أشاد يانيك جيلمارك مساعد سكرتير عام الأممالمتحدة ونائب المدير التنفيذي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، بمشاركة كافة أطراف المجتمع المصري وبخاصة الشباب في مواجهة العنف ضد المرأة والفتيات، لاسيما أن تمكين المرأة هي معركة المجتمع كله لخلق أسر ومجتمعات أفضل وأسعد. جاء ذلك خلال تفقد المسؤول الأممي أمس الخميس، لمشروعي "بطاقتك حقوقك" و"مدن آمنة" في حي إمبابة، الذين تسهم هيئة الأممالمتحدة للمرأة في تنفيذهما، ومشاركته في حفل إفطار مع كافة الشركاء والمنظمات الأهلية والمتطوعين المساهمين في المشروع. وعبر جيلمارك عن سعادته بما رآه على أرض الواقع من جهود تهدف إلى تغيير الواقع إلى الأفضل، لافتا إلى أنه بدأ حياته كمتطوع في إثيوبيا وإرتيريا لإعادة المياه للمناطق التي تضررت من الحروب، وأنه تعلم الكثير من خلال التطوع، والآن هو يتخذ القرارات على أساس الأرقام والحقائق. واستعرضت ميوا كاتو مديرة مكتب هيئة الأممالمتحدة للمرأة بالقاهرة، مشروع "تمكين المرأة لممارسة حقوقها السياسية"، ومشروع "مدن آمنة خالية من العنف ضد المرأة والفتيات"، الذي يتم تنفيذه في القاهرة ضمن 20 مدينة أخرى في العالم، منوهة بالمشاركة القوية للشباب المتطوعين والشركاء من المنظمات الأهلية في برامج التوعية والوصول إلى أماكن نائية في المحافظات، لم يستطع أن يصل إليها أحد من قبل. ولفتت المسؤولة إلى أن الشباب هم الشريك الأساسي في مبادرتي "مدن آمنة" و"بطاقتك حقوقك"، في إطار جهود إنهاء العنف ضد المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مشيدة أيضا بمساهمة الشركاء الدوليين وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي وهيئة المعونة الأمريكية وحكومتي السويد وإسبانيا، لانجاح هذه المبادرات في مصر، مشيرة إلى أنها شراكة حقيقية على المستويات الوطنية والاقليمية والعالمية لابراز ما يمكن أن يقوم به الشباب المصري. ومن جانبها، أعربت دكتورة إقبال السملوطي أستاذة التنمية الاجتماعية ورئيسة جمعية "حواء المستقبل" عن تقديرها للدعم المالي والفني المقدم لهذه المبادرات، لافتة إلى أن الأمل في الشباب وأن مصر تغيرت وتتغير بشبابها من خلال تواصلهم مع المجتمع ورصد احتياجات المجتمع ومشاكله والشراكة مع الجهات الحكومية المعنية. وتناولت السملوطي تجربة الشباب في استخدام الفن والرسم والمسرح في مواجهة التحرش الجنسي والعمل على الحد منه. كما أشارت الي ما تم من بناء قدرا ووعي للمرأة لتمكينها من الحصول على حقوقها وحقوق اسرتها. ومن ناحيتها، أعربت دكتورة فيفيان ثابت من هيئة كير الدولية عن سعادتها بالنجاح الذي تحقق في مشروع "مدن آمنة" في ظل تصاعد العنف المنبي على النوع الاجتماعي والتحرش، ونوهت بمشاركة كافة الأطراف من شباب ونساء وفتيات وأطفال ومدرسين ومتطوعين في تنفيذ هذا المشروع باستخدام أدوات مبتكرة منها المسرح التفاعلي والرياضة والعلاج من خلال الفن. واستمع الحضور إلى تجارب سفراء المواطنة الشباب في إطار مبادرة "بطاقتك حقوقك"، وعرضت مديرة سفراء المواطنة الشباب علياء مقبل تجربة الإسهام في توعية النساء بأهمية بطاقة الرقم القومي، حيث لفتت إلى أن قرى كاملة رجالها ونسائها لم يكن لديهم البطاقات اللازمة للحصول على كافة الحقوق والمعاملات الرسمية والالتحاق بالتعليم، وأشارت إلى أن شباب المتطوعين قاموا بتوعية أعداد أكبر من تلك التي كان مطلوب منهم توعيتهم. كما عرض شباب المتطوعين من البحر الاحمر وسوهاج وأسيوط والمنيا، تجربتهم وكيف وجدوا أن الكثير من النساء لم يكن لديهن بطاقات، واشاروا إلى أن المساعدات لا يجب أن تقتصر على المساعدات المادية بل يجب أن تمتد إلى المساعدات الفكرية والاسهام في تغيير نمط حياة الأفراد إلى الأفضل وفي بعض الاحيان المساعدة في تسويق منتجاتهم في إطار التمكين الاقتصادي للمرأة. وفيما يتعلق بمبادرة "مدن آمنة"، عرض المشاركون تجاربهم في العلاج من خلال الفن لتغيير سلوك سائقي التوك توك خاصة تجاه المرأة بهدف الحد من العنف والتحرش. وقدم الأطفال عرضا غنائيا في إطار توعيهم بضرورة الدفاع عن أنفسهم وعن جسدهم ضد أية محاولات للتحرش بهم.