أكدت الاممالمتحدة في تقرير اصدرته الجمعة أن حصر الاحترار المناخي العالمي بدرجتين مئويتين لا يزال ممكنا بفضل التعهدات التي قطعها نحو 150 بلدا قبل اسابيع قليلة من مؤتمر باريس الدولي في شأن المناخ، لكنها شددت على ضرورة بذل جهود أكبر في هذا المجال. وأشارت الاممالمتحدة في هذا التقرير الذي نشر في برلين إلى أن "جهدا عالميا غير مسبوق يبذل حاليا" ويسمح بتوقع حصر الاحترار المناخي بما دون مستوى درجتين مئويتين اضافيتين مقارنة مع معدل درجات الحرارة قبل مرحلة الثورة الصناعية. لكن المنظمة الدولية أكدت ضرورة "تقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بدرجة أكبر بكثير" في السنوات المقبلة للبقاء دون هذا الحد. وقد خلصت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في حساباتها إلى وجوب عدم تخطي انبعاثات ثاني اكسيد الكربون مستوى ألف غيغاطن للتمكن من احترام الهدف المحدد بحصر الاحترار المناخي بدرجتين مئويتين. وهذا المستوى يمثل "ميزانية الكربون" المحددة للبشرية، ومع الالتزامات الحالية، سيستنفد 72 إلى 75 % من هذه "الميزانية" سنة 2030. وتشير تقديرات الاممالمتحدة إلى أن الانبعاثات التراكمية ستصل إلى نحو 540 غيغاطن سنة 2025 و748 غيغاطن سنة 2030. وتضمن تقرير الاممالمتحدة تقييما للالتزامات المناخية التي اعلنتها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الحالي 146 دولة تستحوذ على 86 % من الانبعاثات العالمية. وفي أول تعليق على هذه الوثيقة الصادرة عن الاممالمتحدة، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي سيرئس قمة باريس المناخية أن "هذا التقرير يظهر أن المساهمات الوطنية تسمح بتغيير المعادلة وابعادنا عن الاسوأ أي تسجيل احترار مناخي عند مستوى اربع أو خمس درجات مئوية أو أكثر". ويؤمل التوصل إلى أول اتفاق ملزم لدول العالم كل لناحية تقليص انبعاثات غازات الدفيئة خلال المؤتمر المناخي الدولي الذي تستضيفه باريس بين 30 نوفمبر و11 ديسمبر. ولفتت الاممالمتحدة إلى أن الالتزامات المقدمة من مختلف الدول "قادرة على تقليص ارتفاع درجات الحرارة بواقع 2، 7 درجة مئوية"، وذلك استنادا إلى تقديرات اصدرتها مجموعة "كربون اكشن تراكر". وعلقت الأمينة العامة لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ كريستيا فيغيريس في بيان قائلة إن هذا المستوى "ليس كافيا في أي حال من الأحوال" لأنه يعني أن العالم سيشهد اضطرابات مناخية كبرى "إلا إنه أدنى بكثير من مستوى الاحترار بأربع أو خمس درجات إضافية تبعا لتوقعات كثيرين قبل الالتزامات". وقد ارتفع معدل درجات الحرارة في العالم بأكثر من 0، 8 درجة مئوية منذ العصر ما قبل الصناعي ما يسبب اضطرابات في النظام المناخي العالمي.