العلاج، التعليم، الترفيه.. أسباب رئيسية تدفع أبناء حضارتى «سبأ» و«حمير» إلى الإقامة في مصر، حيث يأتى المواطن اليمنى طالبا الشفاء على يد أطباء مصر، أو الاستمتاع بطبيعة أرض النيل ومناخها، لم يكن اليمنيون يعلمون أن تطور الأحداث السياسية في بلادهم سيجعلهم عالقين.. يرغبون في العودة، فتقابلهم السلطات المصرية بالرفض، خوفا على حياتهم بسبب الصراع الداخلى في «اليمن السعيد»، خصوصا بعد «عاصفة الحزم» التي دعت إليها المملكة السعودية وتشارك فيها مصر. اليمنيون لا يختلفون كثيرا عن أشقائهم العرب، لكنهم يحتفظون بلهجتهم اليمنية الخاصة.. بملابسهم ومظاهرهم المميزة.. وبعاداتهم وتقاليدهم القَبَليّة، تحت لافتة «المطعم اليمنى» يجتمع أبناء البلد العربى، يتعارفون إلى بعضهم ويتشاركون السمر والحديث والمناقشة، فالجميع «يمنيون في مهمة مؤقتة». «البوابة» تنقل ملامح حياة اليمنيين المقيمين في مصر، أحوالهم، وعلاقاتهم، ومواقفهم من «عاصفة الحزم» التي تشنها القوات العربية على معاقل الحوثيين، الذين نفذوا انقلابا على الرئيس اليمنى عبد ربه منصور. اليمنيون في مصر.. عالقون في "بلدهم الثاني" أمام سور مطعم بإحدى المناطق الراقية، يجلس ممسكًا بحزمة تقارير طبية، ينتظر أن يخلو له مكان داخل المطعم حتى يتناول وجبة «الغداء» من أيدى «طباخى اليمن»، يتأمل كل من حوله في سكون، يسهل بين المنتظرين التعارف ثم الانخراط في الحديث عن الأوضاع في دولتهم.. يتذمرون تارة ويمزحون تارة أخرى.. ينددون بمخاطر حكم الحوثيين عليهم، ويتوجسون من مستقبل مجهول ينتظر بلادهم وأهاليهم. «عبدالقوى» شاب تجاوز سن الثلاثين ببضعة أعوام، أتى إلى مصر قبل شهر لتلقى علاج من الالتهاب الكبدى الوبائى فيروس «سى»، لم يكن في خاطره أنه سيكون عالقًا أمام السفارة اليمنية بالقاهرة أيامًا يستجديهم في الموافقة على الذهاب إلى «اليمن»، بلهجته اليمنية.. يقول «عبد القوى»: «أنا من جنوب اليمن، وجيت مصر عشان أتعالج من مرض فيروس (سى)، ومختارتش أي بلد تانيه عشان أروحها واخترت مصر، لأنى باحس إنها بلدى التانية»، هجوم «عاصفة الحزم» على اليمن.. خبر فوجئ به «عبدالقوى» من الفضائيات «في الأول غضبت وخفت على بلدى بشدة، لكن لما عرفت التفاصيل، وأن مصر شاركت في الهجوم علشان تنجدنا من إرهاب الحوثيين فرحت وبكيت، وأكثر ما أبسطنى أن لأول مرة أحس أن العرب اتوحدوا واتفقوا على أن يتفقوا». إلى جانب الشاب اليمنى يجلس صديقه.. يلتقط أطراف الحديث «مشكلة جيش اليمن إنه مش بلد نظامى زى مصر، وإننا منقسمون لقبائل، ولكل قبيلة عادة ورأى، غير مصر نهائيا»، يصمت برهة ويقول متعجبًا: «ليه احنا فرحنا إن مصر شاركت في عاصفة الحزم! عشان السعودية برأينا شاركت بعدتها، أما مصر شاركت برجالتها». «مصر طول عمرها حاضنة للعرب كلهم» قالها «محمد»، طالب بكلية صيدلة، شد رحاله من اليمن إلى مصر ليحقق حلمه الذي سعى كثيرًا لتحقيقه، انتابت محمد حالة تناقض نحو مستقبله.. فهو