قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" إن الاهتمام بالعمل البرامجي المستمرّ لا يصرف الإيسيسكو عن متابعة ما يشهده العالم من متغيرات متلاحقة وشاملة في جميع الميادين، وما تعرفه بعض البلدان الإسلامية من اضطرابات وتفاقم الأوضاع ، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية التي يمر بها العالم الإسلامي شديدة الحساسية سيتقرر فيها مستقبل الأمة الإسلامية. وأضاف التويجري - في افتتاح أعمال الدورة السادسة والثلاثين للمجلس التنفيذي للإيسيسكو، اليوم في باكو عاصمة آذربيجان - " ولأنها مرحلة حرجة إلى هذه الدرجة، فإنَّ المسؤولية في التعامل معها بمنتهى الحكمة، والتصدي للأزمات الناتجة عنها ومعالجة المشاكل المترتبة عليها بالحزم المطلوب، هي مسؤولية جماعية، ومن أوجب الواجبات المشتركة التي لا يُستثنى أحدٌ من القيام بها، كل من الموقع الذي يشغله، وفي إطار المهام الموكلة إليه ، ولذلك فنحن في الإيسيسكو نقدر حجم المسؤولية التي نتحمّلها، ولا ندخر جهدًا في القيام بالواجبات المنوطة بنا، وفي العمل من أجل تحقيق أهدافنا المنصوص عليها في ميثاق المنظمة، أو المرسومة في خطط العمل الثلاثية المتعاقبة". وتابع "إزاء احتدام الصراع في مناطق من العالم الإسلامي، وفي ظل تفاقم النزاعات المسلحة التي تشهدها تلك المناطق وما تفرزه من مشاكل خطيرة، خصوصًا في المجالات التي تدخل ضمن اختصاصات الإيسيسكو، فإن المنظمة حريصة على أن تقوم بدورها الفاعل والمؤثر في تعزيز القدرات التربوية والتعليمية والعلمية والثقافية والاِتصالية لدى الدول الأعضاء، وتمكين المجتمعات الإسلامية خارج العالم الإسلامي من الحفاظ على هويتها الثقافية والحضارية وتقوية صلاتها بالعالم الإسلامي، ونشر ثقافة السلام والوئام والتسامح، وترسيخ قيم الحوار بين الثقافات والحضارات وأتباع الأديان، وتعزيز الأخوة والتقريب بين المذاهب الإسلامية، ونبذ النزعات الطائفية ورفض تيارات العنف وموجات التطرف وإدانة جرائم الإرهاب بكل أشكاله، وتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام وثقافته وحضارته وأمته في قطاع عريض من الإعلام الغربي، وتقديم الرؤية الإسلامية الحضارية إلى قضايا العصر في المحافل الدولية". وقال الدكتور عبد العزيز التويجري "إن عملنا القائم على المنهج العلمي في التخطيط للمستقبل في هذه المجالات التي تزداد حيوية ًوتشتدّ الحاجة إليها كلما تضخمت المشكلات في الميادين التي تغطي اختصاصاتنا، هو جزء من المشروع الحضاري الإسلامي الذي بات يشق طريقه إلى التبلور على قواعد متينة ، وبذلك تكون الإيسيسكو هي الضميرَ الثقافيَّ للعالم الإسلامي، ويكون المجلس التنفيذيّ والمؤتمر العام، هما القوة َالمؤثرة َلهذا الضمير والعقل المدبّرَ المخطط لهذا المشروع الكبير الذي يهدف إلى استئناف الدورة الحضارية لأمتنا الإسلامية المجيدة". وكانت أعمال الدورة السادسة والثلاثين للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" قد انطلقت اليوم في مدينة باكو، تحت رعاية السيد إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان. ويتكون المجلس التنفيذي للإيسيسكو من ممثل لكل دولة من الدول الأعضاء الاثنتين وخمسين ويعقد دوراته مرة كل سنة، وكانت الدورة الخامسة والثلاثون للمجلس قد عقدت في شهر يونيو 2014 في الرباط، عاصمة المملكة المغربية.