توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، إلى مقر البرلمان المجري، وقد كان في استقباله لدى الوصول رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان"، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف بالساحة الرئيسية لمقر البرلمان المجري. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء المجري، تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، مضيفا أن رئيس وزراء المجر ذكر في بداية المباحثات أن زيارة الرئيس إلى بلاده تعد حدثًا كبيرًا وهامًا، لا سيما في ضوء محورية دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، منوهًا إلى العلاقة الوثيقة فيما بين تحقيق الأمن والاستقرار في مصر، وبين أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وكذلك أوروبا، كما أشاد رئيس الوزراء المجري بالعلاقات التاريخية بين البلدين، والتي أتاحت الفرصة للمجر لتقدير جسامة الأعباء التي يتحملها الرئيس لإدارة البلاد، متمنيًا لسيادته نجاح الجهود المبذولة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ومؤكدًا دعم المجر ووقوفها إلى جانب مصر في دفع عملية التنمية الشاملة. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس وجه الشكر والتقدير لرئيس الوزراء المجري على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، منوهًا إلى أنه يتعين البناء على علاقات الصداقة الممتدة بين البلدين من أجل تعزيزها في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في شقها الاقتصادي ومنه على سبيل المثال قطاع البنية التحتية والسكك الحديدية. وفي هذا الصدد، أكد السيد الرئيس ترحيب مصر بالاستثمارات المجرية وإتاحة المجال أمامها للعمل في مصر وتذليل أي عقبات قد تكتنفها. واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع في مصر، مشيرًا إلى التحسن الذي تشهده الساحة المصرية على كل الأصعدة، بما في ذلك المستوى الأمني، ومؤكدًا أن هدف المرحلة الحالية هو الحفاظ على الدولة المصرية وتدعيم ركائزها. وأشاد الرئيس بتجربة المجر ودور رئيس الوزراء المجري في إحداث النهضة في بلاده وتجاوز أزمتها الاقتصادية، وهو الأمر الذي يساهم في منحنا الأمل في الارتقاء بالأوضاع الاقتصادية المصرية من خلال العمل الجاد والمتواصل حيث أننا في مصر نسابق الزمن من أجل تحقيق التنمية الشاملة في كل المجالات. وذكر السفير علاء يوسف أن رئيس الوزراء المجري أكد على أن كل دولة لها خصوصيتها التي يتعين احترامها، ولا توجد نماذج ديمقراطية يتم فرضها على كل الدول، وأضاف أن بلاده تقدر وتحترم الدين الإسلامي ولا تخلط بينه وبين أية ممارسات عنيفة ومغلوطة تُرتكب من قبل البعض، وأكد "أوربان" استعداد بلاده للتواصل والتعاون مع مصر في كل المجالات، داعيًا ممثلي مجتمع الأعمال المجري إلى أن يتجاوز هذا التعاون الابعاد الاقتصادية ويهدف إلى المساندة والمساهمة في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر. وقد تناول اللقاء الأزمة الليبية وتداعياتها على أمن منطقتيّ الشرق الأوسط والمتوسط، حيث أعرب رئيس الوزراء المجري عن توافق بلاده مع مصر إزاء سبل تسوية تلك الأزمة واستعدادها للتشاور مع مصر من أجل التوصل إلى حل لها. وذكر علاء يوسف أن الرئيس ورئيس وزراء المجر وقعا البيان المشترك الصادر عن حكومتي مصر والمجر، كما شهدا مراسم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السكك الحديدية، وأخرى في مجال التعاون الأمني وأعقب ذلك مؤتمر صحفي مشترك للرئيس ورئيس الوزراء المجري الذي عاود التأكيد على محورية دور مصر واهتمام بلاده بتعزيز علاقاتها الثنائية معها لتشهد آفاقًا أرحب ومجالات جديدة للتعاون مثل مجال الصحة وإدارة الموارد المائية وتقنيات إدارة المدن، منوهًا إلى أنه تم تخريج 600 طالبٍ مصري في المجر، فضلًا عن 55 طالبًا يدرسون حاليًا، حيث تقدم المجر مائة منحة دراسية سنويًا للطلاب المصريين. وألقى السيد الرئيس كلمة في المؤتمر الصحفي نوّه فيها إلى أن الزيارة تهدف إلى التأكيد على توافر الإرادة السياسية لدى البلدين لتعزيز علاقاتهما الثنائية، منوهًا إلى فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري الواعدة أمام الاستثمار المجري في مصر. وقد أقام رئيس الوزراء المجري مأدبة غداء تكريمًا للرئيس، تلاها افتتاح منتدى الأعمال المصري المجري، والذي أكد خلاله الرئيس على أن الدولة المصرية اتخذت كل الإجراءات التي من شأنها تيسير الاسثمار وتحسين بيئة الأعمال في مصر، سواء على الصعيد الأمني أو على مستوى التشريعات والإجراءات الخاصة بالاستثمار وفي مقدمتها قانون الاستثمار الموحد. وأكد الرئيس على أهمية تنفيذ الاستثمارات في مصر في أقل فترة زمنية ممكنة وبأعلى معايير الجودة وأقل التكاليف، كما استعرض الرئيس عدداَ من المشروعات التي تمثل فرصًا واعدة أمام المستثمرين المجريين، ومن بينها التخطيط لمد شبكات من الطرق للربط بين الدول الأفريقية ومشروع التنمية بمنطقة قناة السويس ومعالجة النفايات ومجال الصحة وإدارة المياه، وقد ألقى وزير الخارجية والتجارة المجري، وأشرف سالمان، وزير الاستثمار كلمتين في افتتاح منتدى الأعمال. وعقب انتهاء مراسم افتتاح منتدى الأعمال المصري/ المجري توجه الرئيس إلى مقر الجامعة الوطنية للخدمة العامة، وكان في استقباله الدكتور أندراس باتي رئيس الجامعة، حيث تم منح الرئيس الدكتوراه الفخرية تقديرًا لجهوده في المجالات السياسية والعسكرية، وقد ألقى السيسى كلمة بهذه المناسبة.