بات لا يعرف بعد مصير بلده، وفى نفس الوقت مطمئن أنه يعيش في مصر ولا يريد تركها «أتيت إلى مصر من سنة 2012 عشان الدراسة، في البداية حسيت بالغربة، وإنى وحيد علشان بعيد عن أهلي، وسرعان ما تحول هذا الإحساس وكونت صداقات كتيرة»، يضيف «محمد اليمنى»: «اخترت أنى أعيش في الدقى علشان المطعم اليمنى، وكمان قريب من السفارة اليمنية، وفى نفس الوقت أكون قريب من ناسى وقرايبى هنا». كثير من الشباب اليمنيين تركوا بلادهم موجهين بوصلتهم صوب مصر، آملين فيها أن تعطيهم العلم الذي افتقدوه في بلدهم، لكن صعاب وعراقيل كثيرة واجهتهم وتجاوزوها. صفوت البردان، شاب عشرينى، أتى من مدينة عدن اليمنية، ليدرس في كلية الآداب بجامعة عين شمس، في البداية شعر «صفوت» بالغربة منذ قدومه إلى القاهرة، لكن تلاشت تدريجيا، حيث قضى 6 سنوات في مصر لم يشعر فيها دياب بغربته- بحسب كلامه، مضيفا: «الطيبة والحب والعشرة خلتنى أشعر أنى في بلدى»، يصمت «البردان» قليلا ليسترجع ذكرياته في المدينة التي نشأ فيها «عدن»، قائلًا فيها قصيدة عشق «في عدن كانت كل حاجة حلوة.. بس الناس للأسف مش بتسعى إنها تتعلم زيادة، عشان كده خدماتنا معدومة، لكن مفتقد الصحبة الحلوة ولبلدى وللأماكن اللى كنت وأصحابى بنسهر فيها، وللقعدة العربى وللشاى اللى بنسويه على الفحم». يأخذ الشاب الأسمر «البردان» الحديث لمنحى سياسي، وعلى وجهه تبدو علامات الغضب ضد على عبدالله صالح، الرئيس اليمنى الأسبق، ليقول بنبرة حادة: «هو اللى جعل من اليمن مرتعا للإرهاب، وهو اللى بيتعاون مع الحوثيين لأجل تخريب البلد، فاكرنا أغبياء، اختار إنه يتحالف مع إيران ضد شعبه، ودخل الحوثيين في اليمن وأصبحوا بيقتلوا فينا كأننا صراصير أو حشرات وهو قاعد بيتفرج على الدم»، تدمع عيون «صفوت» ويقول: «أحن ليمنى القديم». بينما قال محمد المنيفى، ذو ال23 عامًا، والوافد من العاصمة صنعاء: «جيت على مصر من 2011 علشان أدرس الهندسة بجامعة القاهرة، ووجدت راحة مطلقة في المعيشة هنا كأنها بيتى الثانى، على الرغم من بعض المضايقات التي تعرضت لها من بعض الشباب المصرى، وطبعا قعدت في سكن مع طلبة زملائى في الكلية، واختارنا تحديدا منطقة الدقى لعدة أسباب، منها أنها قريبة من الجامعة، والسفارة اليمنية ومقر الجاليات، وأخيرا المطعم اليمنى اللى دايما بناكل فيه ويشعرنا كأننا في صنعاء وسط أهلي وأصحابى، وما في أحلى من هيك شى». على مشارف الثلاثين عاما، هكذا تبدو ملامح حاتم عبدالواحد، القادم من عدنالجنوبية زاحفا إلى مصر منذ 7 سنوات، ليدرس بكلية الصيدلة في جامعة القاهرة، يقول: «وجدت في البداية صعوبة بالغة في التعايش بين المصريين في أول الأمر، إلى أن ساعدنى أحد زملائى في التأقلم على الوضع هنا، وقدموا المساعدات الدراسية في الكلية، وكانت حياتى هادئة تمامًا، وأعيش بمنطقة الدقى لوجود معظم أصدقائى اليمنيين بها، ولكن بعد قرار السعودية بشن غاراتها على الحوثيين باليمن في عملية عاصفة الحزم، واجهتنى