قال الشيخ محمد عوض الأزهري في خطبة الجمعة اليوم بمسجد التوفيقي ببورسعيد:" كلنا نعرف أن الطهارة والوضوء شرط للصلاة ولكثير من العبادات، وأن الطهارة شطر الإيمان، ولكن لماذا شرعها الله وما معناه ومغزاها. وأضاف "الأزهري": هذا ما لا يفكر فيه كثير من الناس لأجل ذلك فقدوا لذة دينهم، لقد ربطنا الله دائما بالتطهير ليذكرنا بأنه لا يمكن ملء الإناء الطيب إذا كان ملوثا بالخبيث، فالوضوء شرع لتتساقط معه الذنوب كما صح في الحديث، وقد رفع الله الحرج عن غير المستطيع لاستعمال الماء فأباح له أن يتطهر بالتراب، وهل التراب تتساقط معه الذنوب؟ نعم يتذكر الإنسان أصله ونشأته وتسقط منه الأنفة والكبر والتعالي والفخر الموهوم، ولذا كان مقصد ربنا سبحانه وتعالي دائمًا محو ذنوبنا والتخلص من آثامنا الباطنة لا أكثر فجعل ما يذكرنا بذلك بطهارة الجوارح الظاهرة بالماء، لماذا امسح رأسي ؟ انها إشارة إلى انني اضع شرع ربي فوق رأسي، ولماذا استنشق واستنثر من أنفي ؟ إشارة إلى إسقاط الأنفة وإرغام الأنف تذللا على أعتاب الله ولماذا يجب الغسل من الجنابة لأن الإنسان في هذه الحالة يصير في أشد لحظات الغفلة والنسيان لله فلزم هنا أن يتطهر، وهكذا نجد عباداتنا كلها مليئة بالأسرار والحكم لمن أراد أن يتلذذ بعلاقته بربه. وأوضح لقد قسم العلماء الحقيقيون الطهارة إلى أربعة مراتب ذكرها الإمام محيي الدين في الأحياء: أما المرتبة الأولى فتطهير الظاهر عن الأحداث وعن الأخباث (الفضلات)، والمرتبة الثانية فهي تطهير الجوارح عن الجرائم والآثام، وأما المرتبة الثالثة فتطهير القلب عن الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة، وأما المرتبة الرابعة فهي تطهير السر الروحي عن كل ما سوى الله تعالي وهى طهارة الأنبياء صلوات الله عليهم والصديقين، فعلينا إذا أردنا الفلاح والنجاح في طريق الآخرة بالطهارة، وعلينا إذا أردنا التقدم في دنيانا وصحة مجتمعاتنا بالنظافة التي هى نصف الإيمان، عسى أن نرى مجتمعات المسلمين يوما ما في نظافة الطرقات والحفاظ على المرافق كبلاد الغرب ممن لا ينتمون للإسلام ولكنهم يعيشون بالإسلام ونحن وإن كنا نتسمى بالإسلام لكننا لا نطبق شرائع الإسلام في كثير من الأحيان وإلى الله المشتكى.