لعب هنري كيسنجر ، وزير خارجية الولاياتالمتحدة الأسبق، دورًا هامًا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث يعود إلى الستينات. الدور المركزي الذي لعبه في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، يعود إلى ستينات القرن الماضي، وقد أسفرت سياس ت ة الواقعية طوال هذه المدة عن القليل من الشرور، وفقا للرأي العام الأمريكي، الذي من الواضح أنه مازال يميل إلى منهجه بدليل قبوله لنصائحه، لأوباما بخصوص الموقف الروسي من سوريا. إن التغير الذي حدث للإدارة الأمريكية الحالية فيما يخص التعاون مع بوتين حول الأزمة السورية والقضاء على الأسلحة الكيميائية، هو تغير مذهل، ومن الواضح أن الثعلب العجوز قد وجه الأمور من وراء الكواليس. إنه هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا وهو ألماني الأصل، يهودي الديانة، هرب والده إلى الولاياتالمتحدة خوفًا من النازي عام 1938. يعد كسينجر واحدًا من أهم مهندسي العلاقات الخارجية الأمريكية، إذ شغل منصب وزير الخارجية الأمريكي في أعلى انتشار للنفوذ الأمريكي شهدها العالم (1973-1977) كما خدم مع كل من الرئيسين نيكسون من (1969-1973) و فورد، إضافة لكونه باحثا سياسيا من خريجي معهد واشنطن. الثابت أن استراتيجية كيسنجر كانت ومازالت تميل إلى التقارب الروسي الأمريكي، و هو ما ظهر مؤخرًا في القضية السورية والتي تمثل موجة جديدة من الانفراج، مثلما حدث في سبعينيات القرن الماضي. ظهر هذا في تصريح كيسنجر الأخير بخصوص التقارب الأمريكي- الروسي، بعد شهور من الجفاء التي أدت إلى ما يشبه القطيعة حيث وصف هذا التقارب قائلا: “,”سيكون من الصعب للغاية، ولكن إذا تم ذلك سيكون مفيدًا للجميع. روسيا ستحصل على الهيبة، ويظل أوباما على حق كما سيتم التخلص من الأسد، وهي أفضل نتيجة للجميع“,”. “,”السياسة الواقعية“,” التي تبناها كيسنجر تعمل على تحقيق المصالح الوطنية من خلال الدبلوماسية، كلما أمكن فهو القائل “,” الدبلوماسية فن تقيد القوة “,” . كيسنجر الحائز على نوبل للسلام بالمشاركة مع لي دك ثو، المفاوض الرئيسي عن الجانب الفيتنامي الشمالي في القضية الفيتنامية عام 1973 على الرغم من اتهامه باغتيال الرئيس التشيلي سلفادور أللنيدي، في نفس العام ثم تورط في غزو كمبوديا و قصف المدنيين. الثعلب العجوز ذو ال 90 عامًا، ملك المؤامرات و صاحب سياسة (الخطوة/خطوة) والدور المحوري في اتفاقيات الفصل بين القوات الإسرائيلية من جهة، والسورية والمصرية، كل هذا التاريخ الطويل من العمل السياسي كان السبب في منع اشتعال حرب في منطقة الشرق الأوسط، أقل ما قد توصف به: “,”حرب إقليمية“,” إن لم تتحول إلى حرب دولية.