بعض المشكلات مثل التحويل البنكى، مما يضطرنى إلى الاقتراض من أصدقائى السعوديين المقيمين معى في السكن أو من أي أصدقاء آخرين، لحين انتهاء الأزمة، رغم أننا نمتلك مالًا وفيرا، وهناك بعض زملائى عالقين هنا بمصر لعدم استطاعتهم العودة إلى اليمن لتوقف الرحلات الجوية للبلاد». أيام الغربة لا يضاهيها في الألم شىء، فكانت شكوى اليمنيين المقيمين في مصر والذين اتفقوا عليها هي أزمة التحويلات البنكية وإهمال السفارة اليمنية لهم. حتى اتهم أحد اليمنيين مسئولًا في السفارة قال لأحدهم «ما تموتوا ولا تغوروا هانعملكم إيه». «دياب وصديق»، صديقان تعرفا إلى بعضهما تحت مظلة المطعم والمقهى اليمنى منذ شهر، وأصبحا صديقين حميمين، لدرجة بلغت بأحدهما حد المزاح قائلًا: «من بعيد ربما يحسبنا الناظر إلينا أننا شقيقان من تقارب الملامح»، مزاح لا يخالف الواقع كثيرًا، حيث يتقاسم الشابان نفس الملامح الهادئة، والأسلوب الرصين في الحديث والإنصات، ملكة مكنت كليهما من الصمود في وجه الاختلاف الجذرى بين رأييهما. نقاش، رغم احتدامه، لم يخرج بين صديق الدهبلي، وصديقه «دياب» عن النمط الحضارى، حيث تحادثا حول الأوضاع الراهنة من وجهتى نظر مختلفتين تمامًا، بين الرافض والمؤيد للتدخل العسكري العربى في اليمن. مع تفادى الاصطدام بابتسامات خافتة، يقول أحدهما: «تعرفنا إلى بعض هنا، وأصبحنا قريبين من بعض، وعلى طول نتناقش في الأوضاع، ولما نلاقى نفسنا ممكن نتعصب نشرب شاى ونروق وبعدين نستعيد الحديث». «مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا»، عبارة رئيس الجمهورية المصرى عبدالفتاح السيسى، يقتبسها «دياب» الشاب العشرينى، الذي وفد إلى مصر بصحبة والده منذ ما يقرب من شهر بغرض علاج أبيه من مرض مستوطن، ويعلل الشاب اليمنى المرافق لوالده إلى مصر اقتباسه عبارة الرئيس المصرى قائلًا: «أنا باعرف منيح يعنى إيه كلمة وطن ودولة، لأنى باخدم في جيش بلدى، وأبويا لواء أركان حرب في الجيش اليمنى، وتربيت على حب بلدى وإنى أفديها بدمى وعلى وشى الضحكة وراضى، كلنا بنحسد مصر أنها استطاعت بعد حكم الإخوان استعادة أمنها واستقرارها ومكانتها في المنطقة، اللى عنده جيش زى الجيش المصرى لازم يعطى له التحية والتقدير». وواصل بنبرات ممزوجة بين الحنين إلى الوضع السابق لليمن، الأكثر استقرارًا، والحزم على استعادة ذلك الوضع المفقود: «اليمن هيرجع زى زمان، لأن ناسه وشعبه طيبين زى المصريين، وراضيين بحالهم، ومن حقهم على الدول العربية الشقيقة اللى أخيرا توحدوا تحت كلمة واحدة إنهم يلبوا نداءهم ويقضوا على الحوثيين الذين يرتعون في اليمن ويستحلون دماء شعبه ويذبحون أولاده، وعاصفة الحزم كانت في وقتها تمامًا، لتدك معاقل هؤلاء الإرهابيين، أنا شخصيًا من مؤيدى التدخل العسكري لمواجهة الحوثيين وأراه تفكيرا سليما، لأن وجود الحوثيين أصبح أمرًا واقعًا في اليمن على الجميع مواجهته للمحافظة على وحدة البلد»، يتابع الشاب اليمنى