دعت فرنساوالمانيا إلى ضرورة تركيز الجهود على محاربة تنظيم داعش الإرهابي وإطلاق عملية انتقالية في سوريا تضم عناصر من النظام والمعارضة. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند والمستشارة الالمانية إنجيلا ميركل عقب لقائهما بالرئيس بوتين بباريس قبيل انعقاد قمة نورماندي. وقالت المستشارة الالمانية إنها أكدت خلال لقائها بالرئيس بوتين بباريس أن داعش العدو الذي يتعين محاربته مع "ضرورة التوصل إلى حل في سوريا يراعي مصلحة المعارضة التي ندعمها". وأضافت: لا ينبغي أن ننسى ما حدث في السنوات الماضية في سوريا حيث أوقع النزاع أكثر من 250 ألف قتيل، مشددة على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل (سياسي) لإنهاء معاناة الشعب السوري. وأكدت أنه لا يوجد تعارض بين مسالة الحوار (مع الاسد) وضرورة إجراء انتقال سياسي، معتبرة أن الحلول العسكرية وحدها لن تحل النزاع في سوريا، مشيرة في الوقت ذاته إلى ضرورة إشراك أطراف أخرى في التسوية السياسية مثل فرنسا وبريطانيا إلى جانب الولاياتالمتحدةوروسيا. وأشارت ميركل إلى ضرورة احترام قرارات الاممالمتحدة التي دخلت حيّز التنفيذ وإحراز تقدم على الصعيد الإنساني من أجل مساعدة المدنيين في المناطق التي يصعب الوصول اليها. وحول ضغط تدفق المهاجرين على المانيا، نوهت ميركل إلى وجود دول أخرى تستقبل اعداد كبيرة من اللاجئين وتواجه وضعا صعبا مثل لبنان والاْردن وتركيا. من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إن النزاع في سوريا خلف أكثر من 250 ألف قتيل وأربعة ملايين لاجىء وثمانية ملايين نازح، لافتا إلى أن روسيا وقفت إلى جانب النطام السوري منذ البداية وووردت له السلاح. ودعا إلى ضرورة العودة إلى روح جنيف بهدف تشكيل حكومة توافقية تجمع عناصر من النظام ومن المعارضة مع الاعتبار أن مستقبل سوريا يشمل رحيل بشار الاسد. وأكد مجددا أن بلاده انطلاقا من مبدأ الدفاع المشروع عن النفس قررت توجيه ضربات جوية ضد داعش فقط وأن هذا ما دعا اليه نظيره الروسي خلال لقائهما بباريس إلى جانب العمل على وقف عمليات القصف التي تستهدف المدنيين. وحول المهاجرين، اعتبر اولاند أن هجرة اللاجئين إلى أوربا ليست مرتبطة بالضرورة بالأزمة السورية بل بالأوضاع المعيشية السيئة في المخيمات التي يتواجدون بها. ومن ناحية أخرى، نفى هولاند أن يكون تم الربط خلال قمة نورماندي بين النزاع في سوريا وفي اوكرانيا. وقال الرئيس الفرنسي إنه شرح لنظيره الروسي أن وجود الأسد في المفاوضات لن يسفر عن أي تقدم، مشددا على أن الوضع في سوريا ليس قاصرا على الاسد وداعش بل هناك مجموعات معارضة مستعدة للعمل من أجل حل سياسي. وأكد تطابق وجهات النظر مع نظيره الروسي حول ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا، والحيلولة دون تعرضها للتقسيم نتيجة الصراع بين السنة والشيعة، وهو ما قد يستفيد منه داعش لاستقطاب جماعات أخرى إلى صفوفه.