إعداد: ياسر الغبيري إشراف: سامح قاسم في الوقت الذي يدعي فيه الدواعش ودعاة الأرهاب حول العالم أن مصر دولة جاهيلة، ولا علاقة لها بالإيمان، تؤكد كل الشواهد التاريخية والمعالم الدينية سواء كانت الأسلامية أو المسيحية على الإيمان الراسخ بأرض مصر، وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر دولة مؤمنة منذ قدم التاريخ، فها هو مسجد السلطان حسن يقف شاهداً من شواهد الإيمان على أرض مصر. ويعد مسجد السلطان حسن أكثر آثار القاهرة تناسقا وانسجاما، ويمثل مرحلة نضوج العمارة المملوكية. يتكون البناء من مسجد ومدرسة لكل مذهب من المذاهب الأربعة "الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي". أنشأ المسجد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون. بدأ البناء في سنة 1356 ميلادية واكتمل بعدها بسبع سنوات في 1363، قتل السلطان قبل انتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصا بل دفن فيه ولداه فيما بعد. يعتبر المسجد أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة. وبراعة صناعة الرخام ممثلة في وزرتى القبة وإيوان القبلة ومحرابيهما الرخاميين والمنبر ودكة المبلغ وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن ومزارات أعتاب أبوابها كما نشاهد دقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة في كرسي السورة الموجود بالقبة. أما باب المسجد النحاسي المركب الآن على باب جامع المؤيد فيعتبر مثلا رائعا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة. وما يقال عن هذا الباب يقال عن باب المنبر.