رصدت عدسة "البوابة نيوز" واحدّا من أهم الآثار العثمانية الذى تم بناؤه ليخدم المارة في الشارع بتقديم مياه الشرب المعطرة، والذي تحول إلى مجرد اسم ناصيه يلقى عندها القمامة، "سبيل أم عباس". يعود الفضل في بنائه للأميرة "بنبا قادن" والده الخديوي عباس حلمي الأول، وقامت بتشييده كسبيل لتوزيع مياه الشرب على أهالي القاهرة وعابري السبيل، وقد امتزج هذا السبيل بالفن المعماري العثماني والأوروبي فكان دربّا من الخيال لم يسبق له مثيل، وكانت مياه السبيل يتم إحضارها من قاع النيل في مواسم الفيضان لضمان نقائها، ويتم وضع العطر على الماء لإزالة أي روائح منه ولينعش الشاربين. وبالنظر الآن لحال هذا الصرح الأثري العظيم، الذى تم بناؤه لعمل إنساني جميل يستحق فعلا الاهتمام، لا تجد سوى القمامة الملقاة التي تحاصر المكان، والمحزن في الأمر هو عدم الاهتمام بمثل هذه الأماكن التي تحمل الكثير من المعاني السامية المتمثلة في أسباب إنشائها، والحضارة العريقة الظاهرة في بنائه، فكيف للجهات المختصة إهمال الأثر الذي يحمل معانى إنسانية وحضارية؟.. وهذا إن دل فإنما يدل على الإهمال الذى لا مثيل له من وزارتي الثقافة والآثار. وبلقاء "محمد" أحد مواليد السيدة والمقيم بالخليفة، قال إن السبيل كان مكانا جميلا، لكن تم إهماله بشكل كبير حتى تآكلت معالمه الخارجية، وأكد أنه لم يتم ترميم هذا المكان منذ أكثر من 15 عامّا، وقل عدد زائريه بشكل كبير.