أكدت العديد من التقارير السياسية في العواصم العربية والعالمية أن سلطنة عُمان مؤهلة للقيام بدور إيجابي مهم على الصعيد الميداني السياسي، لعلاج تداعيات الموقف الملتهب في المنطقة في ظل تصاعد حدة الأزمة اليمنية من أجل الوصول إلى حلول ترضي كافة أطراف الصراع. وتركز هذه التقارير على أن سلطنة عُمان أصبحت محورا أساسيا في اتصالات دولية رفيعة المستوى في توقيت تشهد فيه المنطقة تحركات مكوكية بشأن الأزمة. على ضوء ذلك، يعلق المراقبون أمالا كبيرة على إمكانية قيام السلطنة بدور يمهد للحوار بين الأطراف المختلفة قياسا على مبادرات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، التي تستهدف توظيف ثقة مختلف الأطراف في تفعيل دبلوماسية "القوة الناعمة" من أجل دعم الاستقرار الإقليمى والسلام العالمي وتفعيل سياسات حسن الجوار. على خلفية ذلك، أكد السلطان قابوس بن سعد سلطان عمان في الاجتماع الأخير الذي ترأسه لمجلس الوزراء، على أهمية الجهود الدولية الرامية لإحلال الأمن والاستقرار والوئام في المنطقة لما فيه المصلحة المشتركة لجميع شعوبها. وأشارت وكالة الأنباء العمانية إلى أن تأكيدات السلطان قابوس تزامنت مع اتصالات مهمة أجرتها السلطنة على مدار الأيام القليلة الماضية شاركت فيها أمريكاوفرنساوإيران. ففي هذا السياق، عقد يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية في سلطنة عُمان جلسة مباحثات رسمية مع الدكتور محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران خلال زيارته الأخيرة للسلطنة، تم خلالها بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الأزمة اليمنية. وأكد يوسف بن علوي أن الجميع مهتم بالبحث عن آلية وأرضية يمكن فيها تطوير مبادرة تكون من الأممالمتحدة وبدعم من جميع الأطراف والدول المجاورة إضافة إلى الدول المهتمة بالشأن اليمني. وأضاف أن كل الأطراف بما فيها السلطنة على اتصال مع الأمانة العامة للأمم المتحدة وتسعى بكل جهد من خلال سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الجهات الأخرى ليتم فهم الظروف والمعاناة الهائلة التي يعانيها اليمنيون، مشيرا إلى إعطاء الأولوية للمساعدة الإنسانية، معربا عن أمله في أن تكلل الجهود الدولية بشيء من النجاح أو الموافقة على هدنة قصيرة لتمكين منظمات الإغاثة الدولية من إيصال المساعدات الغذائية والأدوية. وأكد بن علوي أن السلطنة على اتصال مع الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الإغاثة الدولية، مشيرا إلى إمكانية زيارة بعض ممثلي هذه المنظمات للسلطنة وبحث ما يمكن تقديمه عبر الحدود العمانية اليمنية. وفي مسقط أيضا، التقى يوسف بن علوي بن عبد الله مع أنتوني جيه بلنكن نائب وزير الخارجية الأمريكي وذلك خلال زيارته الرسمية الأخيرة للسلطنة التي استغرقت يومين وتم خلال اللقاء التطرق إلى المواضيع التي تهم البلدين، فضلاً عن أهم المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والأمور ذات الاهتمام المشترك، كما التقي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية في سلطنة عمان مع الفريق أول الركن بيير دي فيليه رئيس الأركان في فرنسا خلال زيارته مؤخرا للسلطنة، وبحثا خلال المقابلة علاقات التعاون المثمر والبنّاء بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وأكدا حرصهما على مواصلة دعمها في خدمة مصالحهما المشتركة وبما يعود على الشعبين الصديقين بمزيد من المنافع والتطور. على صعيد التحديات والتطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة، أكد أمين عام وزارة الخارجية العمانية على ضرورة مواصلة العمل للوصول إلى حلول سياسية توافقية عبر الحوار السلمي وبما يؤمن للمنطقة بأسرها دعائم الأمن والاستقرار وحسن الجوار . من جهته أشاد رئيس الأركان الفرنسي بتاريخ السلطنة العريق ودورها السياسي البنّاء والحكيم في التعامل مع مختلف القضايا والتطورات ومعالجتها الهادئة لها، مؤكداً على تمسّك بلاده المتين بسياسة التعاون في مكافحة بؤر الإرهاب والشقاق ودعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام والوئام.