طالب المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني بملاحقة ومحاسبة رؤوس الفساد الكبيرة واسترجاع الأموال المنهوبة، من أجل تجاوز المشكلات وتحقيق إصلاح واسع في كافة المجالات يرفع المعانة عن المواطنين العراقيين. وقال ممثل المرجعية أحمد الصافي- خلال خطبة الجمعة اليوم بالصحن الحسيني في كربلاء جنوبي العراق- إن الإصلاح في مختلف أجهزة الدول ومؤسساتها أمر يدركه الجميع ويقر به، فالكل يعلم أن المشاكل الكثيرة التي يعاني منها شعب العراق هي نتيجة لتفاقم الفساد. وأضاف "لا يكفي أن يتناغم المسئولون مع دعواتنا للإصلاح ويؤيدوها خطابيا وإعلاميا، بل لابد أن يعملوا بجد ويساهموا بصورة فاعلة في تحقيق الإصلاح على أرض الواقع.. داعيا إلى تعاون مختلف السلطات وتكاتف الجميع لإنجاز هذه المهمة الكبيرة وليعلموا إن المسئولية تضامنية يتحملها جميع من هم بالمواقع الأساسية في السلطة. ولفت إلى أنه من أهم مظاهر الفساد تكاثر الذين أثروا على حساب الشعب العراقي، واستحوذوا على المال العام بأساليب ملتوية وطرق غير مشروعة، مستغلين مواقعهم (الوظيفية) أو مستفيدين من مواقع معارفهم لتحقيق مآربهم. وتابع الصافي بالقول إنه من الخطوات الأساسية للإصلاح، البدء بملاحقة ومحاسبة الرؤوس الكبيرة من الفاسدين، وهذه مسئولية هيئة النزاهة والسلطة القضائية دون مزيد من التأخير والتسويف، وإن الشعب العراقي يترقب أن تتسارع الخطوات الإصلاحية وأن تكون حقيقة تمس جوهر مطالبه وأن تكون شاملة تعم مختلف مؤسسات الدولة وتطهرها من هذا البلاء. بدوره، دعا إمام وخطيب الجمعة في مسجد الكوفة مهند الموسوي الحكومة العراقية بحل مجلس القضاء الأعلى وإقالة أعضائه، مطالبا بإيجاد حل لهجرة الشباب العراقي لبلدهم. ولفت الموسوي إلى أن التظاهرات الجماهيرية التي انطلقت لإدانة الفساد طفت على سطحها الشبهات، محذرا من "أبواق مشبوهة" تريد خلط الأوراق وتشويه الحقائق من أجل الطعن بالدين وجميع رجالاته وإسقاط رمزيته من النفوس. وميدانيا، شرع عشرات من الناشطين العراقيين في التجمع عصر اليوم تمهيدا لانطلاق تظاهرات من ساحة التحرير وسط بغداد، وفرضت القوات الأمنية مدعومة بقوات من الجيش والشرطة العسكرية والمرور إجراءات أمنية مشددة في موق التظاهرات والطرق المؤدية إليه، وأغلقت شارع السعدون الرئيسي بدءا من ساحة الفردوس وحتي ساحة التحرير.
