نبه رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، إلى أن انخفاض أسعار النفط بشكل كبير ودخول العراق في حرب تستنزف أموالاً كثيرة من الموازنة العامة للدولة تسبب في مشكلة مالية للحكومة التي تبحث عن موارد لسد العجز، وقال: إن البعض الذين تضررت مصالحهم من الإصلاحات يحاولون استغلال الأمور، ولكننا سنصل لطريق مسدود إذ لم نتخذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الفساد. وأضاف العبادي - في كلمة خلال لقائه مع أساتذة الجامعات في بغداد اليوم/الثلاثاء/ - أن الحكومة ماضية بتغيير الاعتماد على النفط كمورد أساسي للموازنة من خلال تحسين القطاع الخاص، لافتًا إلى أن البعض بدأ يضخ أكاذيب عن الرواتب لغايات سياسية بهدف خلط الأوراق. وأوضح أن النفط العراقي المصدر تقترب إيراداته من 59 ترليون دينار عراقي (الدولار يساوي 1200 دينار تقريبًا)، مشيرًا إلى أنه بعد حساب تكلفة إنتاج النفط يتبقى من المبلغ 45 ترليون دينار. وتابع: أن هناك ديونًا متراكمة تجعل المتبقي من الإيرادات 40 ترليونًا، والرواتب للموظفين والمتقاعدين تحتاج إلى 50 ترليونًا ، متسائلاً: كيف يتم الصرف بالنسبة لتكلفة الحرب وخدمات الصحة والتعليم والزراعة وغيرها من البنود؟. ونوه العبادي بدور أساتذة الجامعات المتميز في المجتمع بوصفه القدوة، مؤكدًا ضرورة احاطتهم بالوضع المالي الذي يمر به العراق. وأضاف: لم يكن تخفيض المخصصات ضمن ما نريد أن نقوم به ولكن الانخفاضات المتكررة في أسعار النفط عالميًا أدت إلى اتخاذ بعض الإجراءات بسبب خطورة الوضع المالي ، لافتًا إلى أنه تم اتخاذ بعض الإجراءات لتقليل الأضرار عن الموظفين المدينين بسلف مالية، ومنها تقليل الفوائد ومبالغ التسديد الشهري. وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى مقترحات ومداخلات الأساتذة الجامعيين ومشكلاتهم، وأكد أهمية تصحيح المسار وأن يشارك الأساتذة في تقديم الأطروحات الخاصة بملف الإصلاحات التي تتخذها الحكومة من اجل السير بالعراق قدما نحو الطريق الصحيح. وكان مجلس الوزراء العراقي وافق في جلسته الاستثنائية /الأحد 18 أكتوبر/ على مشروع قانون الموازنة الاتحادية لعام 2016م بمجموع نفقات يبلغ 106 تريليون دينار عراقي، وعجز متوقع تبلغ قيمته 23 تريليون دينار، وبانخفاض عن موازنة العام الماضي بحوالي 13 تريليون دينار، وأن مجموع النفقات في الموازنة بلغ 106 تريليون دينار، والايرادات تقدر بحوالي 83 تريليون دينار، وفق سعر تخميني لبرميل النفط قدرب 45 دولارًا بمعدل صادرات 3.6 مليون برميل يوميًا. يذكر أن المئات من الموظفين العراقيين تظاهروا، أمس/الاثنين/، في بغداد احتجاجًا على سلم الرواتب الجديد في الموازنة الجديدة ، وتم خلالها توحيد المخصصات لموظفي الدولة وتقليص الفوارق مابين المرتبات العليا والدنيا، وطالب متظاهرون بجامعة المستنصرية شرقي بغداد اليوم بإضافة مخصصات الخدمة الجامعية لراتبهم في السلم الجديد للرواتب.