ظهر مؤخرا مستندات منسوب صدورها إلى جهاز مباحث أمن الدولة –المنحل- تشير إلى أن مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى قد استغلا مرض انفلوانزا الخنازير ،ومن قبله مرض انفلوانزا الطيور، مابين أعوام (2006،2009) لإثارة الفزع بين المواطنين وصرفهم عن نقد النظام والحكومة وشغلهم في متابعة المرض الجديد والحديث عن الوباء الفتاك. وقاموا بتوجيه وسائل الإعلام الخاصة والحكومية بالاهتمام بأخبار المرض وإبراز حالات الوفيات من جرائه، وتكليف وزارة الصحة بإصدار البيانات الدورية حول المرض وتحذيرات انتشاره كوباء، وبالفعل نجحت الخطة في صرف أنظار المواطنين عن سلبيات النظام والحكومة وسوء إدارتها للبلاد وتوجيه حديث الرأي العام من نقد النظام والحكومة إلى نقد وزارة الصحة والحديث عن الوباء الجديد. يقول الخطاب الأول المنسوب صدوره إلى مكتب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة تحت عنوان رئيسي"سري للغاية" وعنوان فرعي (بخصوص التكليف رقم 5 بتاريخ 4/1/2006 حصر أمن دولة بخصوص صرف أنظار الرأي العام عن نقد النظام والحكومة)، بتاريخ 21 يناير 2006 .. نفيد سيادتكم بأنه قد تم توجيه مختلف وسائل الإعلام القومية والخاصة بالتركيز على إبراز أخبار مرض انفلوانزا الطيور والتحذير من خطورته وانتشاره كوباء وإبراز حالات الوفيات الناتجة عن الإصابة به. كما تم توجيه المسئولين بوزارة الصحة باستصدار تعميم إلى جميع المصالح والهيئات الحكومية للتحذير من المرض ومن خطورته بالإضافة إلى إصدار بيانات دورية الى وسائل الإعلام عن المرض وعن خطورته وعن المصابين به". أما الخطاب الثاني فمنسوب صدروه إلى نفس الجهة بتاريخ 5 يناير 2009 بعنوان "بخصوص التكليف رقم 7 بتاريخ 5/1/2009 بخصوص صرف الأنظار عن انتقاد النظام والحزب الوطني".. وجاء به نصا " نفيد سيادتكم بأنه قد تم اليوم تسريب أخبار عن مرض انفلوانزا الخنازير إلى جميع وسائل الإعلام، وتم التوجيه بتهويل وتضخيم التحذيرات من المرض. كما تم توجيه المسئولين بوزارة الصحة بتعميم تحذيرات يومية من المرض على جميع المصالح والهيئات بالإضافة إلى وسائل الإعلام لزيادة الاهتمام بها. كما تم التوجيه بإبراز أخبار وفيات المرض في جميع وسائل الإعلام والتحذير منه كوباء وقد يؤدي إلى الكثير من الوفيات". أما المستند الثالث والأخير فمنسوب صدوره إلى إدارة المتابعة بجهاز مباحث امن الدولة وأعده العميد إبراهيم فؤاد مدير الإدارة لرفعه إلى اللواء حسن عبد الرحمن رئيس الجهاز يبشره بنجاح الخطة.. وقد قال فيه " نفيد سيادتكم بأن جميع وسائل الإعلام قد اهتمت بأخبار مرض انفلوانزا الخنازير وأخبار ضحاياه، وأصبحت أخبار المرض هي الشغل الشاغل لجميع الإعلاميين والصحفيين والرأي العام، فأنصرف الجميع عن تناول الأخبار السلبية للحكومة والحزب الوطني ومهاجمة المسئولين ورموز النظام والحزب".