يسعى تنظيم "داعش" الإرهابي إلى استقطاب الفتيات من خلال فتاوى تبيح الزواج بالفيديو كونفرانس، وهو الأمر الذي حذرت منه دار الإفتاء والدعوة السلفية معتبرة إياه فتوى باطلة ترفضها قواعد الشريعة الإسلامية. وشن الشيخ على حاتم، المتحدث باسم الدعوة السلفية هجومًا حادًا على تنظيم "داعش" الإرهابي لسعي التنظيم تحليل ما عرف ب"زواج الفيديو كونفرانس" من أجل استقطاب السيدات للانضمام إليه وتجنيدهن. وقال حاتم، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، إن التنظيم الإرهابي يحلل ما يراه مناسبًا من أجل تحقيق أهدافه البغيضة التي يجتهد لتنفيذها بعيدًا عن الدين وما أمر به الإسلام.. وحذر القيادي بالدعوة السلفية، من استجابة الفتيات لدعوات التنظيم الإرهابي كتمهيد لتسهيل انتقالهن إلى معاقله في سوريا والعراق، ودعا إلى أخذ العلم الشرعي من علماء الأزهر الشريف ودعاة الدعوة السلفية باعتبارهم أكثر الناس فهمًا لعلوم الدين. وتابع قائلًا: "داعش هؤلاء لا يسمع لهم فتوى ويقومون بذبح الغير من أجل تحقيق أهدافهم، فهم يتورعون عن تمرة وفي الوقت ذاته يقتل تابعيه، فهم مجانين كاذبون". ووصف حاتم قيادات داعش ب"كلاب أهل النار، وشر قتلى تحت السماء"، داعيًا إلى أهمية قيام العلماء بالتحذير منهم وعدم تصديق كلامهم. وقال إن الزواج الشرعي لا يتم إلا باستوفاء أركانه القائمة على القبول ووجود ولي للمرأة، واصفًا دعوات تنظيم داعش لانضمام النساء إليه ب"الباطل"، ورفض تكفير المسلمين حتى لو كانوا عصاة. وأضاف: "لا بد من محاصرة دعوات التحاق الفتيات ب"داعش" عن طريق زواج الفيديو كونفرانس ونحذرهم من الاستجابة لتلك الدعوات المخالفة للشريعة، والتي ستجر عليهن الكثير من الويلات، وتدخلهن دائرة التطرف والإرهاب عبر زواج غير شرعي لا يرضاه الله ولا رسوله". من جانبها، وصفت دار الإفتاء، دعوات داعش ب"الآراء الشاذة"، مؤكدة أن الدعوات التي أطلقها التنظيم عبر مواقعه الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وجهوها للفتيات للزواج من عناصر متطرفة بالتنظيم عن طريق "الفيديو كونفرانس" تمهيدًا لانضمامهن للتنظيم أمر يرفضه الدين. وقال مرصد التكفير التابع للإفتاء، إن الزواج لا ينعقد بطريق الفيديو كونفرانس، لما يكتنفه الكثير من أوجه العيوب، فلابد من وجود الرضا على وجهه الحقيقي الذي دلت عليه نصوص الشرع، فضلا عن حضور الشهود ومعاينتهم لكل مقومات الزواج. وقالت إن الزواج بطريقة الفيديو كونفرانس، قائم على الظن وليس أمرًا قطعيًا، كما أنه قد يدخله التزييف والتدليس عبر البرامج المختلفة التي تسطيع التغيير والتحريف في الأصوات والصور والفيديو، وأن القاعدة الفقهية تقول: "يحتاط في الفروج ما لا يحتاط في غيرها، فلا يجوز لنا أن نُحِلَّ شيئًا منها بالظن"، وذلك سدًا للذراع، وما قد يحدث من مفاسد جراء إباحة هذا الأمر.