حديثه بنظرة إلى صديقه الذي يبدى رفضًا لما قيل. على الطرف الآخر، يقول «الدهبلى»، صديق «دياب»: «لا أتفق مع عاصفة الحزم، لسبب واحد ومهم، وهى أن الضربات لا تدمر الحوثيين فحسب، وإنما تسدد إلى الشعب اليمنى كله وتدمره، وأنا أرى أنه لا بد من عقد التصالح بين جميع الأطراف، بدلًا من اللجوء إلى الحلول العسكرية». يستكمل «الدهبلى»، ذو ال22 عامًا، التعبير عن رأيه بأن الرئيس الحالى للبلاد عبد ربه منصور أراد أن يتخلص من الإخوان المسلمين في اليمن، ويوقف انتشارهم وتمددهم، فاستعان بالحوثيين، حتى باعوه في النهاية، وقتلوا في الشعب بجميع أطيافه وكفرونا جميعًا. وواصل الشاب، الذي يعمل صيدلانيا: «رغم إنى زعلان من مصر إلا أنى بحبها، لأنى درست فيها وقضيت فيها أحلى سنين حياتى، ومانكرش فضلها عليا، لكن ماكانش المفروض إنها تشارك في عاصفة الحزم وتقوم باحتضان الشعب اليمنى، وتعقد التصالح بين الأطراف اليمنية كلهم، الدم مش حل». «إيش ياخد الريح من البلاط»، مثل شعبى مصرى لجأ إليه إبراهيم الجهينى، أحد اليمنيين الذي سألته إحدى المتسولات مالًا في الطريق، وقال الشيخ اليمنى، إنه بالرغم من أن وجود المتسولين في اليمن بكثافة «لأن أوضاعنا الاقتصادية لا تسر، فالاختلاف واضح بين شحاتين اليمن وشحاتين مصر، عندنا بيصروا إنهم ياخدوا الحسنة ويشحتوا تحت أي ظرف، لكن بخفة ظل، إنما في مصر الشحاتين بيكونوا غلاظ ولو رفضت تعطيهم يصيحوا فيك». «المحمودى».. يمنى لا يقول الشعر إلا في مصر وسط شباب اليمنيين المتجمعين في قهوة بحى الدقى، يجلس عبده أحمد المحمودى، رجل يمنى أتم عامه ال51، أحد فلاحى مدينة تعز بجنوب اليمن، وأتى إلى مصر من أجل علاج زوجته من مرض في الكبد، وللاستمتاع ب«محبوبته مصر» كما يسميها. يقول «المحمودى» إنه انتقل للعمل في صنعاء، لكنه عاد بعد ذلك ليعمل مزارعا في مدينته، وسط عائلته، وله عدة أبناء أنهوا تعليمهم العالى ومنهم من يعمل بدولة السعودية، ويضيف: «أنا ساكن في الريف، ولم أشعر أو أتأثر بالأحداث اللى بتحصل بين الحوثيين والحكومة، وعمرنا ما سمعنا عن المشكلات اللى بين السنة والشيعة إلا بعد الثورة، وأنا ولا مع الحوثيين ولا ضدهم، أنا مع الاستقرار الاقتصادى للدولة». يتحدث «المحمودى» عن سبب مجيئه للقاهرة: «جئت أنا وأسرتى إلى القاهرة من أجل علاج زوجتى المصابة بعدة أمراض، لأن أطباء اليمن شخصوا حالتها بصورة خاطئة، وصرفوا لها أدوية خاطئة جعلت حالتها الصحية تزداد سوءا، ومن أجل الاستمتاع والتفسح في قاهرة المعز». «ناس بتنكت وهيا زعلانة. وناس بتضحك وهيا جعانة.. بطون فاضية وعقول مليانة.. ليك في قلوبهم أعلى مكانة» أبيات ألفها «المحمودى» حبا في مصر وأهلها، يقول عنها: «أنا تعلمت على يد معلمين مصريين منذ صغرى، ما جعل لهم في قلبى مكانة رفيعة، وأنشأ بينى وبين كل المصريين علاقة ود ومحبة كبيرة، وعندما أقابل مصريا عندما أكون في إحدى رحلاتى لأى دولة أخرى، أشعر معه بالألفة وكأنه