قال الاب باخوم النائب البطريركي للكنيسة الكاثوليكية بمصر، إن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أصدر وثيقتين إرادتين رسوليتين، بخصوص إجراءات الدعاوي لبطلان الزواج في الكنيسة الكاثوليكية، واحدة تخص الكنيسة اللاتينية بعنوان "ربنا يسوع القاضي الوديع" والأخرى تخص الكنائس الشرقية الكاثوليكية بعنوان "يسوع الرحيم والوديع" وهي نصب اهتمامنا هنا. وأضاف باخوم في البيان الصادر عن الكنيسة صباح اليوم الأحد أن الوثيقتين ستطبقان من 8 ديسمبر المقبل، حيث يسر فيهما البابا الإجراءات التي تخص دعاوي بطلان الزواج، دون المساس بمبدئي الزواج الكاثوليكي: "الوحدة وعدم الانفصال". وأشار إلى أن التجديدات تخص شكل الدعوى الخارجي من الإجراءات وتسهيلها، كي يحصل الأشخاص على حقوقهم في أسرع وقت وبأيسر طريقة ومجانا، ولكن تبقى أسباب البطلان كما هي دون أي تغيرات. وقال أن الوثيقة الجديدة تؤكد أولا وقبل كل شيء على دور الأسقف المحلي وأهمية قربه الشخصي من مؤمنيه بالأبرشية، ففي أول مقاطع من الوثيقة يسترجع البابا فرنسيس، الدور الهام والأساسي لخدمة الأسقف، حيث أنه قاضي وطبيب لكل إنسان مجروح من الخطيئة الأصلية وخطاياه الشخصية، وبالتوبة يسترجع عافيته ويتقبل من الله المغفرة والشفاء ويتصالح مع الكنيسة، والأسقف هنا هو أيقونة المسيح وخادم لهذه الرحمة الإلهية، وهنا ينبع دوره القضائي حيث يسترجع النفوس ويحملها إلى المشروع ألخلاصي لله. وأكد بابا الفاتيكان خلال الوثيقتين الجديدتين أن كل ما سيذكره من تجديد يتبع خطوات كل من سبقوه في هذه الخدمة البابوية للحفاظ على حقيقية الرباط الزوجي، ففي القانون السابق كان يتطلب حكمين متطابقين بالبطلان كي يعتبر الزواج باطل، ولكن مع هذه الوثيقة يكتفي بحكم واحد فقط في الدعوى الابتدائية بالبطلان. وأصبح يمثل المحكمة أو المجلس الروحي قاض واحد في حالة البطلان، الأسقف أو من ينوب عنه بدلا من ثلاث قضاة في القانون السابق، وفي حالة الصحة تبقى مكونة من ثلاث قضاة. وطالب البابا فرانسيس الأساقفة في الابرشيات المختلفة، ألا ينتدبوا غيرهم في كل شيء يخص دعاوي بطلان الزواج، مؤكدا أن عليهم الاهتمام بأنفسهم كقضاة أيضا، وبالأحرى عندما يكون بطلان الزواج في الدعوى واضح منذ البداية. وأكد البابا أهمية المجانية التامة لمثل هذه الدعاوي، لكي تظهر الكنيسة بصورتها كأم كريمة فيما يخص أمر هام كهذا لخلاص النفوس، مشيرًا إلى أن الوثيقة تفتتح سنة يوبيل الرحمة التي أعلنها البابا للعام القادم، وهدفها بالأخص رعوي كي تشعر الجميع بقرب الكنيسة لهم وبالأخص لمن يتألموا من هذه الظروف. وأكد أنه بهذه الوثيقة يتغير التكوين الهيكيلي القضائي لكل ايبارشية بطريقة جذرية وبالأخص للأبرشيات التي لم يكن لديها مجالس روحية وكانت تشترك مع أخرى.