فهمي عبد الحميد، أو ملك الفوازير، كما لقبوه هو أول مخرج مصري ابتكر الفوازير الرمضانية، وهو مبتكر شخصية فطوطة أيضًا وأول من فتح الباب أمام نيللي وشريهان لتقديم الفوازير الرمضانية، ليجعل من اسمه أول ما يبادر إلى أذهان المشاهدين عند ذكر فوازير رمضان. ولد فهمي عبد الحميد في الأول من فبراير عام 1939 بحي العباسية بالقاهرة، ثم انتقل بعد وفاة والده وهو في سن الرابعة إلى العيش بمنزل العائلة بالقناطر الخيرية، ونتيجة حبه للفن التحق بكلية الفنون الجميلة قسم الحفر وتخرج فيها عام 1963 ليلتحق بعدها بالعمل في التليفزيون المصري عام 1964 بقسم الرسوم المتحركة ليتتلمذ على يد المخرج الكبير على مهيب الذي ساعده لينطلق في عالم الإخراج، وهو والد المخرج التليفزيوني وائل فهمي عبد الحميد. بدأ عبد الحميد حياته الفنية كمصمم تترات للعديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية أشهرها فيلم «الخط الأبيض» ومسلسل «جحا» الذي قام ببطولته الفنان عبد المنعم مدبولي، ثم جاءت بدايته الحقيقية كمخرج تليفزيوني عام 1974 عندما أقدم على إدخال الفوازير للتليفزيون المصري واختار لها الفنانة نيللي، ليقدما معا أول مسلسل فوازيري في مصر والوطن العربي، وكان ذلك من خلال فوازير «صورة وفزورة» التي اعتمدت على استضافة فناني الرسوم المتحركة في كل حلقة وانتهاء الحلقة بفزورة يقوم المشاهد بحلها. وتوالت الأعمال من خلال الفوازير، حيث قدم الفنانة الاستعراضية شيريهان من خلال فوازير «ألف ليلة وليلة»، كما قام بابتكار شخصية فطوطة التي قدمها الفنان سمير غانم لمدة ثلاث سنوات متتالية في فترة الثمانينيات، إلى جانب تقديمه العديد من الفنانين من خلال فوازيره الاستعراضية أمثال ليلي علوي وهالة فؤاد وصابرين والفنان يحيي الفخراني. قدم فهمي عبد الحميد طوال أربعة عقود أكثر من عشرين عملا فنيا جاء معظمها في شكل فوازير استعراضية من أشهرها «أنا وأنت فزورة، فطوطة، ألف ليلة وليلة، عروستي، الخاطبة، صورة وفزورتين، صورة وثلاث فوازير، التمبوكا» كما قدم للدراما التليفزيونية مسلسل «مبروك جالك ولد» والبرنامج التليفزيوني الشهير «كشكول»، كذلك قدم للمسرح مسرحية «وراء كل مجنون امرأة» ومسرحية «الأمير الصغير». رحل فهمى عبد الحميد عن عالمنا وهو ممسك بسلاحه الفني حتى آخر لحظات عمره، حيث توفى أثناء تصوير مسلسل ألف ليلة وليلة أثر أزمة قلبية حادة في السابع عشر من يناير عام 1990 تاركا خلفه تاريخا وسبقا فنيا في مجال الفوازير الرمضانية جعل اسمه يظل حيًا بيننا حتى الآن.
