مأساة جديدة يعاني منها أهالي قرى مدينة إسنا جنوبالأقصر بعد اكتشاف ما يقرب من 196 بؤرة ليرقات البعوض الناقل لمرض الملاريا ولكن دون وجود الوسيط وذلك بسبب وجود برك ومستنقعات خارج المنازل وداخلها، نظرا لارتفاع منسوب المياه في ترعة الرمادي وإهمال وجود صرف صحي بمركز إسنا. حيث عثرت فرق المكافحة بإدارة الصحة بإسنا على يرقات لبعوضة الملاريا وسط المياه الجوفية التي أغرقت منازل عديدة بقرى في إسنا ولكن دون ظهور أي إصابات بين المواطنين، حيث أكدت مصادر صحية أن هذه اليرقات تفتقد الوسيط لنقل المرض، وعلى الفور تم نشر فرق صحية لمتابعة الحالة الصحية للمواطنين بجانب استمرار أعمال المكافحة للحيلولة دون تحول اليرقات إلى بعوض. وكانت المياه الجوفية قد غطت عدة منازل وطرقات بقرية العضايمة وارتفع منسوبها أسفل منازل وشوارع القرية بارتفاع نصف المتر بشكل ينذر بالخطر ويهدد بانهيار عشرات المنازل واضطر معظم المواطنين للمبيت في العراء وذلك بسبب ارتفاع منسوب مياه ترعة الرمادي وفشل مشروع التكسية الذي أقيم حول الترعة بهدف حماية منازل القرية من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بجانب المخاوف من تحول تلك اليرقات إلى بعوض يهدد بانتشار وباء الملاريا بين السكان. وحصلت "البوابة نيوز" على تفاصيل تلك البؤر بقرى إسنا، حيث بلغ عدد البؤر بقرية المساوية نحو 120 بؤرة والعضايمة 40 بؤرة بمساحات كبيرة و15 بؤرة بنجع الصغيرة و6 بؤر كبيرة بقرية كومير و8 بؤر صغيرة بحاجر كوميرو4 بؤر كبيرة بنجع الترعة و3 بؤر وسط بقرية الكلابية إضافة إلى وجود مخر سيل عبارة عن 2 كيلو مياه راكدة بقرية زرنيخ. وطالب الأهالي القاطنون بتلك القرى المحيطة ببؤر يرقات البعوض، بالتحرك العاجل والسريع لرصد المستنقعات والبرك التي تكونت من صرف سيارات كسح الصرف الصحي الخاص بالمنازل بجانب مقالب النفايات والقمامة العشوائية الموجودة لعدة قرى يفصلها كيلو مترات قليلة عن بؤرة الملاريا. وأكد العديد من الأهالي في هذه القرى ل" البوابة نيوز" بأن المشكلة في المقام الأول هي مشكلة بيئية، حيث تكونت برك ومستنقعات ضخمة يصعب التخلص منها وأضافت "أسماء بدر عباس" من قرية العضايمة: أننا نخشى من الإصابة بالملاريا، وأنه بمجرد وجود ارتفاع في درجة حرارة أي من أبنائنا داخل القرية يحدث لدينا تخوف كبير من أنه قد يكون أصيبوا بالملاريا، مضيفة "إننا أكثر من 40 أسرة بالقرية مش عارفين ننام من الناموس ولا المياه الراكدة ونخشى على أنفسنا وعلى حياة أولادنا مشيرة إلى أن الطريق كان عبارة عن بركة وكنا نمر على الطوب عشان خاطر نقدر نعدي الناحية التانية إضافة إلى ظهور حشرات لا نعلمها والأطفال لا تعرف تنام والرائحة بتكتم النفس، مختتمة أننا نناشد المحافظ بإيجاد حل لتلك المأساة". وطالب الأهالي بزيادة عمليات رش مبيدات الحشرية للقضاء على الناموس الموجود بالقرى واستكمال عمليات تعقيم وردم البرك والمستنقعات الموجودة بالقرى لأنها مصدر التلوث. فيما أكد مصدر طبي، أن الأمور مستقرة حتى الآن لافتا إلى أن الباعوض لا يسبب العدوى بالمرض إلا في حالة لدغ شخص مصاب به عندها تنتقل العدوى من شخص لآخر وتتضمن إجراءات مكافحة الملاريا إنشاء معمل لفحص اليرقات والبعوض، وتقسيم القرى لمربعات للمرور على جميع المنازل، وفحص جميع المواطنين المتواجدين بها، كذلك جمع وتصنيف وفحص البعوض المتواجد بالمنطقة، ورش المجارى المائية وردم المياه الجوفية ورش المنازل لمكافحة يرقات البعوض، ب ورفع درجة الاستعداد في المستشفيات والوحدات الصحية ومتابعة الموقف والإجراءات الاحترازية تحسبا لظهور إصابات. من ناحية أخرى، تواصل جهود مواجهة انتشار يرقات البعوض الناقل لمرض الملاريا الوبائي من خلال فرق مكافحة من وزارة الصحة والتي قامت بالتمشيط والفحص الوبائي لجميع سكان القرى المكتشفة والمناطق المجاورة لها حيث تم إعطاء توجيهات بسرعة ردم كل البرك والمستنقعات من خلال تكثيف أعمال المعدات الثقيلة من لودرات وحفارات وسيارات نقل في محاولة للسيطرة على الوضع قبل تفاقم الأوضاع. ومن جانبها أعلنت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الأقصر متمثلة في مديريتي الصحة والبيئة حالة الطوارئ بعد اكتشاف ظهور بؤر ليرقات البعوضة الناقلة لمرض الملاريا بدون وسيط بمركز إسنا بجنوب المحافظة. وتضافرت جهود مديرية الصحة بالأقصر وقامت بوضع خطة عمل متكاملة من مهندسين وملاحظين وعمال للمرور يوميا والمتابعة من أجل مكافحة الباعوض بمركز إسنا بجميع قراره ونجوعه والتي تعاني من وجود برك ومستنقعات خارج المنازل وداخلها وذلك بسبب ارتفاع منسوب النيل وإهمال وجود صرف صحي بمركز إسنا. وقام فريق من إدارة مكافحة ناقلات الأمراض والملاريا بالأقصر وإسنا التابعين لمديرية الصحة بالأقصر بعمل مسح طبي لرصد الترصد الحشري في جميع الأماكن حيث تسبب هذه البؤر الأمراض كما تسبب بعوضة الأنوفليس مرض الملاريا الحميدة النوع وتم المرور على عدة منازل بقرية العضايمة حيث تم رصد ما يقرب من 10 منازل بداخلها مياه راكدة تم اكتشافها ورشها بالرشاشات الهيدسون وما بها من حشائش كما تم تشغيل جهاز الضباب بجميع الشوارع المؤدية في المناطقة المؤدية إلى قرية العضايمة والمناطق المحيطة بها. فيما أكد مصدر طبي، أن نتائح تحليل العينات لعدد من المواطنين بالقرى التي تم اكتشاف تلك البؤر بها سلبية ولم يتم رصد أي إصابات حتى الآن.