في كلمة لرئيس الوزراء البريطاني على هامش مسيرة التنديد بالإرهاب في باريس أعلن دافيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، عن عزمه حظر جميع تطبيقات المحادثات الفورية التي تقدم خدمة التراسل المشفر بين المستخدمين ببلاده، إذا فاز حزبه بالانتخابات العامة القادمة بالمملكة المتحدة، والتي تنعقد مايو 2015. وشدد كاميرون على ضرورة التوقف عن استخدام أساليب التواصل التي لا يمكن للسلطات الأمنية أن تقرأ الرسائل الواردة فيها حتى إذا كانت تملك مذكرة قضائية يمنحها الحق في ذلك، ومنها تطبيقات المحادثات التي تشفر رسائل مستخدميها. ومن المنتظر أن يؤثر قرار الحظر، حال تنفيذه، على استخدام مجموعة كبيرة من تطبيقات المحادثات الفورية الشهيرة، ومنها "واتس آب" المملوك ل"فيس بوك"، وiMessage المملوك ل"آبل"، إضافة إلى "سناب شات" و"تيليجرام". ويجب على تلك التطبيقات لتجنب الحظر القيام بتغييرات في تقنياتهم لفتح باب خلفي للسلطات الأمنية تسمح بفك تشفير رسائل مستخدميهم وإعادة قراءتها، وهو الأمر الذي تم رفضه سابقًا من القائمين على بعض من تلك التطبيقات، مثل مسئولي "واتس آب" و"آبل". ولا ينوي كاميرون حظر تطبيقات المحادثات الفورية المشفرة فقط، بل فرض تشريعات جديدة تساعد السلطات الأمنية في المملكة المتحدة على التجسس على مستخدمي الإنترنت، وذلك بهدف حماية الأمن القومي. وينتظر أن يخرج رئيس الوزراء البريطاني الحالي بأفكار جديدة لفرض الرقابة على شبكة الإنترنت، عقب اجتماعه هذا الأسبوع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن المحادثات بين كاميرون وأوباما ستتركز على مواجهة التهديد المتزايد للهجمات الإلكترونية وكيفية تطوير أساليب متقدمة لمواجهة هذا الهجمات سواء كانت مدعومة من رؤساء دول متطرفة أو من منظمات اجرامية. يذكر أن الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس خلال الأيام القليلة الماضية دفعت عدد من قادة ورؤساء الدول للمطالبة بإجراءات دولية واسعة لفرض رقابة على الإنترنت لمواجهة وغلق المواقع وحسابات التواصل الاجتماعية التي تدعم الأفكار الإرهابية والمتطرفة.