أخى من أبى وأمى، وحدثت عدة وقائع مع المصريين عندما أحتاج إلى المساعدة فإنهم يمدون إلى يد العون». يتابع «المحمودى»: «المصريون رغم معاناتهم الاقتصادية فإنهم مرحون ويحبون المزاح، ونفسى أزور كل مدن مصر، لأنى باحبها جدا رغم إنى باسافر كتير في البلاد العربية مثل العراق وسوريا ولبنان وبعض البلاد في أفريقيا، لكن مصر مختلفة عن كل البلاد، تشعر فيها بالدفء والمشاعر من كل اللى موجودين بها، وكنت باتابع أخبار مصر أيام الثورة أكثر من أخبار اليمن، وفرحت جدا بثورة 30 يونيو». يضيف «المحمودى»: «بحب أسمع كل فنانى مصر قديما مثل عبدالحليم وكارم محمود وعبدالوهاب، وحاليا باحب أسمع الفن الشعبى، وبافهم الكلام المصرى، وأعرف أتكلمه جدا لأنى بحب اللغة المصرية، وبحب الأمثال الشعبية المصرية وباستخدمها في كلامى، وكتبت عدة قصائد شعر في حب مصر والمصريين». يختتم «المحمودى» كلامه ببعض أبيات الشعر التي ألفها حبا في مصر «جاى معايا هدية نفيسة.. من الشعب اليمنى للمحروسة.. 26 مليون بوسة». الأكل «دون ملاعق» والدجاج «مندى ومضبى» بلافتة صفراء مميزة، يحتل مكانه في شارع إيران في الدقى، اختار له صاحبه اسم «المطعم اليمنى»، ليكون مباشرا معبرا عن مضمونه، ومميزا عن باقى المطاعم الأخرى.. بعض اليمنيين بزيهم المميز، أمامهم أطباق من الأرز والدجاج «المندى والمضبى»، لا يستعملون ملاعق بل يأكلون بأيديهم كما تعودوا في بلادهم، محافظين على سمات مطبخهم ومائدتهم. يعمل «محمد»، مصرى الجنسية، محاسبًا في «المطعم اليمنى»، ويقول إن صاحب المطعم هو رئيس الجالية اليمنية في مصر، ويدعى على صالح، وقد أنشئ المطعم منذ نحو 13 عاما، ويرتاده اليمنيون وغير اليمنيين من مختلف الجنسيات، سواء مصريين أو أجانب من جنسيات آسيوية وعربية، بحسب ما يقول محاسب المطعم. يضيف «محمد»: «أكثر ما يجذب الناس إلى المطعم هو طريقة التسوية والبهارات اليمنية المختلفة، حيث يتم تسوية الدجاج المندى في أفران تحت الأرض ما يعطيها مذاقا مختلفا ومميزا عن المطاعم المصرية»، ويردف: «الطباخين كلهم يمنيين، لكن في مصريين بيشتغلوا عمال أو محاسبين». ببشرته السمراء جلس حاتم عبدالواحد، الشاب العشرينى، من مدينة الحديدة باليمن، طالب في كلية الآداب بجامعة القاهرة، هو أحد رواد المطعم اليمنى، يقول إنه دائما ما يأتى إليه من أجل الطعام اليمنى الذي يفتقده في القاهرة، لأن الأكل المصرى لا يعجبه ولا يشعره بالشبع، قائلا «إحنا اليمنيين تعودنا على الوجبات الثقيلة، وليس الطعام الجاهز، وناكل بأيدينا وليس بالمعالق، احنا اتعودنا على كده ودى من سمات اليمنيين». يضيف «حاتم» أن المطعم ليس فقط من أجل الأكل، بل للتعرف إلى الشباب اليمنيين، و«الشعور بالونس وعدم الغربة، واليمنيين هنا في مصر بيتعرفوا على بعض بسهولة ونساعد بعض في أي مشكلة بتواجه حد مننا، وأحيانا نقعد في قهوة الباشا نتكلم أو نشوف مباراة كرة قدم، أو أي نشاط نتعرف بيه على بعض». من النسخة الورقية