جاء قرار الكاميروني “,”صامويل إيتو“,” مهاجم تشيلسي الإنجليزي، باعتزال اللعب الدولي بمثابة الصدمة لجماهير الكرة في ياوندي وباقي المدن الكاميرونية ليس فقط لأن اللاعب هو أحد أهم العناصر بصفوف الأسود والقائد الأنسب للفريق في هذه المرحلة، ولكن لأنه وبتنحيه عن المنتخب يكون بذلك قد كتب كلمة النهاية لجيل ذهبي قاد الكاميرون لتحقيق العديد من الانجازات القارية والعالمية منذ أن كان لاعبًا صاعدًا بسرعة الصاروخ إلى جوار باتريك مبوما وجيرمي نجيتاب وببيير سونج وباقي النجوم مطلع القرن الحالي. حين قاد المنتخب للفوز بكأس الأمم الإفريقية مرتين متتاليتين والتتويج بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية بسيدني 2000 والوصول إلى نهائي كأس العالم للقارات عام 2003 قبل الخسارة أمام فرنسا في النهائي وهو ما وضع هذا الجيل في مكانة خاصة لدي جمهور الكرة في الكاميرون بشكل خاص وأفريقيا بصفة عامة. ولد “,”إيتو“,” في 10 مارس 1981 بمدينة نكون، ولم تكن بدايات اللاعب سهلة، حيث هاجر في سن متقدمة إلى فرنسا برفقة شقيقيه ديفيد وستيفن ولكنه عاني كثيرًا في مدينة كاربوناترا مواجهًا مشاكل إدارية حالت دون انضمامه لنادي باريس سان جيرمان قبل أن يقرر العودة لمسقط رأسه من جديد وهناك لعب في صفوف أكاديمية كانجي التي تقع في مدينة دوالا العاصمة الاقتصادية للكاميرون. الانتقال لريال مدريد وبدأت موهبة “,”إيتو“,” تجذب أنظار متابعي بعض الأندية الأوروبية فخاض تجربة اختبار في صفوف نادي سانت اتيان الفرنسي، وفي عام 1996 انضم لنادي ريال مدريد وهو في ال15 من عمره لعب في فريق الرديف، وفي العام التالي تم اعارته لنادي ليجانيز بدوري الدرجة الثانية قبل أن يعود لريال مدريد موسم 1998/1999 ولكنه لم يجد فرصة فتمت اعارته لنادي اسبانيول وحين عاد بعد نهاية الإعارة لريال مدريد لم يجد فرصة للعب في وجود نجوم كبار بخط الهجوم الأبيض مثل راؤول جونزاليس وفيرناندو مورينتس والفرنسي نيكولاس أنيلكا الذي كان منضما حديثا للريال في هذه المرحلة فقرر الريال اعارته مرة أخري ولكن لريال مايوركا هذه المرة حيث لعب لمدة 4 مواسم كانت بداية الانطلاقة الحقيقية له بعد أن تألق بشدة وقاد الفريق للفوز بكأس ملك إسبانيا عام 2003. التألق مع برشلونة وبعد هذا التألق كان طبيعيًا أن ينتقل اللاعب إلى برشلونة الإسباني ليتوج مسيرته الرياضية بهذه النقلة الكبيرة، ومع البارسا لعب “,”إيتو“,” 5 مواسم شارك خلالها في 200 مباراة وأحرز 130 هدفا وكان سببًا رئيسيًا في فوز البارسا بدوري أبطال أوروبا مرتين وبالليجا 3 مرات وبطولة الكأس مرة واحدة وبالسوبر الإسباني مرتين قبل أن ينتقل اللاعب الي انتر ميلان في تجربة قوية جديدة. ومع النيراتزوري واصل “,”إيتو“,” تألقه بشكل كبير حيث لعب هناك موسمين شارك في 101 مباراة وأحرز 53 هدفًا، وقاد الفريق للفوز بدوري الأبطال الأوروبي والدوري الإيطالي كوباإيطاليا وكأس السوبر المحلي فضلا عن التتويج بكأس العالم للأندية وكل هذا في عام 2010. اغراءات روسية وفي صيف 2011 فضل اللاعب الانتقال للعب في فريق أنجي الروسي بعد أن فشل في مقاومة الاغراءات المالية الكبيرة هناك ولكنه تجربته بروسيا انتهت الصيف الحالي حين عاد اللاعب للدوريات الأوروبية الكبري وتعاقد مع تشيلسي الإنجليزي. إنجازات أسطورية وعن انجازات “,”إيتو“,” مع المنتخب الكاميروني فحدث ولا حرج حيث قاده للفوز بكأس الأمم الإفريقية عامي 2000و2002 كما لعب المباراة النهائية عام 2008 أمام مصر ولكنه خسر وقتذاك بهدف محمد أبو تريكة ، كما توج مع المنتخب بالميدالية الذهبية لأولمبياد سيدني عام 2000 في انجاز كبير للكرة الإفريقية ، وحصل اللاعب علي المركز الثاني مع المنتخب في كأس العالم للقارات عام 2003 حين خسر من فرنسا في اللقاء النهائي. كل هذه الانجازات مكنت اللاعب من حصد العديد من الألقاب الشخصية يبقي أهمها جائرة أفضل لاعب في إفريقيا أعوام 2003و2004و2005و2010 وأفضل لاعب في كأس العالم للأندية عام 2010 وهداف الدوري الإسباني عام 2006 ب26 هدفا.