أكدت منظمة الصحة العالمية أن نتائج تحليل مبدئي للمرحلة الثالثة من التجارب في دولة غينيا أظهر أن اللقاح VSV-EBOV (شركة ميرك شارب آند دوم Merck، Sharp & Dohme) يتمتع بفعالية عالية ضد الأيبولا، ونشرت أمس في مجلة لانسيت البريطانية البيانات الأولية المستقاة من هذه التحليلات المبدئية. وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة للمنظمة "تمثل هذه التجربة تطورًا واعدًا للغاية"، ويعود الفضل فيها إلى الحكومة الغينية، ولمن يعيشون في المجتمعات، ولشركائنا في هذا المشروع، وسيكون اللقاح الفعال بمثابة أداة أخرى مهمة للغاية لمواجهة فاشيات الإبيولا الحالية والتي قد تظهر في المستقبل". وفي حين أن نجاح اللقاح يصل إلى 100% بين الأفراد، يلزم توافر بينات قاطعة أكثر بشأن قدرته على حماية المجموعات السكانية من خلال ما يسمى "الحماية الجماعية"، لذا فقد وافقت السلطة التنظيمية الوطنية الغينية ولجنة المراجعة الأخلاقية الغينية على استمرار التجربة. وقال الدكتور ساكوبا كيتا، المنسق الوطني للاستجابة للإيبولا، "تلك هدية كينيا لغرب إفريقيا وللعالم"، وقد أسهم في تشكيل خط دفاع أول ضد هذا المرض المروع آلاف المتطوعين من كوناكري ومن سائر مناطق غينيا السفلى، وكذلك العديد من الأطباء ومديري البيانات والقائمين على التعبئة المجتمعية". وقال جون-أرني روتينجين، مدير شعبة مكافحة الأمراض المُعدية في المعهد النرويجي للصحة العمومية ورئيس فريق توجيه الدراسات "إن أسلوب التطعيم "الحلقي" المتبع في تجربة اللقاح يستند إلى إستراتيجية استئصال الجدري"، وتتمثل المقدمة المنطقية في أنه بتطعيم جميع من خالطوا شخصًا مصابًا بالعدوى تشكلون "حلقة" واقية وتتمكنون من إيقاف الفيروس عن الاستمرار في الانتشار. وواصل.. ساعدتنا تلك الإستراتيجية على ملاحقة الوباء المتناثر في غينيا، كما أنها ستوفر طريقة لمواصلة ذلك كتدخل من تدخلات الصحة العمومية في صيغة تجربة"، وبدأت تجربة التطعيم الغينية في المجتمعات المتضررة في 23 مارس 2015 لتقييم مدى تأثير وفعالية وسلامة إعطاء جرعة واحدة من لقاح VSV-EBOV من خلال استخدام إستراتيجية التطعيم الحلقي، وإلى الآن شارك طواعية في التجربة أكثر من 4000 شخص من المخالطين مخالطة وثيقة لنحو 100 مريض مصاب بفيروس الإيبولا، بما فيهم أفراد الأسرة والجيران وزملاء العمل. وأوقفت التجربة الاختيار العشوائي في 26 يوليو للسماح بما يسمح بتلقي جميع المعرضين للمخاطر للقاح على الفور، وبتقليص الوقت اللازم لجمع المزيد من البينات القاطعة اللازمة للترخيص النهائي للمنتج. وحتى الآن، تم تطعيم نحو 50% من أفراد الحلقات بعد ثلاثة أسابيع من التعرف على مريض مصاب، كمرجع للمقارنة مع الحلقات التي تم تطعيمها على الفور. وقد توقف هذا الآن. وإضافة إلى ذلك، ستشمل التجربة الآن أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا وربما بين 6 و12 عامًا بناء على بينات جديدة عن سلامة اللقاح، وإذا أثبت اللقاح فعالية، فإننا نكون قد قمنا بالفعل بحماية العاملين في الخطوط الأمامية من الفيروس يقول برتراند دراجويز المدير الطبي في منظمة أطباء بلا حدود "إننا بالتوازي مع إستراتيجية التطعيم الحلقي، نجري كذلك تجربة لنفس اللقاح على العاملين في الخطوط الأمامية". ويضيف "إن هؤلاء الناس يعملون بلا كلل ويعرضُون حياتهم للخطر كل يوم لرعاية المرضى، ومن ثم فإذا أثبت اللقاح فعالية، فإننا نكون قمنا بالفعل بحمايتهم من الفيروس، ونظرًا لهذه الفعالية العالية، فينبغي لجميع البلدان المتضررة البدء على الفور في التطعيم الحلقي ومضاعفته لكسر سلاسل الانتقال، وتطعيم جميع العاملين في الخطوط الأمامية لحمايتهم". وتقوم كل من السلطات الغينية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، والمعهد النرويجي للصحة العمومية، بتنفيذ هذه التجربة بالاعتماد على مساعدة شراكة واسعة النطاق مع المنظمات الدولية والوطنية. ويقول جيريمي فارار، مدير شركة ويلكوم ترست، وهي واحدة من الممولين للتجربة "إنها نتيجة ملحوظة تدل على قوة الشراكات الدولية العادلة والمرنة" وقال "إن هذه الشراكة تظهر أيضا أننا يمكنا القيام بهذا العمل الحاسم حتى في خضم وباء رهيب، ومن ثم فإنها يجب أن تغير كيفية استجابة العالم لتهديدات الأمراض المعدية المستجدة،ونحن وجميع شركائنا، سنظل ملتزمين بتوفير لقاح آمن وفعال للعالم". ويقول ماري بول كيني، المدير العام المساعد والذي يشرف على البحث والتطوير في مجال الإيبولا بمنظمة الصحة العالمية "إن هذا العمل الذي يمثل رقما قياسيًا، يعتبر بمثابة نقطة تحول في تاريخ البحث والتطوير في مجال الصحة" وأوضح "نحن نعلم الآن أن الحاجة الملحة لإنقاذ الأرواح يمكنها أن تسرع وتيرة البحث والتطوير، وسنقوم بتسخير هذه التجربة الإيجابية لوضع إطار عالمي لتأهب البحث والتطوير، بحيث يمكن للعالم في حالة تفشي أي مرض رئيسي آخر، أن يعمل بسرعة وكفاءة على تطوير واستخدام الأدوات الطبية والحيلولة دون وقوع مأساة على نطاق واسع".