوا من تحرير نجلهم. كما وجه أهالى البدرشين رسالة للعدالة بالقصاص العادل من هؤلاء المجرمين حتى ينالوا عقابهم، ويكونوا عبرة لكل من يفكر فى هذا الأمر، لأن «محمود» ليس أول طفل ولا آخر طفل سيتم اختطافه، وجميعهم يخشون على أولادهم، لذلك أكدوا أنه لا بد من القصاص العادل وتوقيع أقصى عقوبة على هؤلاء المجرمين حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
كان العميد «مصطفى أبوزيد» مأمور قسم البدرشين تلقى بلاغًا من المواطن «أحمد رمضان» 37 عامًا، موظف بإحدى شركات الصرافة، ومقيم بالبدرشين، بخطف نجله «محمود» وتلقى مكالمة عبر الهاتف المحمول بطلب فدية نصف مليون جنيه، على الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم بقيادة العقيد رشدى همام، والعميد عبدالوهاب شعراوى مفتش المباحث، ومعاونيه النقيب «أحمد كامل»، النقيب «أحمد عبدالصمد» وبالانتقال إلى مكان الواقعة، وبالكشف عن هوية الطفل المخطوف تبين أنه يدعى «محمود أحمد» 10 سنوات، طالب بالصف الثالث الابتدائى، وأن عصابة قامت بخطفه أثناء ذهابه إلى المدرسة فى الصباح الباكر.
وطلبت القوات من والد الطفل مجاراة المتهمين، وبعد عمل التحريات اللازمة والمراقبات الميدانية الخاصة، دلت التحريات أن أحد أقارب العائلة طرف فى عملية الاختطاف، وتأكدت أجهزة البحث من المعلومات التى توصلت إليها، وبعد تجهيز خطة محكمة تمكنت القوات من القبض على «صلاح. ع. ص»، 23 عاما، سائق «توك توك»، مقيم بالبدرشين، وبمناقشته اعترف بواقعة خطف الطفل بمساعدة أصدقائه واحتجازه بمنطقة الزراعات، وتوصلت قوات المباحث إلى وكر المتهمين الذين كانوا يختبئون داخل جراج وبحوزتهم سيارة مستأجرة بالقرب من منطقة الزراعات فى بندر البدرشين، ونجحت القوات فى ملاحقة باقى المتهمين وتمكنت من القبض عليهم وهم كل من «عز. ح. ع» 21 عاما، نقاش، «محمد. ز. ف» 23 عاما، نجار، و«محمد. س. م» 19 عاما، سائق، و«مصطفى. م. ا» 21 عاما، نجار، وجميعهم مقيمون بالبدرشين.
وبمواجهة المتهمين اعترفوا بارتكابهم واقعة اختطاف الطفل وطلب فدية قدرها نصف مليون جنيه من أسرته بزعم أنهم يمرون بضائقة مالية، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم عرض المتهمين على النيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتى أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق.