سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السفير المكسيكي في حوار من القلب: نقدر جهود القاهرة لتحقيق الأمن والأمان للمصريين والأجانب.. مصر دولة محورية بالمنطقة العربية وبوابة الاستثمار في أفريقيا.. حان الوقت لبدء التعاون الجاد معها
رغم بعد المسافة بينهما، ورغم الاختلافات اللغوية والثقافية والعرقية التي تميز كلا من مصر والمكسيك عن بعضهما البعض، إلا أن هناك حالة تشابه مثيرة للدهشة بين شعبي البلدين تتمثل في دفء الروح وحسن المعشر وسرعة التآلف النفسي وكرم الضيافة، وفي كثير من العادات والتقاليد التي تكشف أصالة المعدن وطيب الفطرة التي يتمتع بها الشعبان اللذان فرقتهما الجغرافيا وجمعهما التاريخ، يحسها ويؤكدها كل مصري اقترب بحكم عمله كصحفي أو كمرشد سياحي أو كرجل أعمال من أي مكسيكي سواء أكان دبلوماسيا أو سائحا عاديا أو خبيرا في مجال من مجالات التكنولوجيا الحديثة. فلكل من البلدين حضارة عريقة وتاريخ طويل وآثار مشهود لها بالعبقرية في مجالات العمارة والهندسة والفن، وهما البلدان الوحيدان اللذان يمتلكان أهراما شامخة يرجع بناؤها لآلاف السنين. حول العلاقات المصرية المكسيكية، وآفاق التعاون السياسي والاقتصادي والسياحي والثقافي بين البلدين دار هذا الحوار مع الدبلوماسي المخضرم خورخى ألباريز فوينتيس سفيرالمكسيك بالقاهرة. معالي السفير.. قلتم في مؤتمر شرم الشيخ أن الوقت قد حان للاقتصاد المصرى لكي يحتل مكانته التى يستحقها بين اقتصاديات العالم، فما هي رؤيتكم لتحقيق هذا؟ السفير المكسيكي: أري أن هناك مدخلا رئيسيا لتناول هذا الأمر، وهو أن بلد مثل مصر بوزنها وثقلها بات عليها الآن أن تلعب دورها المهم الذي مارسته علي مر التاريخ، شأنها شأن المكسيك، وانطباعاتي التي أعلنتها في المؤتمر الاقتصادي الدولي الذي عقد في مدينة شرم الشيخ أردت من خلالها أن أؤكد أن الوقت قد حان لدولة مثل مصر والمكسيك وكثير من الدول أن تبدأ في العمل معا. لماذا المكسيك؟ لأنها دولة تحتل المركز الحادي عشر عالميا من حيث عدد السكان حيث يبلغ تعدادنا حوالي 120 مليون نسمة، وكذلك مصر التي يزيد عدد سكانها علي 90 مليون نسمة أغلبهم من الشباب، وكلا البلدين يشتركان في أن لكل منهما حضارة مهمة قديمة وتراث ثقافي عظيم وأهرامات، ليس هذا فقط ما يربط بين المكسيك ومصر، بل هناك عوامل أخري تحتم اقتراب البلدين أكثر من بعضهما البعض أكثر. فالمكسيك كدولة تتمتع باقتصاد صاعد، وتمتلك مقومات مهمة أهلتها خلال السنوات القليلة الماضية لأن تكون ضمن الدول ال 20 الأقوي اقتصاديا، وهذا يزيد من أهمية التقارب بيننا وبين مصر، ولدينا اتفاقيات للتجارة الحرة مع أكثر من 44 دولة، ونسعي إلي توسيع نطاق هذه الاتفاقيات لتشمل المنطقة العربية كلها بإبرام اتفاقيات مشابهة معها ابتداء بمصر التي تتمتع بدور محوري في المنطقة. ما هي فرص الاستثمار المتاحة بين مصر والمكسيك؟ هناك العديد من الفرص التي يمكن التعاون من خلالها بين البلدين علي المستوي الرسمي، كما أن رجال الأعمال في البلدين مطالبون بانتهاز الفرصة لتعزيز مناخ الاستثمار المشترك، المكسيك تمتلك عروضا كثيرة للاستثمار، لدينا صناعات فضائية ومصانع لإنتاج السيارات وكل ما يتعلق بالصناعات المغذية لها، وكذا لتصنيع الطائرات، وهذا ما كنت أعنيه عندما أكدت أن الوقت قد حان لكي تمارس مصر دورها من أجل مصر الجديدة. أوضحتم أن بلادكم لديها خبرات كبيرة فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة وفي عدد من القطاعات الاقتصادية بينها النقل، وأكدتم أن لديكم المواد الخام اللازمة والمكونات والتصميمات والمحركات الداعمة لقدراتكم.. كيف يمكن استثمار هذه القدرات والخبرات لخدمة اقتصاد المكسيك ومصر في مشروعات مشتركة بين الجانبين؟ نحن في المكسيك نسعي لمزيد من التعاون معكم، فلدينا سلسلة إجراءات ناجحة في الإصلاح في مجالات الطاقة والصناعة والتعليم وغيرها من المجالات يمكنكم الاستفادة منها في ضوء توفر الثقة المتبادلة بيننا كأصدقاء مع أوجه الشبه العديدة بيننا وبينكم كبلدين وكشعبين، والأمر يحتاج إلي مبادرات من المسئولين ورجال الأعمال الشبان للنظر في هذه التجارب لتفعيل التعاون المشترك بيننا. هل تعتقد بوجود معوقات تحول بيننا وبين تفعيل هذا التعاون المشترك بين بلدينا الصديقين رغم كل أوجه الشبه بيننا وبينكم؟